كل ما يجري من حولك

صنعاءُ تتجهُ لرفع سقف التصعيد: حظرُ السفن خطوة أولى

48

متابعات..| تقرير*

على وقع توعّد قائد حركة “أنصار الله”، السيد عبد الملك الحوثي، برفع سقف التصعيد ضد إسرائيل إذا استمرت في تجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بدأت القوات البحرية اليمنية بمراقبة تحركات السفن الإسرائيلية التي تمر في أقصى البحر العربي وفي خليج عدن. وأتى ذلك بعد إعلان صنعاء استئناف الحظر البحري على العدو، نتيجة استمراره في منع إدخال المساعدات إلى القطاع. وأكّدت مصادر عسكرية مطّلعة، لـ”الأخبار”، أن “قوات صنعاء أعدّت عدّتها لهجمات قاسية ضد السفن المخالفة لقرار الحظر اليمني، وأن العمليات الهجومية لن تقتصر على الضرب والإحراق، بل ستصل إلى الإغراق”، مشيرة إلى أن تطور القدرات العسكرية لدى “أنصار الله” سيمكّنها من فرض معادلة عسكرية في نطاق عملياتها البحرية، مضيفة أن “معادلة الحصار اليمني التي دخلت حيّز التنفيذ خلال الساعات الماضية، سيكون أثرها بالغاً على الكيان الإسرائيلي في قادم الأيام”.
من جهتها، ذكرت مصادر ملاحية مطّلعة، لـ”الأخبار”، أن “السفن التجارية الإسرائيلية استمرت في تجنّب المرور عبر البحر الأحمر وباب المندب، بعد تراجع التصعيد البحري اليمني” في منتصف تشرين الثاني الماضي. وفي المقابل، كثّف الكيان حركة سفنه التجارية عبر البحر العربي والمحيط الهندي؛ وعلى رغم أن صنعاء حدّدت السفن المحظور عبورها بالإسرائيلية دون غيرها، مع استمرار السماح بعبور السفن الأخرى غير المعادية، إلا أن الإعلام السعودي حاول “شيطنة” العمليات اليمنية المتوقّعة، تحت عنوان أن “الحوثيين يعاودون استهداف الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي”، وفق ما روّجت قناتا “العربية” و”الحدث”، وهو ما اعتبره مراقبون تحريضاً مسبقاً وتأليباً للمجتمع الدولي ضد الجهد العسكري اليمني في الضغط على العدو، على رغم أن معاودة استهداف الملاحة الإسرائيلية لا تعني استهداف الملاحة الدولية.
في المقابل، أكّدت هيئة الإذاعة الإسرائيلية رفع جيش الاحتلال التأهب في سلاح الجو إلى الدرجة القصوى، واستنفار المقاتلات الجوية وتجهيز منظومات الدفاع الجوي، وسط خشية من تجدّد إطلاق الصواريخ على الداخل الفلسطيني من اليمن. وعلى المقلب اليمني، قالت مصادر مقرّبة من “أنصار الله”، لـ”الأخبار”، إن “العمليات البحرية اليمنية ضد الملاحة الإسرائيلية، قد تُنفّذ على مراحل”، متوقّعة أن “تبدأ المرحلة الأولى بمنع كل السفن الإسرائيلية من عبور البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن. وإذا لم يرضخ الاحتلال للضغوط اليمنية ويوقف حصاره ويدخل المساعدات إلى غزة، فإن صنعاء سوف تنتقل إلى المرحلة الثانية والتي بموجبها سيتم منع أي سفينة فيها شراكة أو تحمل بضاعة للعدو الإسرائيلي من الملاحة في منطقة عمليات قواتنا المسلحة”.
وبعد ساعات من دخول قرار حظر السفن الإسرائيلية حيّز التنفيذ، أكّد الحوثي أن “استئناف حظر السفن ضروري، ولكنه ليس سقف موقفنا، وإنما خطوة أولى”. وتوعّد بـ”رفع سقف التصعيد مع الكيان الإسرائيلي، إذا استمر العدو في تجويع الشعب الفلسطيني ولم يسمح بدخول المساعدات”، مشيراً إلى أن “الخيارات كلها مطروحة على الطاولة”. ووصف الحوثي منع دخول المساعدات إلى غزة بأنه “جريمة كبرى وجريمة حرب ضد الإنسانية”. واعتبر “الصمت والجمود في الموقف العربي تجاه هذه الخطوة التصعيدية وفرض التهجير القسري، خطيئة كبرى وتنصلاً من مسؤولية كبرى”، مشيراً إلى أن “العدو يعتبر أن الظروف مهيّأة في إطار التخاذل العربي والدعم الأميركي المفتوح، ويتشجّع على الإقدام على مثل هذه الخطوات العدوانية، ومنها التهجير وسياسة التجويع التي تتعرّض لها غزة”.

إنسرت: العمليات البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية قد تُنفّذ على مراحل

 

* الأخبار اللبنانية
You might also like