كل ما يجري من حولك

نفيٌ علوي لـ”الاستغاثة” بإسرائيل: العدو يرفعُ “قميص” الأقليات

27

متابعات..| تقرير*

في ظل مذبحة التطهير الطائفي الجارية في الساحل السوري، وجدت إسرائيل فرصة لا يمكن تفويتها، للعب بورقة الأقليات ومواصلة الدفع بملف “فدرلة سورية”، كحد أدنى لتقسيم البلاد، بما يلبّي أطماعها. وبعد أن كان حديث مسؤولي الكيان ينحصر بـ”حماية” الأقلية الدرزية، وامتدّ، أخيراً، ليشمل أيضاً أقلية الشركس، ذهبت الأبواق الإعلامية في تل أبيب إلى الاستثمار في مقتلة الساحل، من خلال مزاعم عن أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تلقّى رسالة ممن سمّتهم “زعماء العلويين في سوريا”، يطلبون فيها “إنقاذهم من النظام الظالم”، حسبما نقلت قناة “i24NEWS”.

وقال مراسل القناة للشؤون السياسية، غاي عزرئيل، إنه تلقّى رسالة ونقلها بدوره إلى مسؤولين في إسرائيل، زاعماً أن الرسالة تمثّل “قادة وكبار شيوخ الطائفة العلوية في سوريا”. وتقول الرسالة، وفقاً للقناة، إن “العالم صامت على المجازر التي تحدث في سوريا وإن صوت دولة إسرائيل فقط هو المسموع”، وتضيف: “نمد يدنا إليكم وسنكون أفضل أصدقائكم”.

وتتلخص مطالب الموقّعين على الرسالة، التي أوردتها القناة من دون ذكر أسماء هؤلاء، بأربع نقاط: الأولى، “مطالبة الجيش الإسرائيلي بتحريك قواته، بما في ذلك سلاح الجو، لحماية الطائفة العلوية”، والثانية “الطلب من وزارة الأمن تحريك السفن الحربية باتجاه السواحل السورية، لحماية الطائفة”. أما النقطة الثالثة، فهي الطلب من وزارة خارجية العدو “عرض الجرائم المرتكبة بحق العلويين أمام المستوى الدولي”، فيما ركّزت النقطة الرابعة على مطالبة وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ”تسليط الضوء على المجزرة التي وقعت في سوريا”.

وإزاء ذلك، ينفي الطبيب عدنان الأحمد، المقرّب من “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى”، قيام أي شخصية من مشايخ الطائفة المؤثّرين والمعتدّ بهم، بتوقيع أي رسالة موجهة إلى الكيان الإسرائيلي، لافتاً، في حديث إلى “الأخبار”، إلى أن هذه الممارسات “مرفوضة تماماً” لدى الطائفة. وحول الانتهاكات والجرائم الجارية في الساحل، يجدّد الأحمد، وهو حفيد الشاعر بدور الجبل، مطالبات “المجلس” المشار إليه لـ”المجتمع الدولي بوقف هذه الإبادة بشكل فوري وسحب كل الفصائل باختلاف انتماءاتها من مدن وقرى الساحل، وإخراج جميع المسلحين الأجانب من الساحل ومن سوريا بشكل عام”.

حذّرت قوات الاحتلال سكان المناطق الحدودية من مغبة التواصل مع أي شخصية فلسطينية

ويأتي هذا بعدما أصدرت مجموعة من وجهاء وشيوخ الطائفة العلوية بياناً نيابة عن “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى”، قرأه الأحمد، ودعوا فيه إلى “تشكيل وحدات من عناصر محليين في جميع مناطق العلويين لمشاركة الأمن العام في حماية القرى والأحياء، وتكليف لجنة دولية مستقلة لتقصّي الحقائق والتحري عن المجازر التي تُرتكب حالياً وإخلاء سبيل المعتقلين أو تحويل تهم واضحة إليهم أمام محاكم عادلة”. كما طالب هؤلاء بـ”وقف التحريض الطائفي ووضع قانون يحاسب عليها في سوريا ودول اللجوء، ودخول المنظمات والهيئات الدولية إلى الساحل السوري وتقديم المساعدات الطبية والغذائية للأهالي، وقيام المنظمات الدولية بمساعدة أهالي الضحايا في دفن ذويهم حسب طقوسهم الدينية”، بالإضافة إلى مطالبة الجميع باتخاذ الخطوات المناسبة لضمان أمن المنطقة الساحلية وفق القوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، بحسب البيان.

أما ميدانياً، فقد اعتقلت قوات العدو الاسرائيلي، أمس، أحد سكان قرية المعلقة في ريف القنيطرة واعتدت عليه بالضرب خلال اقتحامها للقرية، قبل أن تطلق سراحه بضغط من سكان المعلقة الذين تجمّعوا وقطعوا الطريق على قوات العدو لمنعها من اقتياد الشاب إلى إحدى قواعد الاحتلال ضمن “المنطقة العازلة” في ريف القنيطرة. كما سُجّلت أعمال تخريب متعمّد من قبل قوات العدو لمعدات زراعية ومضخات مياه في قرية معرية، في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الجنوبي الغربي، بالتزامن مع تحليق للطيران المُسيّر فوق مناطق ريف درعا الشمالي والشرقي.

أيضاً، حذّرت قوات الاحتلال سكان المناطق الحدودية من مغبة التواصل مع أي شخصية فلسطينية بمن في ذلك المدنيون، حسبما أفاد به عدد من سكان القرى المحتلة قي ريف القنيطرة، “الأخبار”. ووفقاً لهم، فإن ضباطاً من جيش العدو أبلغوا وجهاء القرى بأن الاستخبارات الإسرائيلية تراقب الاتصالات وبرامج التواصل الخاصة بسكان المنطقة العازلة، ومن سيثبت تواصله مع أي شخصية فلسطينية سيتم اعتقاله بتهم تتعلق بأمن “دولة إسرائيل”.

ويأتي هذا بينما حذّر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، مرة جديدة، من أن “إسرائيل لن تسمح بظهور أي تهديد على حدودها مع سوريا”، زاعماً أن “سوريا موطن لآلاف من عناصر حركتي حماس والجهاد، والذين يسعون إلى إشعال الحدود وخلق جبهة إضافية ضد إسرائيل”. وبحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل”، فقد دعا ساعر، خلال لقائه نائب رئيس وزراء لوكسمبورغ ووزير خارجيتها كزافييه بيتيل، أوروبا إلى ما سمّاها إدانة “حكام سوريا”، قائلاً إن “على أوروبا أن تعلن موقفها بصوت عال وواضح بشأن عمليات القتل الجماعي للمدنيين العلويين والمسيحيين في سوريا”.
* الأخبار

You might also like