كل ما يجري من حولك

ترويج أمريكي لـ«تفاهم موسّع».. العدو يواكب المفاوضات بالضغط

20

متابعات..| تقرير*

توازياً مع ما يُحكى عن تقدّم في المحادثات التي تعقدها الولايات المتحدة مع حركة «حماس»، والتي تُوِّجت بإرسال وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى الدوحة، زادت حكومة العدو من الضغط الإنساني على قطاع غزة. فبعد تسعة أيام من إغلاق المعابر في وجه المساعدات والبضائع التجارية، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، وقف تزويد غزة بالكهرباء، فيما دعا وزير الأمن القومي المستقيل، إيتمار بن غفير، إلى أن تكون الخطوة اللاحقة وقف المياه الصالحة للشرب عن شمال غزة، علماً أن الكهرباء التي يتحدّث عنها العدو، هي خط كهرباء وحيد مخصّص لتشغيل محطة تحلية المياه المركزية في وسط القطاع، ومحطات تكرير وضخ مياه الصرف الصحي، إذ، منذ بداية الحرب، لم تصل الكهرباء إلى بيوت الغزيين في شمال القطاع وجنوبه، ما يعني أن هذه الخطوة تستهدف ضرب ما تبقّى من مقوّمات الحياة الأساسية وأهمها المياه.

على أن كل تلك الخطوات لا تعدو كونها هامشاً في متن المشهد السياسي الذي يبدو أنه لم يتجاوز، إلى الآن، خطاً أحمر هو العودة إلى القتال العنيف. وفي هذا السياق، ذكرت «القناة 13» العبرية، نقلاً عن مسؤول أميركي كبير، أن الأميركيين مصمّمون على التوصل إلى «مخطط متفق عليه بين حماس وإسرائيل يفضي إلى وقف الحرب»، في حين ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن «بداية المحادثات هي مخطّط المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي تقبله إسرائيل. ومن المتوقّع أن تبدي الأخيرة مرونة إذا تطوّرت ديناميكية إيجايبة في المحادثات».

العدو يزيد الضغط الإنساني على قطاع غزة بقطع الكهرباء

هكذا، يبدو أن الجديد في المشهد هو الدخول الأميركي المباشر والفجّ على خط المفاوضات، والذي برّد حدة التهديدات الإسرائيلية بالعودة إلى القتال، إذ تصدّر مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، آدم بولر، أمس، المشهد الإعلامي، بعدة لقاءات عقد أولها مع «قناة سي إن إن» الأميركية، ثم أخرى مع القنوات العبرية «الـ12» و»الـ13» و»الـ15»، مستثنياً القناة «الـ14» المقرّبة من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ومعلناً في كلّ تلك الإطلالات المكثّفة، أن التفاهمات مع «حماس» تقدّمت بشكل إيجابي، وأن هدفها لا يقتصر على إطلاق سراح الرهينة الأميركي، بل يصل إلى مسار لوقف الحرب بشكل تام، بما يضمن خروج حركة «حماس» من المشهد السياسي وعقد هدنة تمتد من 5 إلى 10 سنوات، والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار.

وعلى طريقة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ألقى بولر واحدة من قنابله في حجر نتنياهو، حيث نقلت «القناة 12» عنه القول تعليقاً على موقف إسرائيل الغاضب من المحادثات المباشرة مع «حماس»: «أتفهّم غضب إسرائيل من التواصل مع حماس، لكن في نهاية المطاف نحن الولايات المتحدة، ولسنا عملاء عند إسرائيل».

وعلّق مسؤولون إسرائيليون كبار، عبر «القناة الـ13»، على تلك المستجدات بالقول إن «هناك محاولة لإجراء مفاوضات من فوق رؤوسنا، لا يوجد الكثير من هامش المناورة لإسرائيل. وإذا توصّل ترامب إلى تفاهمات مع حماس فسيكون من الصعب جداً على نتنياهو، أن يقول له لا. والأميركيون يعلمون ذلك جداً».

* الأخبار
You might also like