أكذوبةُ “الثورة السورية” تكشفُ عن وجهها الدموي.. ألف شهيد مدني وأكثر
متابعات..|
لم تكد شمس النهار تبتلع ظلال الحرب، حتى عادت سوريا تُسَجِّل فصلاً جديداً من مأساتها على صفحات الأجندات الإمبريالية ومخططاتها الخبيثة الرامية إلى تمزيق هذا البلد وزرع التنظيمات الإرهابية وخلط الأوراق لصنع مزيد من الأزمات والفوضى.
مرة أخرى، تُزهق أرواح السوريين على مذبح الأجندات الخبيثة التي لا تريد لسوريا إلا شراً! ما إن رفعت “حكومة المعارضة السورية” المدعومة غربياً شعارات “الديمقراطية والحرية” حتى كشفت عن وجهها الدموي.. ألف شهيد وأكثر… أرقام تكفي لفضح أكذوبة “الثورة المنقذة” التي حولت سوريا إلى ساحة لمليشيات متطرفة ترتدي بدلات رسمية وتخفي خلفها سكاكين التطرف و التكفير.
الجولاني، ذلك الرجل الذي ارتدى بدلة السياسة و الدبلوماسية وكسا خطابه بورد المصالحة، لم يستطع أن يخفي رائحة البارود العالقة في يديه، ورأينا كما رأى الجميع، كيف طاردت عناصره الإرهابية الأبرياء من كل شارع وبيت بالرصاص، وتنفيذها بحقهم إعدامات ميدانية بدم بارد، تاركة وراءها مذابح مروعة لم تشهد بمثلها البلاد. وإن دل ذلك على شيء، إنما يدل على الطبيعة الإرهابية المتطرفة لهذه الجماعات التي حاولت دول الغرب وإلى جانبها بعض الأنظمة العربية تلميع صورتها بشتى الوسائل.
الحقائق تجلت بشكل واضح أن “الثورة” في سوريا لم تكن سوى غطاء يسمح للإرهاب والفوضى والطائفية بالهيمنة على البلاد، وتنفيذ الأجندات الخارجية. وكما يظهر اليوم بجلاء، تحولت هذه الثورة إلى مذابح تراجيدية، وانتهى شعار “التحرير” بتسليم الأرض للمليشيات والصهاينة، وقد بات واضحاً للجميع أن المستعمر الجديد يرتدي نفس ثوب داعش، ولكن هذه المرة بحلة صهيونية.
الكيان الصهويني المنتصر الأول والأخير في المأساة السورية، والذي سارع لرفع شعار “حماية الأقليات” مستغلاً الوضع لإسباغ الشرعية على توغله المستمر في عمق الأراضي السورية، وتكريس التقسيم.
إيماننا راسخ بأن الشعب السوري، بتراثه العريق وإرادته الصلبة، لن يسمح لأي كان، في الداخل أو الخارج، بأن يصادر حقه في تقرير مصيره أو يسطو على مستقبله.
ولقد تعلمنا من قسوة التجربة أن الوهن يؤدي إلى الاستعباد، وأن الخنوع أمام قوى التطرف والإستعمار، باختلاف ألوانها، لا يزيدها إلا شراسة، وأن المقاومة الحقيقية الباسلة هي السبيل الأمثل لردعهم.