كل ما يجري من حولك

اشتعالُ سوريا يقلقُ العراق: إنها الفوضى!

41

متابعات..| تقرير*

أبدت الأوساط العراقية مخاوفها من تداعيات المواجهات المسلّحة الدائرة في الساحل السوري، بين قوات الأمن التابعة للإدارة الجديدة بقيادة الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، وعناصر مسلحة تنضوي في أطر معارضة للحكم الجديد. وقال مسؤول في أحد الفصائل العراقية لـ«الاخبار» إن «ما يجري هو بداية لمسلسل الفوضى»، مضيفاً أن «صراع النفوذ وتسليم سوريا إلى تركيا من جهة، وتحكم الولايات المتحدة وفتح الطريق أمام الكيان الصهيوني من جهة أخرى، سيدفعان سوريا إلى أيام صعبة وتحديات لا تنتهي»، معتبراً أن «سقوط بشار الأسد وسيطرة المعارضة من دون رؤية واضحة، والاكتفاء بنشوة النصر الهش، قد يجعلانها تسقط في أول فرصة».

ويستبعد المسؤول أن «تكون لإيران يد في الأحداث السورية، بل هي فعل طبيعي نتيجة لعوامل الفوضى والطائفية والإرهاب، والتي تجتمع كلها على أرض سوريا»، مشيراً إلى أن «الفصائل العراقية المسلحة والنفوذ الإيراني حالياً خارج المعادلة، بعدما كان الجميع يتهمنا بأننا وراء دمار البلاد». ويعرب عن اعتقاده بأن «ما يجري تقف وراءه أميركا والكيان الصهيوني، لاعتبارات قد تسهم في جعل سوريا أرضاً متخمة بالأزمات، فضلاً عن وجود محاولة لإبعاد تركيا بعدما استطاعت أن تفرض نفسها عن طريق دعم جبهة النصرة».

ودائماً ما تلقي التطورات في سوريا بثقلها بشكل مباشر على العراق، الذي يتشارك حدوداً طويلة معها، فيما الوضع المرتبك فيها قد يؤثر على الوضع الأمني العراقي. كذلك، تخشى بغداد تدفق موجات جديدة من اللاجئين، ما قد يشكّل ضغطاً على الموارد والخدمات في المحافظات الحدودية، فضلاً عن انتعاش خلايا الإرهاب باستغلال الفوضى الحاصلة داخل البلد الجار. ويضاف إلى ما تقدّم، أن العراق، الذي يحاول الحفاظ على توازن في علاقاته الإقليمية، يجد نفسه مضطراً إلى تقييم سياسته تجاه سوريا. فمع وجود إدارة جديدة في دمشق، قد يتطلّب الأمر إعادة ترتيب الاتفاقيات الأمنية والتجارية، خاصة في ما يتعلق بملفات النفط والحدود المشتركة. وفي الوقت نفسه، تبقى التحديات الأمنية والسياسية قائمة، مع تأثيرات مباشرة على العراق والمنطقة ككل.

الفصائل العراقية تتهم أميركا وإسرائيل بالوقوف وراء ما يجري في سوريا

وفي هذا السياق، يحذّر الخبير الأمني العراقي، جودت كاظم، من انتقال الفوضى إلى العراق، ربطاً بالحدود الطويلة بين البلدين. وقال لـ«الأخبار» إن «على حكومة بغداد وضع خطة أمنية وعسكرية محكمة في مواجهة التحديات الراهنة، لأن من المحتمل أن تنزلق الأوضاع ويقع العراق ضحية للتطرّف والإرهاب والأنظمة غير المتّزنة، كما حدث عام 2014 عند سقوط ثلث البلاد في يد الإرهابيين». ويعتقد كاظم أن «تحرك هؤلاء العناصر الذين يُقال إنهم ينتمون إلى نظام الأسد ليس بدافع شخصي وإنما هناك جهة خارجية تغذّي تطلعاتهم، خاصة أن سوريا نقطة جذب لدول إقليمية ودولية، فيما إيران ليس في مصلحتها دعم أي مجموعة في المنطقة بعد عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية وممارسته سياسة الضغط القصوى عليها وعلى جميع حلفائها في المنطقة ومنها العراق ولبنان».

في هذه الأثناء، كثفت قوات حرس الحدود العراقي، انتشارها على الشريط الحدودي مع سوريا، بالتزامن مع المواجهات العنيفة التي اندلعت في الساحل السوري. وأكدت القوة في بيان، أنه في «إطار الجهود المستمرة لحماية أمن العراق وسلامة أراضيه، تواصل قطعاتنا تأدية واجباتها على الشريط الحدودي العراقي – السوري من منفذ ربيعة إلى منفذ الوليد، عبر انتشار مكثّف ودوريات أمنية ليلية ونهارية، معزّزة بمنظومة تحصينات حدودية متطوّرة واستعداد وجاهزية قتالية عالية».

* الأخبار
You might also like