مبادرةُ صنعاء لتوسيع فتح الطرقات بتعز تصطدمُ برغبة التحالف وأدواته لإبقائها محاصرة
متابعات..|
في خطوة لتخفيف معاناة المواطنين خلال شهر رمضان المبارك، أعلنت حكومة صنعاء استمرار فتح طريق الحوبان – القصر – الكمب على مدار النهار وساعات الليل من جانبها، تنفيذًا لتوجيهات قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي.
ورغم إعلان بعض قيادات الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي عن الترحيب بالمبادرة، إلا أن الواقع الميداني يعكس مماطلة مستمرة من قِبل سلطات عدن في تنفيذ ما أعلنته سابقًا، حيث لا يزال الطريق مغلقًا خلال ساعات الليل، باستثناء باصات نقل العمال في الشركات والمصانع.
المساوى: المبادرة تهدف لخدمة المواطنين والعرقلة تأتي بضغط خارجي
أمين المساوى، القائم بأعمال محافظ تعز في حكومة صنعاء، أوضح في تدوينة على منصة إكس أن الطريق ظل مفتوحًا طوال الليل لثلاث ليالٍ متتالية، لكن الفصائل الموالية للتحالف لم تبلغ عناصرها الميدانية بالسماح للمواطنين بالعبور، ما يعكس عدم جدية الطرف الآخر في تنفيذ وعوده.
ولفت المساوى إلى أن هذا الطريق يعد ممرًا إنسانيًا مهمًا، وأن المبادرة ليست لطرف سياسي معين، بل لخدمة جميع أبناء تعز، مشيرًا إلى أن أي تأخير إضافي في التجاوب معها يعني خضوع قرار فتح الطريق لتعليمات إقليمية ودولية، وليس لمصالح المواطنين.
وأكد أن قيادة حكومة التحالف في عدن لا تزال تنتظر الإذن الإماراتي أو الإسرائيلي أو أي جهة خارجية لاتخاذ قرار بشأن فتح الطريق، رغم أن اللقاءات الأخيرة بين أحمد عوض بن مبارك ومحافظ تعز نبيل شمسان أكدت على استعدادهم لفتح الطريق خلال 24 ساعة يوميًا.
صنعاء تتهم التحالف بالمماطلة.. وتؤكد أن المبادرات لا تزال قائمة
نصر الدين عامر، رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ التابعة لحكومة صنعاء ونائب رئيس الهيئة الإعلامية لحركة أنصار الله، أكد في تدوينة على منصة إكس أن الطرف الآخر لا يزال يماطل ويرفض فتح الطريق خلال ساعات الليل، رغم أن المبادرة لا تزال قائمة لخدمة المواطنين، خاصة في شهر رمضان.
وأضاف عامر أن صنعاء مستعدة لإطلاق المزيد من المبادرات إذا كان هناك تجاوب حقيقي، لكن الطرف الآخر يعمل على تعقيد الأوضاع وتنفيذ أجندات أمريكية وإسرائيلية وبريطانية، بهدف معاقبة اليمن بسبب موقفه الداعم لغزة.
المخاوف الأمنية.. ذريعة التحالف لإبقاء الحصار على تعز ورفض فتح الطريق بالكامل
رغم التصريحات الإيجابية التي أدلى بها بعض المسؤولين في حكومة التحالف بخصوص فتح الطريق بالكامل، إلا أن الواقع لا يزال مختلفًا، حيث نقلت صحيفة العرب اللندنية عن مصدر حكومي أن “السلطات في عدن فضلت عدم فتح الطريق خلال الليل، خشية استغلاله لأغراض عسكرية من قبل الحوثيين”، وفق تعبيره.
هذه التصريحات تعكس عدم وجود نية حقيقية لفتح الطريق أمام المواطنين، حيث لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية حتى الآن رغم إعلان المبادرة منذ أكثر من أسبوع، وما زال المسافرون يعانون بسبب الإغلاق خلال الليل.
ما التالي؟ هل يرفع التحالف يده عن القرار؟
يرى مراقبون أن استمرار المماطلة من قبل التحالف السعودي الإماراتي يعكس تخوفًا من فقدان السيطرة على مداخل تعز، خاصة مع تزايد النفوذ الإماراتي في المحافظات الجنوبية، وتصاعد الصراعات داخل الفصائل التابعة للتحالف.
في المقابل، تواصل حكومة صنعاء الضغط سياسيًا وإنسانيًا لفرض واقع جديد على الأرض، حيث أكدت مرارًا استعدادها لفتح الطرق والمعابر في مختلف المناطق اليمنية، بما يخدم المواطنين ويخفف من معاناتهم، وهو ما يجعل الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر.
يبقى السؤال الأهم: هل تستجيب حكومة التحالف لمطالب المواطنين وتفتح الطريق بالكامل، أم أن القرار سيظل مرهونًا بأجندات إقليمية ودولية تضع مصالحها فوق معاناة اليمنيين؟