كل ما يجري من حولك

حيفا مسرحٌ لفدائيّي الداخل مجدّداً

23

متابعات..|

استقلّ يثرو شاهين (20 عاماً) من مدينة شفا عمرو في الداخل المحتلّ، حافلةً إلى محطّة الحافلات المركزية «ليف همفراتس» في مدينة حيفا. ولمّا وصل إلى هناك وترجّل، استلّ الشاب الذي يحمل الجنسية الألمانية، سكيناً، وهجم على المستوطنين وباشر بطعنهم. ودفع ذلك بقوات الاحتلال التي أصابها الإرباك، إلى المسارعة في إطلاق النار على المنفّذ، فيما يبدو أن أحد العناصر استغلّ ما يجري وأصاب شاباً فلسطينياً من مدينة كفر كنا تواجد في المكان، ما تسبّب بقتله، علماً أن المصادر العبرية أشارت إلى أن الاعتقاد كان أنه شريك المنفّذ، الذي أصيبت أيضاً امرأة بعيار ناري خلال محاولة قتله.

وبحسب مستشفى «رمبام» في حيفا، وصل 8 أشخاص لتلقّي العلاج إثر العملية، معظمهم عانوا من إصابات اخترقت أجسادهم (طعن وإطلاق نار)، وبينهم ثلاثة في حالة متوسطة، واثنان جروحهم طفيفة، وثلاث حالات هلع، في حين أعلنت الشرطة أن المنفّذ الذي قَتلته، عاد إلى إسرائيل الأسبوع الماضي بعد مكوثه لأشهر في الخارج.

وكانت الشرطة فرضت حالة استنفار قصوى في المكان، في ضوء تضارب المعلومات حول طبيعة الهجوم؛ إذ جرى ابتداءً تداول معلومات عن أن عملية مزدوجة، أي تشمل طعناً وإطلاق نار، وقعت، وأن هناك منفذيْن قاما بها، أحدهما نجح في الانسحاب من المكان. ولهذا، دفعت الشرطة بطائرة مروحية إلى مكان العملية بحثاً عن المنفّذ، لكن الاحتلال ما لبث أن تراجع عن روايته، ليعلن أن منفذاً واحداً قام بعملية طعن.

وفي هذا الوقت، وصل المفتش العام للشرطة، داني ليفي، إلى موقع الهجوم، والذي دفعت الشرطة بقوات معزّزة إليه. كما أعلنت سلطة القطارات عن تعديل في حركة القطارات في خط «بيت شان – عتليت»، وعدم توقّفها بشكل مؤقت في المحطة المركزية «همفراتس»، في حين كتب نتنياهو، في تغريدة عبر «إكس»، أنّ إسرائيل «ستُواجه كل مَن يُحاول إلحاق الضرر بها».

هزّت عملية حيفا الصورة النمطية السائدة عن الدروز في فلسطين

وفي المقابل، باركت حركة «حماس» عملية الطعن في حيفا، مؤكدة أنّها تأتي في سياق المقاومة المستمرة، وأنها «ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة بحقّ الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلّة وغزة والقدس»، داعية أبناء الشعب الفلسطيني إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال والانخراط في الاشتباك معه بالوسائل كافة. كذلك، باركت «حركة الجهاد الإسلامي» عملية الطعن التي وصفتها بـ«البطولية»، وقالت إنها تأتي «في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال، وتأكيداً على تمسّك شعبنا بخيار المقاومة».

وتحمل عملية حيفا رسائل عدّة، خصوصاً أنها تأتي في وقت يصعّد فيه جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس، وفي ظلّ تهديد العدو باستئناف الحرب على القطاع. أيضاً، لا يمكن إغفال أنها جاءت في بداية شهر رمضان، والذي شكّل خلال السنوات الماضية مناسبة لتصعيد العمل المقاوم ضدّ الاحتلال، سواء بتنفيذ عمليات فدائية، أو المواجهات الليلية العنيفة في أكثر من مكان في القدس، نظراً إلى ما يتعرّض له المصلون والمقدسيون من مضايقات وقمع.

كما وقعت العملية في المحطّة المركزية للحافلات في خليج حيفا، وهي محطة المواصلات الأكبر في إسرائيل، وهو ما يفسر ارتباك الاحتلال وخشيته من وجود منفذين آخرين في المكان الذي يكون عادة مزدحماً، ويجاور أحد المجمعات التجارية الضخمة. وأعادت هذه العملية التذكير بالعبوات الناسفة التي انفجرت في ثلاث حافلات في منطقة بيت يام قرب تل أبيب الأسبوع الماضي، والتي حظرت المحكمة نشر أيّ معلومات متعلقة بها.

ولعلّ الإشارة الأبرز التي تحملها العملية تكمن في هوية المنفّذ، الذي ينتمي إلى الطائفة الدرزية، ويأتي فعله في وقت تحاول فيه إسرائيل الظهور بمظهر الحامي للدروز في سوريا. كما تعاكس العملية الصورة النمطية السائدة عن الدروز في فلسطين، والذين يخدم الكثير منهم في جيش الاحتلال، لتقدّم نموذجاً مختلفاً شبيهاً برفض العديد من الشبان الدروز للخدمة في الجيش والقبول بالسجن.

* الأخبار
You might also like