كل ما يجري من حولك

الشباب الفيليبينيون يناصرون غزة: «حنظلة»… بارقة أمل في قلب الإبادة

24

متابعات..| تقرير:

تحت شعار «معاً، يمكن أن نكون صوتاً للذين لا صوت لهم»، أطلقت مجموعة من الشباب الفيليبينيين، في آذار 2024، مبادرةً إنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عُرفت باسم «حنظلة». وتقول الدكتورة عدلات الشيخ، المشرفة على المشروع في القطاع، في حديث إلى «الأخبار»، إنه خلال 166 يوماً، عمد شباب فيليبينيون «يؤمنون بواجبهم الأخلاقي في الوقوف إلى جانب المظلومين والذين لا صوت لهم»، إلى تسليط الضوء على الإبادة الجماعية في غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يطوّروا «فكرة التعاطف والتضامن بالكلمة، إلى مساعدات إنسانية ملموسة، عبر جمع التبرعات المالية وتقديمها لضحايا الإبادة».

وتلفت الشيخ إلى أنّ اسم المشروع مستوحى من الشخصية الكرتونية الأيقونية للرسام الكاريكاتوري الفلسطيني ناجي العلي، والتي تُظهر طفلاً حافي القدمين، يرتدي ملابس ممزّقة، ويداه مقيدتان خلف ظهره، مشيرةً إلى أنّ الاختيار وقع على «حنظلة»، كي لا تلفت المبادرة أنظار الحكومة الفيليبينية الداعمة لإسرائيل، ولأنّ الشخصية تجسّد تمسك الفلسطينيين بـ«البقاء» في أرضهم، على رغم محاولات التهجير والإقصاء. وطبقاً للمصدر نفسه، فإنّ أصحاب المبادرة مدفوعون بـ«شعور عميق بضرورة القيام بمبادرات ذات مغزى لصالح الشعب الفلسطيني»، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو استضافة منتديات وحوارات تعزّز الوعي حول القضية الفلسطينية.

ولاحقاً، نجح «حنظلة»، منذ انطلاقته حتى اليوم، في جمع وإرسال أكثر من 300,000 بيزو فيليبيني إلى غزة، أي ما يعادل خمسة آلاف وخمسمئة دولار، استُخدمت في جهود الإغاثة الإنسانية، في وقت كانت فيه مدينة غزة وشمال القطاع يعانيان من شح في المواد التموينية. وتردف الدكتورة الفلسطينية: «نسعى لجمع الأموال وتقديمها للفئة الضعيفة في المجتمع الغزاوي، لأنها قادرة على إحداث فرق في حياتها، ولا سيما لدى الأطفال الذين فقدوا آباءهم. كما نسعى لتوفير الدعم الأساسي الذي يضمن البقاء والكرامة للفئة الأكثر تضرراً بهذه الظروف الصعبة». وشملت المساعدات التي وفّرها المشروع: توزيع الدقيق الذي كان سعره قد أصبح خيالياً، وأطباق مختلفة من الطعام طوال شهر رمضان، «ما شكّل بارقة أمل للأسر المحرومة في ظل المجاعة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال وادي غزة»، فيما لا تزال عملية جمع التبرعات مستمرة.

وقع الخيار على اسم «حنظلة» كي لا تلفت المبادرة أنظار الحكومة الفيليبينية الداعمة لإسرائيل

كذلك، شملت المبادرات مشروع «كسوة الأيتام»، ومساعدة مالية للمرضى والجرحى في غزة وشمالها، جنباً إلى جنب فعاليات ترفيهية وأنشطة تفريغ نفسي لمساعدة الأطفال على تجاوز مخاوف الحرب. وترى الدكتورة عدلات أن «مشروع حنظلة يمثّل بارقة أمل لأولئك المتأثرين بالظلم والاضطهاد، من خلال التعليم والدعوة والمساعدات الإنسانية، كما أننا نسعى ليس فقط لزيادة الوعي بمعاناة الفلسطينيين ولكن أيضاً لتحقيق تغييرات ذات مغزى تعزّز حياة الناس وسط الشدائد».
بدوره، يشيد أبو سمير بلبل (55 عاماً) بجهود فريق «حنظلة»، مؤكداً، في حديث إلى «الأخبار»، أنهم «ساعدونا على الصمود والثبات في ظل النقص الحاد للمواد الأساسية ومقوّمات الحياة».

ويتابع: «مشاريعهم الإغاثية تشكل بارقة أمل في ظل الظروف التي كنا ولا نزال نعيشها، فنحن كمواطنين نعلم جيداً مدى صعوبة توفير المواد التموينية أو الدعم المادي، إلا أنهم تحدّوا الاحتلال الذي كان يعيث الموت في كل مكان، ليقدّموا لنا المساعدة». وينسحب الموقف نفسه على رواء الزنط (32 عاماً)، التي تثني على جهود الشباب الفيليبينيين المثابرين في كفالة أطفالها الأيتام، قائلةً: «الفضل بعد الله لـ(حنظلة) في إدخال البهجة والسرور إلى قلوب أطفالي المحرومين من كل شيء، نتيجة الحرب المدمرة لكل مقوّمات الحياة في غزة».

أمّا بالنسبة إلى أماني الهبيل (21 عاماً)، فإنّ «حنظلة» هو «صوت العائلات الغزية المضطهدة في الخارج، والتي ارتُكبت بحقها أبشع المجازر من دون أن يحرّك العالم ساكناً». وتقول أماني لـ«الأخبار»: «بعد انقطاع الكهرباء وخطوط الإنترنت، لم يعد لدينا تواصل مع العالم الخارجي»، مشيرةً إلى أنّ المشروع ساهم على الأرجح في «وصول معاناتنا وصور الظلم الذي يُرتكب بحقنا إلى شعوب العالم، عسى أن تمارس الأخيرة ضغطاً شعبياً على حكوماتها، وتطالب بفك الحصار عنا».

 

شملت المبادرات مشروع «كسوة الأيتام»، ومساعدة مالية للمرضى والجرحى في غزة وشمالها (أ ف ب)

غزة | تحت شعار «معاً، يمكن أن نكون صوتاً للذين لا صوت لهم»، أطلقت مجموعة من الشباب الفيليبينيين، في آذار 2024، مبادرةً إنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عُرفت باسم «حنظلة». وتقول الدكتورة عدلات الشيخ، المشرفة على المشروع في القطاع، في حديث إلى «الأخبار»، إنه خلال 166 يوماً، عمد شباب فيليبينيون «يؤمنون بواجبهم الأخلاقي في الوقوف إلى جانب المظلومين والذين لا صوت لهم»، إلى تسليط الضوء على الإبادة الجماعية في غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يطوّروا «فكرة التعاطف والتضامن بالكلمة، إلى مساعدات إنسانية ملموسة، عبر جمع التبرعات المالية وتقديمها لضحايا الإبادة».

وتلفت الشيخ إلى أنّ اسم المشروع مستوحى من الشخصية الكرتونية الأيقونية للرسام الكاريكاتوري الفلسطيني ناجي العلي، والتي تُظهر طفلاً حافي القدمين، يرتدي ملابس ممزّقة، ويداه مقيدتان خلف ظهره، مشيرةً إلى أنّ الاختيار وقع على «حنظلة»، كي لا تلفت المبادرة أنظار الحكومة الفيليبينية الداعمة لإسرائيل، ولأنّ الشخصية تجسّد تمسك الفلسطينيين بـ«البقاء» في أرضهم، على رغم محاولات التهجير والإقصاء. وطبقاً للمصدر نفسه، فإنّ أصحاب المبادرة مدفوعون بـ«شعور عميق بضرورة القيام بمبادرات ذات مغزى لصالح الشعب الفلسطيني»، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو استضافة منتديات وحوارات تعزّز الوعي حول القضية الفلسطينية.

ولاحقاً، نجح «حنظلة»، منذ انطلاقته حتى اليوم، في جمع وإرسال أكثر من 300,000 بيزو فيليبيني إلى غزة، أي ما يعادل خمسة آلاف وخمسمئة دولار، استُخدمت في جهود الإغاثة الإنسانية، في وقت كانت فيه مدينة غزة وشمال القطاع يعانيان من شح في المواد التموينية. وتردف الدكتورة الفلسطينية: «نسعى لجمع الأموال وتقديمها للفئة الضعيفة في المجتمع الغزاوي، لأنها قادرة على إحداث فرق في حياتها، ولا سيما لدى الأطفال الذين فقدوا آباءهم. كما نسعى لتوفير الدعم الأساسي الذي يضمن البقاء والكرامة للفئة الأكثر تضرراً بهذه الظروف الصعبة». وشملت المساعدات التي وفّرها المشروع: توزيع الدقيق الذي كان سعره قد أصبح خيالياً، وأطباق مختلفة من الطعام طوال شهر رمضان، «ما شكّل بارقة أمل للأسر المحرومة في ظل المجاعة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال وادي غزة»، فيما لا تزال عملية جمع التبرعات مستمرة.

وقع الخيار على اسم «حنظلة» كي لا تلفت المبادرة أنظار الحكومة الفيليبينية الداعمة لإسرائيل

كذلك، شملت المبادرات مشروع «كسوة الأيتام»، ومساعدة مالية للمرضى والجرحى في غزة وشمالها، جنباً إلى جنب فعاليات ترفيهية وأنشطة تفريغ نفسي لمساعدة الأطفال على تجاوز مخاوف الحرب. وترى الدكتورة عدلات أن «مشروع حنظلة يمثّل بارقة أمل لأولئك المتأثرين بالظلم والاضطهاد، من خلال التعليم والدعوة والمساعدات الإنسانية، كما أننا نسعى ليس فقط لزيادة الوعي بمعاناة الفلسطينيين ولكن أيضاً لتحقيق تغييرات ذات مغزى تعزّز حياة الناس وسط الشدائد».
بدوره، يشيد أبو سمير بلبل (55 عاماً) بجهود فريق «حنظلة»، مؤكداً، في حديث إلى «الأخبار»، أنهم «ساعدونا على الصمود والثبات في ظل النقص الحاد للمواد الأساسية ومقوّمات الحياة».

ويتابع: «مشاريعهم الإغاثية تشكل بارقة أمل في ظل الظروف التي كنا ولا نزال نعيشها، فنحن كمواطنين نعلم جيداً مدى صعوبة توفير المواد التموينية أو الدعم المادي، إلا أنهم تحدّوا الاحتلال الذي كان يعيث الموت في كل مكان، ليقدّموا لنا المساعدة». وينسحب الموقف نفسه على رواء الزنط (32 عاماً)، التي تثني على جهود الشباب الفيليبينيين المثابرين في كفالة أطفالها الأيتام، قائلةً: «الفضل بعد الله لـ(حنظلة) في إدخال البهجة والسرور إلى قلوب أطفالي المحرومين من كل شيء، نتيجة الحرب المدمرة لكل مقوّمات الحياة في غزة».

أمّا بالنسبة إلى أماني الهبيل (21 عاماً)، فإنّ «حنظلة» هو «صوت العائلات الغزية المضطهدة في الخارج، والتي ارتُكبت بحقها أبشع المجازر من دون أن يحرّك العالم ساكناً». وتقول أماني لـ«الأخبار»: «بعد انقطاع الكهرباء وخطوط الإنترنت، لم يعد لدينا تواصل مع العالم الخارجي»، مشيرةً إلى أنّ المشروع ساهم على الأرجح في «وصول معاناتنا وصور الظلم الذي يُرتكب بحقنا إلى شعوب العالم، عسى أن تمارس الأخيرة ضغطاً شعبياً على حكوماتها، وتطالب بفك الحصار عنا».

* الأخبار
You might also like