خلال الأيام الأخيرة برزت ظاهرة جديدة في مأرب ، المعقل الأبرز للفصائل الموالية للتحالف شمال اليمن، وقد قدم حزب الإصلاح، سلطة الامر الواقع ، المليشيات القبلية على الفصائل العسكرية المعروفة بـ”الجيش الوطني” فما ابعاد الخطوة وما تداعياتها؟

في مأرب تحتفظ القوى اليمنية الموالية للتحالف بأبعاده السعودي- الاماراتي بقوات عسكرية وترسانة ضخمة من الأسلحة، لكن بدلا من الاستعراض بها يحاول حزب الإصلاح الاستعراض بمسلحين مختلطين يطلق عليهم “القبائل” ويحاول تسويقهم عن قبائل صنعاء وعمران .

هذه الاستعراضات جاءت بالتوازي  مع حديث الحزب عن تصاعد وتيرة المعارك ومساعي من يصفهم بـ”الحوثيين” لإسقاط المدينة،  مع محاولة تصويره تلك الاستعراضات “القبلية كحامية للمدينة.

هذه الخطوة تعد الأولى في تاريخها بالنسبة للحزب الذي اعتاد السيطرة على مفاصل الدولة بمأرب بما في ذلك ثرواتها، وهي مؤشر على أن الحزب  خسر الكثير من قدراتها خلال مراحل الصراع التي غذاها التحالف على مدى سنوات الصراع بالمدينة بمن في ذلك ورقة “الجيش” وقد اعيد ترتيبها وتنظيمها تحت قيادة صغير بن عزيز ابرز حلفاء طارق صالح والمحسوب على المؤتمر الشعبي العام.

من ناحية يحاول الحزب الاستعراض بالورقة القبلية ليس في وجه خصومه “الحوثيين” بل خصومه داخل مدينة مأرب،  فتوقيت الاستعراض جاء مع اعلان السعودية  صرف مكرمة الملك لـ5 اشهر وقصرها على من تصفهم بأفراد الجيش في مأرب أي الذين تم إعادة هيكلتهم وتوزيعهم بعيدا عن الولاءات الحزبية ، وخطوة الإصلاح، كما يعتبرها خصومه، محاولة للحصول على أموال تحت مسمى مسلحي القبائل مع ان اغلبهم أصلا منخرط بصفوف الفصائل المسلحة التي تتسلم رواتب أصلا.

اما من ناحية ثانية، فالحزب الذي يستولي على عائدات النفط والغاز بمأرب بمعية محافظ مأرب سلطان العرادة يحاول المناورة في وجه المساعي لتوريد حصص النفط والغاز إلى المركزي في عدن وانتزاعها منه وهو الذي ظل لسنوات يبرر نهبها بأنها لتمويل المقاتلين القبليين والمجالس القبلية لدعم “الجيش ” مع أن معظم الأموال تورد لحسابات في جيبوتي وتركيا وتضخ لصالح استثمارات لقيادات الاخوان بإشراف حميد الأحمر.

في المجمل، لا يبدو بأن الحزب من خلال استعراضه في هذا التوقيت قادم على معركة ولا مستعد لها ، بل يحاول  إبقاء الثروة تحت سيطرته وجني المزيد من الأموال عبر استعراض المليشيات القبلية  بوجه السعودية .