كل ما يجري من حولك

المقاومة للعدو: لا أفقَ لتجديد الحرب بعد إتمام التبادل السابع

25

متابعات..| تقرير*

سلّمت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، صباح أمس، جثامين أربعة من أسرى الاحتلال في الدفعة السابعة من المرحلة الأولى لصفقة التبادل، وهم ممّن أسرتهم «سرايا القدس» و«كتائب المجاهدين» أحياء في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، قبل أن يُقتلوا في قصف جوّي إسرائيلي برفقة آسريهم في الشهر الثاني من الحرب. وحملت مراسم التسليم رسائل عدّة، إذ وُضعت صورة لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والدماء تسيل من فمه، إلى جانب عبارة باللغتين العربية والإنكليزية، هي: «قتلَهم مجرم الحرب».

وشاركت فصائل المقاومة كافة في المراسم، بما فيها «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، و«الجبهة الشعبية»، حيث استعرضت المقاومة قطع سلاح غنمتها خلال «طوفان الأقصى»، وعمليات ميدانية لاحقة. وسُلّمت الجثامين في توابيت سود مغلقة بأقفال، نقلها «الصليب الأحمر»، ليزعم الاحتلال لاحقاً أن المفاتيح لا تتطابق مع الأقفال. كذلك، استعرض مقاومو «القسّام» الأسلحة التي استخدموها في التصدّي لجيش الاحتلال، بما فيها العبوات الناسفة والقذائف المضادّة للدروع. في المقابل: من المقرّر أن يفرج الاحتلال غداً عن كل الأسرى الأطفال دون 19 عاماً والنساء من سجونه، إلى جانب إدخال المزيد من الكرفانات والآليات الثقيلة للمساهمة في إزالة الركام.

وأثارت مراسم التسليم ضجّة في الإعلام الإسرائيلي، واستجرّت تصريحات وتهديدات باستئناف الحرب، إذ قال وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن «قلب الأمة كلها في حداد اليوم، وسندمّر حماس التي قتلت واختطفت، وسننتقم من أعدائنا ونؤمّن مستقبلنا»، بينما نقلت «القناة 14» العبرية عن مصدر سياسي تهديده بأنه «لن تكون هناك مرحلة ثانية من صفقة التبادل، بل سيتمّ تمديد المرحلة الأولى لاستعادة أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء، ثم العودة إلى الحرب».

تعمل المقاومة على تعزيز الإدراك الإسرائيلي لفشل الخيار العسكري

وفي السياق نفسه، ركّز الإعلام العبري على رمزية موقع التسليم، إذ قالت «يديعوت أحرونوت» إن «حماس تعمّدت إقامة المراسم قرب مقبرة بني سهيلا في خانيونس، حيث نفّذ الجيش عملية عسكرية واسعة قبل عام بحثاً عن جثث الأسرى». وذكّرت الصحيفة بأن الاحتلال استخرج آنذاك جثثاً تبيّن لاحقاً أنها تعود إلى فلسطينيين، وليس إلى إسرائيليين. أما المفارقة الأبرز في عملية التسليم، فكانت مطالبة «الصليب الأحمر» بـ«احترام حرمة الأموات»، على رغم أن المنظّمة ذاتها لم تعترض على احتجاز جيش الاحتلال أكثر من 450 جثماناً لشهداء فلسطينيين خلال الحرب، قبل أن يعيدها في حاويات معدنية وأكياس زرقاء من دون التعريف بهويات أصحابها.

وفي ظلّ تصاعد التهديدات الإسرائيلية باستئناف الحرب، استغلّت المقاومة مشهد التسليم، للإشارة إلى أن الضغط العسكري أدّى إلى مقتل أسرى أحياء، وقد يؤدّي إلى مقتل المزيد، حيث لا تزال تحتجز 69 أسيراً، يُقدَّر أن أكثر من نصفهم أحياء. وبدورها، دعت «هيئة عائلات الأسرى» الإسرائيلية إلى «الإسراع في التفاهمات الخاصة بالمرحلة الثانية من الصفقة، والتي من شأنها ضمان وقف الحرب والبدء بالإعمار وتحقيق هدنة طويلة الأمد».

وفي مواجهة دعوات الانتقام الإسرائيلية، تعمل المقاومة، من خلال عمليات التبادل، على تعزيز الإدراك الإسرائيلي لفشل الخيار العسكري وعدم قدرته على تحقيق «الانتصار المطلق»، ولا على تحرير الأسرى. وهي تعمّدت في كل عملية تسليم كشف فشل الاحتلال في القضاء على قادة عسكريين كبار سبق أن أعلن «الشاباك» اغتيالهم خلال الحرب، وآخرهم قائد الكتيبة الشرقية في مدينة خانيونس بـ«كتائب القسام». وهو ما يضع المؤسّستين الأمنية والسياسية في إسرائيل أمام استحقاق مواجهة الإخفاقات، سواء في عملية «طوفان الأقصى»، أو في تحقيق أهداف الحرب بعد 15 شهراً من القتال، استنفد فيها جيش الاحتلال مخزونه من الذخائر والأسلحة، وخسر مئات الجنود والضباط بين قتيل وجريح، فيما تعرّض الاقتصاد الإسرائيلي لأكبر أزمة منذ تأسيس الكيان عام 1948.

* الأخبار
You might also like