كل ما يجري من حولك

نهبٌ صامت.. أمريكا تمتصُّ نفطَ حضرموت

62

متابعات..| تقرير*

بالتوازي مع وصول قوات أميركية إلى محافظة المهرة شرقي اليمن، بذريعة تدريب قوات “درع الوطن” الموالية للسعودية، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز تواجدها العسكري في محافظة حضرموت المجاورة تحت حجة حماية القطاعات النفطية فيه. وكشفت مصادر محلية مطّلعة في المكلا، عاصمة حضرموت، لـ”الأخبار”، عن تدخل السفير الأميركي، ستيفين فاجن، لحل الخلاف المحتدم بين السلطة المحلية التي يمثّلها المحافظ الموالي للإمارات، مبخوت بن ماضي، وعضو “المجلس الرئاسي”، فرج البحسني، الذي اتهمته تلك السلطة بالتدخل في مهامها، في أعقاب كشفه عن مصفاة نفط خاصة تعمل منذ سنوات على تكرير النفط الخام بطريقة غير رسمية. ووفقاً للمصادر نفسها، فإن البحسني اتهم ابن ماضي بالتستّر على نشاط المصافي التي تمّ تزويدها بكميات كبيرة من خزانات الخام في ميناء الضبة الواقع على ساحل حضرموت.
وأثارت هذه القضية التي عكست حجم الفساد الذي تمارسه الأطراف الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في القطاع النفطي في المحافظات الجنوبية، وحاولت وزارة النفط في حكومة عدن التبرؤ منها، في بيان صادر عنها مطلع الشهر الجاري، جدلاً واسعاً في الشارع اليمني، وكادت تطيح المحافظ المحسوب على جناح حزب “المؤتمر الشعبي العام” الموالي لأبو ظبي. وتدخّل السفير الأميركي على إثر استدعاء المحافظ من قبل “المجلس الرئاسي” إلى الرياض، وفتح النيابة العامة في عدن تحقيقاً في قضية استنزاف النفط الخام من خزانات ميناء الضبة في حضرموت. ونزولاً عند رغبة فاجن، تراجع البحسني عن مطالبته بعزل المحافظ، فيما تمّ الاتفاق بين الطرفين على تسليم مهام تأمين حقول النفط وخاصة القطاع الرقم 14 للقوات الأميركية. وأفادت المصادر بأن الاتفاق يسمح للجانب الأميركي الذي يتواجد في مطار الريان التابع للمحافظة، بتوسيع نطاق سيطرته على نفط حضرموت، بعد وضع ميناء الضبة تحت حماية قوات أميركية وإماراتية منذ سنوات.
وكان فاجن قد عقد لقاء مع محافظ حضرموت، ليس الأول ولن يكون الأخير في ظل الاهتمام الأميركي بكل الأحداث التي تجري في المحافظة، وخاصة الأمنية والعسكرية. كما أجرى المستشار العسكري في السفارة الأميركية، ستيورات بيبلز، اجتماعاً مع رئيس “حلف قبائل حضرموت”، الشيخ عمرو بن حبريش، المدعوم سعودياً، والذي يقود الحراك القبلي ضد حكومة عدن ويحاول فرض استقلال حضرموت كأمر واقع، بعد أن تمكّن خلال العام الفائت من السيطرة على ستة قطاعات نفطية منتجة في المحافظة، وهو ما يؤكد أن مساعي فصل حضرموت عن اليمن ليست سعودية فقط، وإنما أميركية أيضاً. وبحسب مصادر محلية مطّلعة، فإن تسليم مهام تأمين القطاع النفطي الرقم 14 في قطاع المسيلة، يأتي في إطار ترتيبات أميركية أوسع في حضرموت، تستهدف إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة العسكرية الثانية بذريعة مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وسبق أن زار عدد من الوفود الأميركية مدينة المكلا عقب وصول قوات أميركية على دفعات متفرقة إلى حضرموت خلال العامين الماضيين، وتحويلها مطار الريان الدولي إلى قاعدة عسكرية أميركية. ووفقاً لمعلومات استخباراتية، فإن هناك سرية كاملة من القوات الأميركية تتواجد في ميناء الضبة، وكذلك في مديرية غيل باوزير في المحافظة نفسها. وتسعى واشنطن منذ سنوات لتعزيز نفوذها في حضرموت التي تتميّز بموقعها الاستراتيجي وثرواتها، والاستفادة من إطلالة المحافظة على بحر العرب والمحيط الهندي، واحتوائها على أهم القطاعات الإنتاجية النفطية ضمن حوض المسيلة – سيئون، والذي يتركز فيه الخزان النفطي الاستراتيجي للبلاد.
ويشار إلى أن الناطق الرسمي باسم “اعتصام أبناء محافظة المهرة”، علي مبارك محامد، أكّد وصول قوات أميركية جديدة إلى مطار الغيضة الدولي، والذي حوّلته السعودية إلى قاعدة عسكرية منذ سنوات، بالتزامن مع وصول قوات “درع الوطن” التي تدعمها الرياض وتموّلها إلى المدينة. وتطالب قبائل المهرة برحيل كل القوات الأجنبية من المحافظة، وإعادة فتح مطار الغيضة كمطار مدني.
—-
إنسرت: تسعى واشنطن منذ سنوات لتعزيز نفوذها في حضرموت

* الأخبار
You might also like