كل ما يجري من حولك

العملية الأولى في نابلس منذ شهور في العدوان على الضفة يتمدّد

38

متابعات..| تقرير*

تشي المساعي الإسرائيلية لتوسيع عدوان «السور الحديدي»، والمستمر منذ نحو شهر على الضفة الغربية، بوجود خطط للمضي قدماً في تفجير الأوضاع هناك، وسط حديث عدد من المصادر العبرية عن أنّ حكومة الاحتلال تدرس نقل العمليات المتركزة حالياً في مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما إلى أماكن أخرى، وتوازياً مع قيام قوات الاحتلال بنقل مدرعات ومجنزرات إلى داخل مستوطنات في شمال الضفة، لأول مرة منذ عام 2000. وشن جيش العدو، صباح أمس، عملية عسكرية واسعة في البلدة القديمة في مدينة نابلس، لم تشهدها المدينة منذ شهور، وأعادت إلى الأذهان الهجمات المشابهة التي استهدفت، سابقاً، مجموعات «عرين الأسود». وشهدت البلدة القديمة وبعض الأحياء والمناطق المحيطة بها، اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال، والتي دفعت بتعزيزات عسكرية وآليات هدم، وسط دوي انفجارات ناجمة عن تفجير عبوات ناسفة، وتحليق مكثّف لطائرات استطلاع إسرائيلية في سماء المدينة.

وبدأ العدوان في نابلس بتسلل قوات خاصة إلى البلدة القديمة؛ وفور اكتشافها، جرى الدفع بتعزيزات كبيرة تمركزت داخل البادة وأغلقت مداخلها وحاصرت منزلاً في حارة «حبس الدم»، تزامناً مع مداهمة جنود الاحتلال لمنازل عدد من المواطنين. كما نشر جيش العدو قناصته على أسطح المنازل، وجنوده في الأزقة والأحياء، فيما أقدمت قواته على استهداف المواطنين والاعتداء عليهم، ما أدى إلى استشهاد شاب بنوبة قلبية بعد الاعتداء عليه، وجرح أكثر من 17 آخرين. وفي السياق، قال «الهلال الأحمر» إنّ 8 من تلك الإصابات كانت في الأطراف السفلية، واثنتين في اليد، إضافة إلى إصابة في منطقة الحوض، وأخريين في يد طفل ووجهه، فيما جرى نقل شاب عقب دهسه من قبل آلية عسكرية للاحتلال، وآخرين تعرّضوا لحالات اختناق بالغاز السام.

أسفر العدوان الإسرائيلي عن نزوح أكثر من 90% من سكان مخيمي طولكرم ونور شمس

وبالعودة إلى واقعة المنزل الذي حاصره الاحتلال، أفادت مصادر محلية بأنّ القوات الإسرائيلية أطلقت صوبه القنابل والصواريخ المحمولة على الأكتاف، واستهدفت المواطنين بالرصاص العشوائي، قبل أن تنسحب لاحقاً، من دون أن تتمكن من اعتقال أي مقاوم. وعلى الضفة المقابلة، أعلنت «مجموعات الشاهين»، وهي إحدى مجموعات «طلائع التحرير»، والتي سميت باسمها نسبة إلى الشهيد عبد الحكيم شاهين، تصدي مقاتليها لاقتحام قوات العدو للبلدة القديمة، واستهدافهم إياها بوابل كثيف من الرصاص، وخوضهم اشتباكات عنيفة معها.

وبالتزامن مع العملية العسكرية في نابلس، واصلت إسرائيل عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ21 على التوالي، ولليوم الثامن على مخيم نور شمس، وسط تصعيد عسكري مقرون بحصار شامل، ما فاقم الظروف الصعبة مع نزوح أكثر من 15 ألف شخص من المخيمين قسراً. وبعد زيادة أعدادها، داهمت قوة المشاة الإسرائيلية، في مخيمي طولكرم ونور شمس، منازل المواطنين وفتّشتها وخرّبت محتوياتها، ولا سيما في حارات المنشية والجامع والجورة والشهداء والمدارس. وهدمت قوات الاحتلال عدداً إضافياً من منازل الفلسطينيين، وتحديداً في حارة المنشية عند الشارع الرئيسي، عُرف منها منزلا الشهيدين محمد جابر وعماد الدين شحادة، فيما تواصل الجرافات العسكرية تجريف البنية التحتية والممتلكات. وأكّد مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية طولكرم، مهند مطر، أمس، نزوح أكثر من 90% من سكان مخيمي طولكرم ونور شمس، مشيراً إلى أن حركة النزوح الجماعي التي تشهدها طولكرم غير مسبوقة، وسط غياب إحصائيات رسمية دقيقة حول عدد النازحين وحجم الدمار مع تواصل العدوان.

وفي مدينة جنين ومخيمها، وسّع جيش العدو عملية تدمير البنية التحتية، وسط أنباء عن مخططات إسرائيلية لإنشاء نقاط عسكرية ثابتة في مناطق مختلفة شمالي الضفة، خاصة في جنين وطولكرم. كما شهدت عدة بلدات في جنين عمليات عسكرية، ولا سيما بلدتا عرابة والسيلة الحارثية، اللتان سُجلت فيهما اشتباكات مسلحة عنيفة تخللها تفجير عبوات ناسفة، وهو ما تكرر أيضاً في بلدات بير الباشا واليامون والمنطقة الشرقية. وخلّفت العملية العسكرية في جنين ومخيمها، والتي دخلت يومها الـ27 على التوالي، 25 شهيداً، وعشرات الإصابات.

وأفادت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين بأن العدوان أسفر عن استشهاد 25 مواطناً، وتهجير أكثر من 20 ألفاً، ودمّر أكثر من 470 منشأة ومنزلاً بشكل كلي أو جزئي، وعطّل الخدمات الأساسية، ما تسبب بانقطاع كامل للمياه والكهرباء، ونقص حاد في المواد التموينية في المدينة ومحيطها. وأضافت اللجنة أن الاحتلال حوّل منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية وأطلق الرصاص الحي بكثافة على منازلهم، ومنع وصول المياه إلى 4 مستشفيات رئيسية في جنين، و35% من الأهالي. كذلك، تعرّض أكثر من 150 مواطناً للاعتقال، وأُخضع العشرات منهم للتحقيق الميداني، في حين نفّذت قوات الاحتلال 153 عملية مداهمة للمنازل و14 عملية قصف جوي، ما أدّى إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية والأحياء السكنية.

ورداً على ذلك، لا تزال المقاومة تخوض اشتباكات مع الاحتلال على محاور عدة في محافظة جنين. وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أخيراً، تفجير مقاتليها عدداً من العبوات الناسفة الأرضية – من نوع «KJ 37» – بآليات العدو في محور واد السيلة الحارثية.

* الأخبار البيروتية
You might also like