الحوثي: أيدينا على الزناد وجاهزون للتصعيد ضد العدو الإسرائيلي
متابعات..|
أكد قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، اليوم الثلاثاء، في خطابه بمناسبة ذكرى الهروب المذل للمارينز الأمريكي من صنعاء، أن المرحلة الحالية تفرض على العرب والمسلمين التوحد في مواجهة الهيمنة الأمريكية والمخططات الصهيونية، لا سيما تلك التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من غزة والضفة الغربية.
وأشار الحوثي إلى أن الأمريكيين، رغم محاولاتهم المستمرة لتحقيق مكاسب مرحلية، فشلوا في فرض هيمنتهم، داعيًا إلى الحذر من أساليبهم وإلى ضرورة اتخاذ موقف واضح ضد الطروحات الأمريكية، مؤكدًا أن على الدول التي تخضع للولايات المتحدة التحرر من بيت الطاعة الأمريكي واستغلال الفرص للتمرد على إملاءاته.
تصعيد إسرائيلي وموقف حازم
وتطرق الحوثي إلى المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقات المتعلقة بغزة، محذرًا من أن أي تصعيد صهيوني جديد سيواجه صمودًا فلسطينيًا ودعمًا من أحرار الأمة، مشددًا بالقول:
“أيدينا على الزناد، وحاضرون للاتجاه الفوري نحو التصعيد ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد لشن العدوان على قطاع غزة.”
وأضاف أن الاحتلال إذا أقدم على التصعيد، فسيواجه ظروف الحرب ومخاطرها الأمنية والعسكرية والاقتصادية، مهما كان مستوى الدعم الأمريكي له، مؤكدًا أن من مصلحة نتنياهو عدم الانجرار إلى عدوان جديد، لأنه لن يجد الأمور “مريحة” كما يتخيل.
وفي هذا السياق، جدد الحوثي التأكيد على الوقوف الكامل إلى جانب المقاومة الإسلامية في لبنان، منتقدًا التواطؤ الأمريكي في استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي من التصعيد هو تدمير ما تبقى من القرى اللبنانية وتجريف أراضيها الزراعية، ومؤكدًا أن أنصار الله حاضرون في أي مرحلة تصعيد ضد لبنان، وأن دعمهم للمقاومة عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا ثابت لا يتغير.
القضية الفلسطينية وموقف الأمة
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد الحوثي على أن الموقف الأمريكي يمثل فرصة لتعزيز التعاون والتوحد ضد مشروع تهجير الفلسطينيين، محذرًا من أن خيار “حل الدولتين” ليس أكثر من خدعة تهدف إلى شرعنة الاستيلاء على معظم الأراضي الفلسطينية.
وأضاف: “على الأنظمة العربية أن تغير سياساتها السلبية تجاه المقاومة الفلسطينية وأن تقدم لها الدعم الكامل، ماديًا وإعلاميًا وسياسيًا، دون أي حرج، لأن ذلك واجب شرعي وإنساني وأخلاقي وفق القانون الدولي.”
كما أشار إلى أن الموقف الأمريكي الحالي يعكس حجم الخطر المحدق بالمسجد الأقصى والضفة الغربية، لافتًا إلى تصريحات السفير الأمريكي لدى “إسرائيل”، الذي تحدث عن “نبوءات توراتية” تتحقق في عهد ترامب، معتبرًا أن هذه التصريحات تكشف عن مشروع صهيوني يهدف إلى السيطرة الكاملة على الضفة الغربية ومقدساتها.
وانتقد السلطة الفلسطينية، معتبرًا أنها تواكب الاحتلال في جرائمه، وتتعاون معه حتى في اعتقال المقاومين وقتلهم، متسائلًا:
“عندما تتعاون السلطة الفلسطينية بشكل مباشر مع العدو الإسرائيلي، فهل هناك أي أفق سياسي يمكن أن تأمل فيه؟ في ظل التوجه الأمريكي المعلن والمتنكر لكل الحقوق الفلسطينية؟”
وشدد على أن المرحلة الحالية تتطلب توحيد الصف الفلسطيني والعربي والإسلامي، داعيًا إلى مواجهة الغطرسة الأمريكية وعدم التعويل على الدول الغربية أو الصين وروسيا، قائلًا:
“إذا كنا ننتظر من الصين أو روسيا أو الأوروبيين أن يقاتلوا الإسرائيلي والأمريكي من أجل فلسطين، فهذا وهم وسراب. الموقف القوي يجب أن يكون بيد المسلمين والعرب أنفسهم.”
إيران والثورة الإسلامية: مكسب للأمة
وتطرق الحوثي إلى الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، معتبرًا أن هذا الحدث كان تحولًا استراتيجيًا ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية، حيث تحولت إيران إلى أكبر داعم للقضية الفلسطينية والمقاومة الإسلامية.
وأشار إلى أن نظام الشاه الإيراني كان خادمًا مطيعًا لأمريكا و”إسرائيل”، وأن انتصار الثورة الإسلامية أفقد الصهاينة حليفًا استراتيجيًا هامًا، محذرًا من أن واشنطن تحاول التلاعب بالعقل العربي لجعل “إسرائيل” تبدو “صديقًا”، بينما تصور إيران على أنها “الخطر”، واصفًا هذا المنطق بأنه خداع واستحمار سياسي.
وقال في هذا السياق:
“من يستجيب لهذه الدعاية الأمريكية والإسرائيلية فهو إما جاهل أو عميل، لأن العدو الحقيقي للعرب والمسلمين هو الكيان الصهيوني، الذي يهدد الجميع دون استثناء.”
موقف اليمن من الهيمنة الأمريكية
وأكد الحوثي أن الشعب اليمني مستمر في رفض الهيمنة الأمريكية على بلده، مشددًا على أن الحرية والاستقلال مكسب عظيم لن يتم التفريط به مهما كانت التحديات، مضيفًا: “حريتنا دين، وعزتنا إيمان، ولن نخضع إلا لله تعالى. موقفنا هذا ليس مجرد شعار، بل هو التزام ديني ووطني وأخلاقي لا يمكن المساومة عليه.”
وأوضح أن الهيمنة الأمريكية ليست مجرد سيطرة سياسية، بل خسارة حقيقية للدين والدنيا، معتبرًا أن التجربة اليمنية أثبتت أن الشعوب قادرة على الانتصار إذا تحركت بإرادة صادقة واعتمدت على الله، مستشهدًا بـ”الهروب المذل” للمارينز الأمريكي من صنعاء، الذين فروا مذعورين وهم يحطمون أسلحتهم بأيديهم.
وأكد أن الأمريكيين اليوم لم يعد بإمكانهم فرض إرادتهم بالقوة، بل يعتمدون على الاختراق واستغلال عملائهم المحليين، مضيفًا أن ضعف أمريكا بات واضحًا أمام كل شعب يمتلك الإرادة والعزيمة.
المقاومة خيار ثابت
في ختام خطابه، أكد السيد الحوثي أن التجارب أثبتت أن الصمود والمقاومة هما السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق، مشيرًا إلى أن النصر في غزة، وهزيمة الاحتلال في لبنان، وانتصار الثورة الإسلامية في إيران، كلها دلائل على أن الهيمنة الأمريكية والصهيونية ليست قدرًا لا يُرد.
وأضاف أن المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان حققت انتصارات تاريخية بفضل الإيمان بالله والإرادة الصلبة، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي انهزم في 2006 بشكل مذل، كما هرب الأمريكيون من صنعاء وهم في حالة من الذل والانكسار، خاتمًا بقوله:
“الأمريكي لم يعد ذلك الكيان الذي يقول للشيء كن فيكون، بل بات ضعيفًا، مهزوزًا، يعتمد على المال والمرتزقة، أما الشعوب الحرة، فإنها تستطيع إفشال كل مشاريعه إذا توحدت على موقف ثابت ومستقل.”