تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مدينة الضالع، أحد أبرز معاقل المجلس الانتقالي الجنوبي، لليوم الثاني على التوالي، رفضًا لتدهور الأوضاع المعيشية والانهيار الحاد للعملة المحلية، وسط تصعيد غير مسبوق ضد التحالف السعودي الإماراتي والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.

إطلاق نار واعتقالات

وأفادت مصادر محلية، نقلًا عن وسائل إعلام جنوبية، أن عناصر المجلس الانتقالي أطلقت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين في سوق المديرية، ما أدى إلى حالة من الهلع في صفوف المحتجين، فيما قامت باعتقال الصحفي محمد الشعيبي، مراسل قناة اليمن اليوم، وإيداعه في السجن المركزي بسناح، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد ساعات.

تصاعد الغضب الشعبي

شهود عيان أكدوا أن المظاهرات، التي تركزت في مدينة سناح، شهدت أعمال شغب محدودة واعتداءات طالت بعض الباعة المتجولين، وسط اتهامات لعناصر مندسة بمحاولة تشويه الاحتجاجات. ورفع المحتجون شعارات تعبر عن رفضهم لاستمرار سيطرة المجلس الانتقالي والتحالف السعودي الإماراتي على الجنوب، مرددين هتافات من بينها: “يا جنوبي صح النوم، لا تحالف ولا انتقالي بعد اليوم”، في تعبير صريح عن تنامي الغضب تجاه الوضع الراهن.

موجة احتجاجات في الجنوب

وتأتي هذه المظاهرات في سياق موجة احتجاجات واسعة تشهدها المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي والمجلس الانتقالي، حيث اندلعت في الأيام الماضية احتجاجات مماثلة في عدن، لحج، أبين، وتعز، تنديدًا بالفساد، غلاء المعيشة، وانهيار الخدمات، وسط عجز الحكومة الموالية للتحالف عن تلبية مطالب المواطنين.

وتشهد مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي منذ أشهر اضطرابات متصاعدة، نتيجة التدهور الاقتصادي غير المسبوق، وتردي الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، فضلًا عن الانهيار الحاد في قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود. كما أن حالة السخط الشعبي تجاه المجلس الانتقالي، الذي أنشأته الإمارات، تتزايد يومًا بعد يوم، وسط مطالبات واسعة برحيله وإنهاء التدخل الخارجي في اليمن.