كل ما يجري من حولك

العدوان يتمدّد إلى طوباس: أولُ عملية نسفٍ للمساكن في الضفة

25

متابعات..| تقرير*

في مشهد مستوحى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تفجيراً مروّعاً واستثنائياً، يُعدّ الأول من نوعه في الضفة الغربية، عبر نسف مربع سكني كامل في مخيم جنين، استهدف أكثر من 80 شقة. ودوّى، عصر أمس، انفجار هائل في المحافظة، شوهدت على إثْره سحب كثيفة من الدخان تعلو سماء المخيّم، عقب عمليات إخلاء للمنطقة المستهدفة. ومنذ الظهيرة، شرعت قوات الاحتلال في زرع براميل متفجّرة في عدد من المباني ضمن أحياء مختلفة من مخيم جنين، بعدما حذّرت، عبر الارتباط الفلسطيني، من نيّتها تفجير تلك المباني، كما حذّرت المستوطنين في المناطق المحيطة بجنين من أصوات انفجارات كبيرة ستُسمع في المنطقة. وعملياً، بات المخيّم خالياً من سكانه، الذين أُجبروا على النزوح منه في بداية العدوان المستمرّ منذ 13 يوماً، حيث أفادت مصادر محلّية بأن عشرات المباني، بما فيها المستشفى الحكومي، تعرّضت لأضرار جراء التفجير.

وبالتزامن، تدحرج العدوان الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، ليطاول محافظة طوباس، بالتزامن مع استمرار العدوان في محافظتَي جنين وطولكرم، مع إعلان جيش الاحتلال توسيع نطاق عملية «السور الحديدي» لتشمل بلدة طمون ومخيّم الفارعة. ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، فإن ثلاثة ألوية تابعة للجيش تعمل في خمس مناطق في الضفة الغربية. وبدأ العدو، فجر أمس، عملية عسكرية واسعة في مخيم الفارعة وبلدة طمون، استولى خلالها جنوده على عدد من المنازل عند مدخل المخيّم، وحوّلوها إلى ثكنة عسكرية بعد طرد الفلسطينيين منها، فيما أُعلن عن حظر للتجوال في طمون المجاورة، التي شهدت أيضاً عمليات استيلاء على منازل المواطنين، ونشر قناصة فيها.

ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية في اتجاه «الفارعة» من جهة حاجز الحمرا، وجرافات ثقيلة، في ظلّ استمرار حصار المخيّم وإغلاقه، للبدء بعمليات هدم وتجريف وتخريب واسعة، وهو ما ينطبق على بلدة طمون التي شهدت قبل أيام إحدى أقسى عمليات الاغتيال بعد استهداف باحة منزل استشهد فيها 10 مقاومين من «كتيبة طمون». وقالت مصادر محلّية في طوباس، إن جيش الاحتلال دفع بمئات الجنود في عملية الاقتحام، كما منع طواقم الإسعاف من العمل. وقال رئيس بلدية طمون، ناجح بني عودة، إن «قوات الاحتلال تجبر عدة عائلات على الخروج من منازلها في الأطراف الجنوبية لبلدة طمون جنوب شرقي طوباس، وتستولي على مفاتيح منازلها».

يأتي توسيع العدوان في الضفة على وقع تصعيد في مستوى الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في جنين وطولكرم

ويأتي توسيع العدوان في الضفة على وقع تصعيد في مستوى الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في جنين وطولكرم، إذ قبل ساعات فقط من ذلك، شنّ العدو ثلاث غارات جوية في محافظة جنين، استشهد على إثرها طفل وأصيب مواطنان بجروح خطيرة. كما استشهد شابان في قصف مركبة في بلدة قباطية جنوب جنين، في حين استشهد آخران وجُرح ثالث في قصف دراجة نارية في الحارة الشرقية في مدينة جنين. واستشهد أيضاً شاب سادس في مخيم طولكرم بعد إطلاق النار عليه، فيما أُعلن، صباح أمس، عن استشهاد مسنّ فلسطيني في مخيم جنين، بعد إصابته برصاص قناص أثناء عودته إلى منزله لتفقّده وأخذ بعض الاحتياجات منه.

وبعد 12 يوماً من العدوان في مخيم جنين، وأسبوع على العدوان في طولكرم، بدأت تتّضح معالم الخطّة الإسرائيلية؛ إذ تعمل جرافات الاحتلال في الأول على شق الطرق الواسعة بين منازل المواطنين وفي الأحياء والحارات، حارثة المخيّم، ومقسمةً إياه إلى مربعات منفصلة بشوارع واسعة بدأت العمل على رصفها. ويبدو أن إسرائيل ماضية في تغيير معالم جغرافيا المخيم إلى الأبد، من خلال عمليات التجريف ومن ثم تحديد مسارات البناء في المستقبل، على غرار ما جرى في عام 2002 بعد المعركة الأشهر التي دمّر الاحتلال خلالها جزءاً كبيراً من المكان، واشترط آنذاك على الجهات المانحة، وتحديداً الإمارات، نمطاً محدّداً من البناء الذي يضمن وجود شوارع واسعة تسمح بدخول الآليات العسكرية الكبيرة.

وما يجري في مخيمات طولكرم، لا يختلف عن الحال في جنين، وهو ما يرجّح أن إسرائيل ماضية في إحداث تغيير جذري في البنية والمعالم الجغرافية للمخيمات هنا أيضاً، من خلال إيقاع دمار واسع وتوسيع الشوارع فيها، يضمن الوصول إلى عمقها. وفيما تشبه عمليات الهدم والتفجير، تلك التي جرت في غزة، ينصبّ العدف على جعل المخيمات بيئة طاردة للسكان وغير صالح للحياة. كما أن عمليات التهجير والنزوح تبدو متشابهة أيضاً، وإن بصورة مصغّرة، حيث يواجه النازحون من منازلهم أوضاعاً معيشية صعبة، وإذا ما حاولوا العودة إليها يتعرّضون للقتل، كما جرى مع المسنّ الذي عاد لتفقُّد بيته في جنين.

* الأخبار

You might also like