كل ما يجري من حولك

صنعاءُ تهزُّ العصا لـ«الإصلاح».. وأبو علي الحاكم على تخومِ مدينة مأرب

222

متابعات..| تقرير*:

أثار ظهور اللواء أبو علي الحاكم، وهو أحد أبرز القيادات العسكرية التابعة لحركة «أنصار الله»، على تخوم مدينة مأرب أخيراً، ردود فعل واسعة في الشارع اليمني، خاصة أن المدينة تُعتبر معقلاً لحزب «الإصلاح». وجاء ظهور الحاكم الذي يشغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في حكومة صنعاء، ويُعرف بـ»سليماني اليمن»، في أعقاب مناوشات عسكرية جرت على عدد من جبهات التماس المحيطة بمأرب، وهو ما اعتبرته الأطراف الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، رسالة تصعيد واضحة، ولا سيما أن الحاكم خرج وإلى جانبه عدد كبير من مشايخ مأرب وصنعاء الموالين لـ»أنصار الله»، وأبرزهم عضو «المجلس السياسي الأعلى»، الشيخ مبارك المشن، الذي يقود جبهة صرواح.

وأثار ذلك مخاوف واسعة لدى «الإصلاح» الذي دأب خلال الأسابيع الماضية على التحريض على اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن والدعوة إلى تفجير الوضع، ورفض مساعٍ قبلية قادتها وساطات محلية للإفراج عن أسرى ومعتقلين من الطرفين. كما عمل على تسويق الرؤية الأميركية المعادية للسلام في أعقاب تصنيف واشنطن حركة «أنصار الله» منظمة إرهابية عالمية، زاعماً أن «التصنيف أغلق طريق السلام والتشاور مع الحركة»، وأنه يمنح كل الفصائل الموالية للتحالف الضوء الأخضر للتصعيد العسكري ضد صنعاء.

وأتى العرض القبلي المسلّح على تخوم مأرب في أعقاب تحذيرات وجّهها قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، إلى الأطراف الموالية للتحالف من مغبة الانخراط في التصعيد الأميركي ضد صنعاء، وهو ما عدّه حزب «الإصلاح» تهديداً بتفجير الوضع. وخلال الساعات الماضية، كثّفت وسائل إعلام الحزب، الحديث عن التصعيد من جانب «أنصار الله»، في محاولة لاستنفار القبائل في محافظتي مأرب والجوف، على رغم أن التحشيد القبلي الذي قادته الحركة يأتي رداً على ترتيبات عسكرية يقوم بها «الإصلاح» على جبهات مأرب والجوف منذ أسابيع.

صنعاء تراهن على انهيار العلاقة بين «الإصلاح» وقبائل مأرب

وفي هذا الإطار، قالت مصادر قبلية، لـ»الأخبار»، إن «الاستعراض القبلي المسلّح الذي أقامته قبائل خولان الطيال السبع في مديرية صرواح، يأتي في إطار الاستعدادات التي تجريها صنعاء لأي تصعيد عسكري داخلي أو أجنبي، وإن المشاركين استعرضوا مختلف أنواع الأسلحة». وأشار المصدر إلى أن «الرسالة التي قدّمتها قبائل خولان واضحة إلى العدو الداخلي والخارجي، وهي تؤكد استعدادها للتصدي لأي تحرّك عسكري معاد، أياً كان مصدره وتحت أي مبرر أو ذريعة، خصوصاً في ظل تحشيد حزب الإصلاح لعدد من القبائل في مراد مأرب لتنظيم وقفة مسلحة موازية للاستعراض القبلي الذي جرى في صرواح. إلا أن الاستعراض الموازي كشف مدى تراجع العلاقة بين الحزب وقبائل مأرب، والتي خاضت أكثر من 20 صراعاً مسلحاً مع سلطات الإصلاح خلال السنوات الماضية».

ويدفع «الإصلاح»، منذ سقوط النظام السوري السابق، إلى تصعيد الجبهات، وسط محاولات أممية وإقليمية لعزل اليمن عن الأحداث في سوريا، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار. لكنّ سيناريو التصعيد، إن حدث، فلن يكون من دون ضوء أخضر سعودي – أميركي، وفق ما يراه مراقبون في صنعاء. ويأتي ذلك في ظل تحذير «صندوق النقد الدولي» من خطورة انهيار التهدئة في اليمن على الملفين الاقتصادي والإنساني؛ إذ شدّد في تقرير صادر عنه، في ختام اللقاء السنوي الذي جرى بين خبراء الصندوق ووفد من حكومة عدن، قبل أيام، على ضرورة الانخراط في مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لإنهاء الانقسام النقدي والمالي، بما يفضي إلى إعادة إنتاج النفط والغاز اليمنييْن وتصديرهما لتعزيز موارد البلد من العملات الصعبة. وأشار خبراء الصندوق إلى أن «التقدّم في السلام سيوقف انهيار سعر صرف العملة (الجنوبية)، وسيخفّف من الآثار الإنسانية الناتجة من توقف صرف المرتبات».

ومنذ إعلان ترامب التصنيف الجديد، انخرطت القوى الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في العمل على تنفيذه، وسارعت إلى إعداد المقترحات الهادفة إلى تضييق الخناق على حركة «أنصار الله»، متجاهلة تحذيرات خبراء الاقتصاد من الأضرار التي ستطاول الاقتصاد اليمني بشكل عام. ولكنّ خبراء الصندوق أكدوا أن الأضرار لن تكون محصورة بالقطاع المصرفي في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، مشيرين إلى أن القطاع الخاص اليمني لا يزال موحّداً، والأضرار ستطاول الحركة المالية والتجارية في البلد بشكل عام.

* الأخبار البيروتية

You might also like