كل ما يجري من حولك

وفد حماس يصل القاهرة والأنظارُ تتجهُ لنتائج مفاوضات تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة

30

متابعات..| 

وصل مساء الاثنين وفد قيادي رفيع المستوى من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة رسمية يرأسها رئيس المجلس القيادي محمد درويش، وذلك لبحث تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

أجندة الزيارة

وأوضحت الحركة في بيان لها أن الوفد سيجري مباحثات مع القيادة المصرية بشأن الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف النار وتبادل الأسرى، والذي يشهد تقدمًا ملحوظًا عقب نجاح تبادل الدفعتين السابقتين. ويضم الوفد نخبة من قيادات الحركة، من بينهم خالد مشعل، وخليل الحية، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله، ومحمد نصر، وغازي حمد.

كما أكدت حماس أن الوفد سيعقد لقاءً خاصًا مع الأسرى الفلسطينيين المحررين الذين أطلق سراحهم يوم السبت الماضي في إطار الدفعة الثانية من الاتفاق.

دلالات التوقيت

تأتي الزيارة في ظل التوترات المستمرة التي شهدتها الساحة الإقليمية، خاصة عقب نجاح حماس في فرض معادلة “الأسير مقابل الأسرى” وفرض الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وعودة الفلسطينيين الى كل شمال قطاع غزة.

رؤية شاملة للمشهد

ترتبط هذه الزيارة بسلسلة من الأحداث المهمة التي عززت موقف المقاومة في مواجهة الاحتلال. فقد أثارت حماس غضب إسرائيل بعد عرضها “صورة النصر” خلال الدفعتين الأولى والثانية من صفقة تبادل الأسرى، حيث نظمت الحركة مراسم استعراضية بعناية لتبرز سيطرتها وإحراج الاحتلال أمام الرأي العام العالمي.

ولم يقتصر النجاح على المستوى الدعائي، بل شمل توجيه ضربات نفسية للاحتلال. فوفق ما كشفه الإعلام العبري، نجحت حماس في تحويل مراسم تسليم الأسيرات المجندات الأربع السبت الماضي إلى منصات لإظهار تفوقها، وسط رموز وشعارات مثل “الصهيونية لن تنتصر”.

خلفية المعادلة الجديدة

منذ انتهاء العدوان الأخير على غزة، عززت المقاومة قدراتها السياسية والعسكرية في مواجهة الاحتلال. وقد أكد المؤرخ الإسرائيلي أور فيالكوف في وقت سابق على الإخفاقات الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه في غزة.

ورغم التفوق التسليحي ظهر فشل استخباراتي كبير في مختلف مراحل العدوان الذي استمر ١٥ شهراً، خاصة مع كشف المقاومة عن بقاء قادتها، مثل حسين فياض، في قيادة العمليات على الأرض رغم مزاعم الاحتلال بتصفيتهم.

نظرة مستقبلية

زيارة وفد حماس إلى القاهرة تأتي كجزء من استراتيجية المقاومة لتثبيت إنجازاتها وتعزيز تحالفاتها الإقليمية، في ظل فشل إسرائيل في إدارة ملفات مثل الأسرى وإعادة الاستقرار. ومع استمرار جهود التفاوض، يبدو أن حماس تسعى لفرض مزيد من الضغوط على الاحتلال بالتوازي مع مساعيها لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني ودورها السياسي.

تواصل المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس توجيه رسائل متعددة عبر تحركاتها السياسية والعسكرية، مما يرسخ حضورها كفاعل رئيسي في فلسطين المحتلة وتحديداً غزة. وتبقى الأنظار متجهة نحو بقية دفعات تبادل الأسرى القادمة ضمن فترة الإثنين والأربعين يوماً وهي فترة المرحلة الأولى من اتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وتبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي. علماً أن زيارة وفد حماس للقاهرة ستحمل تطورات مهمة بخصوص تطبيق بقية اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى.

You might also like