كل ما يجري من حولك

فيدان في بغداد: وساطةٌ عراقية بين أنقرة و«قسد»

30

متابعات..| تقرير*

كشف مسؤول حكومي عراقي أن بغداد تعمل على تسوية الخلافات بين «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) وتركيا. وفي هذا السياق، جاءت زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، لبغداد، أمس، حيث التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وأوضح المسؤول، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الزيارة كانت تمهيدية للاتفاق على احتضان بغداد اجتماعات مقبلة لقادة إقليميين من سوريا وتركيا وإيران وممثلين عن إقليم كردستان العراق، لمناقشة المشاكل الأمنية وما يتعلق بها من تهديد تنظيم داعش بعد سقوط نظام الأسد، ووجود حزب العمال الكردستاني في شمال البلاد، فضلاً عن مناقشة تأمين السجون التي تخضع لسيطرة قسد»، ولا سيما مخيّم الهول الذي يضم آلاف السجاء من «داعش» – وعائلاتهم -، والذين تتخوّف بغداد من أن يؤدي الإفراج عنهم إلى تهديد أمن العراق.

وأشار المسؤول إلى أن «وزير خارجية تركيا طلب من بغداد أن تنتقل من مرحلة تصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة إلى اعتباره منظمة إرهابية، لغرض التخلّص منها، فضلاً عن طلبه تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة بين قوات عراقية وتركية لمواجهة البي كي كي».
وأكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، بعد لقاء نظيره التركي، مخاطر تنظيم «داعش» على الحدود العراقية – السورية – التركية. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك في وزارة الخارجية، إنه «جرت مناقشة الظروف المحيطة بين البلدين، وخصوصاً في ما يتعلّق بالتعامل مع الوضع في سوريا، حيث يجري التواصل المستمر مع الإدارة الجديدة في دمشق». وأضاف أنه «جرت مناقشة الوضع الأمني ووجود تنظيم داعش الإرهابي على الحدود، وستُعقد اجتماعات متعددة بين الجانبين للتباحث حول ملفات المنطقة ومحاربة الإرهاب».

من جانبه، أشار الوزير التركي إلى أن «اللقاء تناول القضايا الإقليمية، ونحن نعدّ العلاقة مع العراق استراتيجية». وشدد على «أهمية التنسيق الأمني بين البلدين، وخصوصاً في ما يتعلّق بمكافحة تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني، والمسائل الخلافية الإقليمية وعدم تأثيرها في أمن البلدين»، معتبراً أن «طريق التنمية الذي أطلقه العراق العام الماضي مهمّ للغاية، ونحن نعمل على تنفيذه، ونسعى للمساهمة في جميع المشاريع المتعلقة بالتنمية».

ويرى المحلل السياسي، علي الناصري، أن «زيارة وزير خارجية تركيا للعراق هي أمنيّة بالدرجة الأولى، لمناقشة مستقبل سوريا ودعم إدارتها الجديدة». ويضيف، في حديث إلى «الأخبار»، أن «تأمين الحدود المشتركة بين العراق وسوريا وتركيا بات أمراً ملحّاً بعد التحوّل الذي شهدته سوريا، وربما تطمح تركيا إلى تسوية تشمل كل الأطراف في سبيل تحقيق استقرار ودعم للإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وإيقاف نشاط قوات قسد». ويرى أن «بغداد أصبحت محورية في المعادلة الإقليمية الجديدة؛ فلا أستبعد أن تكون راعية لوساطات بين الأطراف المتنازعة من خلال استضافتهم في مؤتمر واحد». وكانت مواقع إخبارية محلية قد تداولت أن بغداد ستشهد، خلال الأسبوعين المقبلين، اجتماعات مكثّفة لمناقشة الأحداث الإقليمية، وأبرزها «قمة حوار بغداد» بمشاركة وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد الشيباني وفيدان، وقائد «قسد»، مظلوم عبدي، وشخصيات أخرى مؤثرة لحلحلة الخلافات التي قد تشكل عائقاً أمام تطوّر العلاقات.

وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التركي للعراق، التقى قائد قوات «التحالف الدولي» في العراق وسوريا، الجنرال كيفن ليهي، في بغداد، السوداني. وقال المكتب الإعلامي للأخير إنه جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع الأمنية العامة في المنطقة، واستمرار التعاون بين القوات الأمنية العراقية ومستشاري التحالف في ملاحقة فلول «داعش». ووفق البيان، فإن السوداني أكد، خلال اللقاء، «مضيّ العراق في إنهاء العصابات الإرهابية، التي لم تعد تمتلك موطئ قدم أو تماساً مع التجمعات السكّانية»، مشيراً إلى «ما تحقق خلال العامين الماضيين من تأمين للحدود العراقية، وتأمين ميداني وتقني للمناطق التي كانت تشكّل منفذاً لعبور الجماعات الإرهابية».

* الأخبار

You might also like