مؤشراتُ تصعيد في الداخل اليمني وصنعاء للرياض: «أرامكو» ضمن بنك أهدافنا
متابعات..| تقرير*:
سادت حالة من الهدوء الحذر جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد الماضي. في المقابل، لم يتم رصد أي مؤشرات إلى تصعيد عسكري أميركي، إذ توقّف تحليق الطيران المسيّر الاستطلاعي بشكل تام، في حين توقّفت العمليات العسكرية للطيران الأميركي والبريطاني على الأراضي اليمنية. إلا أن عدة تحركات رُصدت في عدد من جبهات التماس الداخلية، ما قد يؤشر إلى توجه سعودي – أميركي لنقل المعركة إلى الداخل اليمني.
وفي هذا الإطار، تصاعدت خروقات الهدنة اليمنية المطبقة منذ أكثر من عامين، في عدد من الجبهات الداخلية، خلال اليومين الماضيين؛ وشهدت جبهات مأرب والجوف وتعز والضالع تصعيداً غير مسبوق. إذ نفّذت القوات الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، سلسلة هجمات ضد مواقع تابعة لقوات صنعاء في عدد من جبهات القتال في شمال شرق البلاد وجنوبها.
وقالت مصادر عسكرية في صنعاء، لـ»الأخبار»، إن «فصائل موالية لحزب الإصلاح شنّت هجمات متعدّدة على مواقع تابعة لقوات صنعاء على جبهات البلق والزور والعكد جنوب مدينة مأرب، كما هاجمت قوات صنعاء على جبهة حويشبان شمال مأرب»، مشيرة إلى أن «هذه الهجمات التي أخذت بالتصاعد منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ تأتي في إطار استطلاع استعدادات صنعاء ومعرفة تماسك الجبهات وجهوزيتها، وتعدّ مؤشراً إلى نوايا لتفجير الوضع الداخلي وفتح جبهات إسناد بضوء أخضر سعودي – أميركي».
في السياق نفسه، صعّدت فصائل حزب «الإصلاح» في محافظة تعز هجماتها ضد مواقع تابعة لقوات صنعاء على الجبهة الغربية للمحافظة، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين، سقط فيها ضحايا. وامتدت المواجهات العسكرية إلى الجبهة الشرقية من مدينة تعز، والتي كانت قد شهدت تصعيداً قبل أسابيع من قبل «الإصلاح» في أعقاب سقوط النظام السوري السابق، وسط دعوات الحزب إلى نقل النموذج السوري إلى اليمن وعدم تفويت الفرصة.
وبالتوازي مع ذلك التصعيد، عادت أزمة الأسرى بين حركة «أنصار الله «و»الإصلاح» إلى الواجهة، أمس، في ظل محاولات مستميتة من صنعاء والأمم المتحدة لتحقيق اختراق فيها. وفي الوقت الذي سمحت فيه لجنة شؤون الأسرى في صنعاء للجنة محلية مكونة من شخصيات اجتماعية بزيارة أسرى الأطراف الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، رفضت سلطات «الإصلاح» السماح لوفد قبلي قدم من صنعاء بزيارة الأسرى في سجون مأرب، متهمةً لجنة شؤون الأسرى رئيسها، عبد القادر المرتضى، «بممارسة التعذيب»، وهو ما نفاه الأخير في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً حملة «الإصلاح» ضد اللجنة محاولة للهروب من استحقاق إطلاق الأسرى.
وعلى رغم تصاعد الخروقات، إلا أن قوات صنعاء تجاهلت الأمر على المستوى الرسمي، واكتفت بتجديد رسائلها التحذيرية إلى السعودية من مغبة أي تصعيد داخلي. وذكّر عضو «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم في صنعاء، محمد علي الحوثي، في خطاب له، الجانب السعودي بتعاظم قدرات صنعاء العسكرية، وأشار إلى أن «الصواريخ الباليستية اليمنية التي طاولت أهدافاً حساسة في عمق الكيان الإسرائيلي قادرة على استهداف أرامكو مجدداً. وكما فشلت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية في اعتراضها في أجواء يافا (تل أبيب)، لن تستطيع منعها من تحقيق أهدافها في عمق السعودية». وعدّ مراقبون هذه التصريحات التي تناقلتها وسائل إعلام تابعة لحركة «أنصار الله»، رسائل استباقية إلى السعودية تؤكد فيها صنعاء، أن أي حراك عسكري معادٍ لها في الداخل لن يكون من دون ضوء أخضر سعودي، وبالتالي سيتم التعامل معه على هذا الأساس.
* الأخبار البيروتية