التصعيد الأمريكي في اليمن .. ابتزاز جديد لتمويل فاتورة حكم ’’ترامب’’ المكلفة والباهظة (تفاصيل ساخنة)
متابعات /
رفعت الإدارة الامريكية الحالية، السبت، وتيرة تصعيدها على اليمن مع اقتراب اللحظات الأخيرة على ولاية بايدن وقرب تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب ، لكن ما الهدف من كل تلك الخطوات في هذا التوقيت؟
خلال اليومين الماضين، كانت اليمن على راس اجندة إدارة بايدن. في الكونجرس يتم الدفع حاليا بمشروع قرار إعادة تصنيف حركة انصار الله على لائحة العقوبات . وقبل التصويت على القرار فرضت الخزانة الامريكية عقوبات على احد اهم البنوك التجارية بصنعاء.
على الصعيد العسكري تحشد أمريكا بمعية التحالف الإسرائيلي _ الإماراتي عبر انشاء المزيد من القواعد الجوية بالجزر اليمنية بالتوازي مع تكثيف القصف على المدن اليمنية واخرها محافظة عمران حيث تم استهداف منطقة حرف سفيان بعدة غارات جوية.
اما سياسيا ، فقد أرسلت أمريكا مبعوثها تيم ليندركينغ مجددا إلى المنطقة في مهمة خاصة بإنشاء تحالف داخل القوى اليمنية الموالية للتحالف وتحديدا الامارات مع استبعاد السعودية التي تتلكأ بتنفيذ الاجندة الامريكية خشية ان يطالها غضب اليمن.
مع أن هذه التحركات والخطوات لم تكن جديدة فقد سبق للإدارات الامريكية المتعاقبة منذ فترة ترامب الأولى تفعيلها ، الا ان الأهم في الأخيرة التوقيت ، اذ تتزامن مع بدء العد العكسي لرحيل الإدارة الامريكية الجديد والتي فشلت عسكريا في اليمن .. فبعد يومين ستجرى مراسيم تنصيب الرئيس الجديد دونالد ترامب وهو ما يعني سقوط قيمة جميع تلك التحركات كون ترامب يدير سياسية من نوع مختلف تركز في هرمها على الاقتصاد ومواجهة النفوذ الصيني في حين يسعى لإغلاق ملفات ليست مهمة بالنسبة له كحال الحرب مع الاحتلال الاسرائيل في الشرق الأوسط.
فعليا لا قيمة لكل هذه الخطوات مالم تتبناها الإدارة الجديدة، وتوقيتها يشير إلى أن إدارة بايدن تتوقع اغلاق امريكي لملف اليمن بعهد ترامب او انسحاب بماء الوجه، وحتى لا تصحوا على كابوس جديد تعمل بكل طاقتها لإشغال ترامب بمستنقع اليمن وإبقاء الملف مشتعلا خلال فترته المقبلة وبما يبقيه بعيدا عن تحقيق أهدافه خصوصا بالإصلاح الداخلية والانتقام من خصومه على راسهم الرئيس الحالي جوبايدن الذي حاول مرار إهانة ترامب.
قبل تنحيه اصدر ترامب قرار بتصنيف حركة انصار الله على لائحة الإرهاب وبصعود بايدن تم الغاء التصنيف ، وقد يتكرر السيناريو ذاته فترامب الذي اظهر في اخر فتراته اهتماما باليمن على امل ان تضخ الرياض مزيد من الأموال خذل في حملته لتجديد ولايته وبات الان غير مهتما باليمن الا من باب ما ستدفعه السعودية والتي تخشى هي الأخرى ان يظل ملف اليمن منفذ ابتزاز جديد لتمويل فاتورة حكم ترامب وهي مكلفة وباهظة..
قد يسود اعتقاد بان القرارات الامريكية والتحشيدات تستهدف تصعيد كبير ضد صنعاء ، لكن التوقيت يشير إلى انها مجرد استعراضية لا اكثر وتتعلق بالصراع الداخلي الامريكي شانها في ذلك شان ملفات اخرى كاتفاق غزة الذي عارضه بايدن وضغط لاجله ترامب وحرائق كاليفورنيا.