ارتياحُ عراقي لهُدنة غزة: تعليقُ جبهة الإسناد رسمياً
متابعات..| تقرير*:
ترك الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ارتياحاً في العراق، الذي كان جبهة إسناد للقطاع خلال معظم فترة الحرب، قبل أن يتعرّض لتهديدات أميركية وإسرائيلية دفعت بالحكومة العراقية إلى العمل لدى الفصائل المسلحة لتعليق هجماتها. وإذ توقّفت العمليات العراقية في فلسطين المحتلة فعلياً منذ أسابيع، فقد أعلن الأمين العام لحركة «النجباء»، أكرم الكعبي، أمس، رسمياً تعليقها «لتعزيز استمرار الهدنة في غزة»، محذراً، في المقابل، من أن «أي حماقة من قبل العدو في فلسطين أو المنطقة ستقابل برد قاس». وأضاف، في تصريحات إلى الصحافيين، أن «أصابعنا لا تزال على الزناد، وصواريخنا ومسيّراتنا في جهوزيتها الكاملة، فإن عادوا عدنا والعاقبة للمؤمنين الصابرين المجاهدين».
وأكد القيادي في حركة «النجباء»، مهدي الكعبي، بدوره، لـ«الأخبار»، أن «اتفاق وقف إطلاق النار هو انتصار للمقاومة ولدماء الشهداء، ولا سيما شهداء حزب الله والسيد حسن نصر الله». ورأى أن «الكيان الصهيوني أراد الاتفاق على مضض بعد اليأس الذي ضرب جيشه»، مشيراً إلى أن «محور المقاومة بكل أطرافه لا يزال مستنفراً ولديه قوة وقدرة على المواجهة، لكن في الوقت الحالي نحن ضمن الاتفاق من أجل عودة أهل غزة إلى ديارهم». ونبّه الكعبي إلى أن «أيّ خرق للهدنة أو تعدٍّ على الفلسطينيين سيدفع المقاومة إلى استئناف مهماتها العسكرية»، موضحاً أن «المقاومة العراقية علّقت عملياتها بناءً على المعطيات الحالية ومنها الهدنة، وكذلك الالتزام بتوجيهات الحكومة وتحرّكاتها نحو التهدئة وعدم التصعيد»، معتبراً أن «هذه الاستراحة قد تعطي الفرصة لأطراف المحور لإعادة ترتيب أوراقه بعد حرب دامت أكثر من سنة مع الكيان الصهيوني المدعوم أميركياً، والذي تلقى درساً قوياً من أبناء المقاومة».
«قمة حوار بغداد» قد تؤسّس صندوقاً لمساعدة الدول المتضرّرة من الاعتداءات الإسرائيلية
وفي ظل إعلان وقف النار، يستعد العراق لعقد «قمة حوار بغداد» خلال الأيام المقبلة، لمناقشة قضايا المنطقة ومنها ما يتعلق بالحرب على غزة ولبنان. وتشارك في القمة دول «مجلس التعاون الخليجي» وتركيا وإيران وسوريا والأردن واليمن وروسيا والولايات المتحدة. وأعلن مسؤول حكومي عراقي أن «مخرجات الاجتماع قد تنتهي إلى تأسيس صندوق لمساعدة الدول التي تضرّرت من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة»، مشيراً، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «العراق يعمل على تحشيد الجهود الدولية والإقليمية لغرض عدم زجّه في ساحة الصراع الذي توسّع في المنطقة أخيراً».
أما القيادي في «الإطار التنسيقي»، حيدر رشيد، فرأى أن «قرار وقف إطلاق النار في مصلحة الجميع، ولا سيما محور المقاومة». وقال، لـ«الأخبار»، إن «العراق كان سبّاقاً في دعم قرار وقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه محافظ على ثوابته ضد الكيان الصهيوني الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق فلسطين». وشكك في النوايا الإسرائيلية، معتبراً أن «الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لم يلتزما بالاتفاقات. وربما العدو يخترق الهدنة كما حدث في لبنان». ورأى أن «إعلان المقاومة وخاصة حركة النجباء تعليق هجماتها، وقبلها كتائب حزب الله، هو مؤشر إلى مرحلة جديدة مقبلة، وأيضاً ربما تكتيك جديد في عملها، لكن في الوقت نفسه ستبقى على مسافة قريبة من محاصرة العدو الذي يشكل خطراً على الجميع، بما في ذلك العراق الذي قد يكون معرّضاً للهجمات الإسرائيلية».
* الأخبار اللبنانية