هذه هدايا ترامب لليمين المتطرف لوقف الحرب في غزة
متابعات..| تقرير*:
تتداول وسائل الاعلام الاسرائيلية تواقيت تقريبية لاعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واتمام صفقة تبادل الأسرى، بعد أن وصلت الأمور إلى خواتيمها. وعلى الرغم من مروحة الاعتراضات التي يدلي بها وزراء اليمين المتطرف، يمضي رئيس الوزراء قدماً محاولاً تجاوز العقبات. وعلى ما يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب قد اخذ على عاتقه ترميم الخلافات الداخلية الاسرائيلية “بإغداق الهدايا” كإلغاء قوائم العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين وعناصر اليمين المتطرف.
أجرى بنيامين نتنياهو مساء أمس اتصالاً مع رئيس الموساد المتواجد في قطر وتلقى تحديثاً حول ما تم الاتفاق عليه، وبحسب القناة 12 العبرية فإن التقدير بأن الاتفاق سيتم خلال الـ24 ساعة القادمة. في حين يستعد ديوان رئيس الحكومة لدعوة فورية لاجتماع الكابينت واجتماع الحكومة للتصويت على الصفقة، وإذا تم توقيع الصفقة خلال اليومين المقبلين، فإن أول عملية تسليم أسرى ستكون يوم الأحد.
خلال الساعات القليلة الماضية، أغرقت وسائل الاعلام العبرية بسيل كبير من الاخبار، انقسم بين تسريب لبنود الصفقة وبين ابراز المواقف المعارضة للصفقة من اليمين المتطرف. وتنقل قناة كان العبرية عن مصادر أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإخلاء محور نتساريم وأجزاء كبيرة من قطاع غزة ولكنه سينتشر في منطقة عازلة على امتداد نحو كيلو متر واحد على طول 60 كم من الحدود مع غزة، كما تجري استعدادات للانسحاب من معبر رفح. بينما نقل موقع والا العبري عن مسؤول مطلع قوله أن “وفد إسرائيل في الدوحة يناقش أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم ضمن صفقة التبادل، ووزارة القضاء الإسرائيلية تعمل على قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين المقترح الإفراج عنهم لنشرها”.
من جهة أخرى، كان ما يؤرق نتنياهو هو موقف عدد من نواب الائتلاف المعارضين للصفقة. وقد حثّ وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على الاستقالة اذا تم التوقيع على الصفقة.وقال في مقطع فيديو نشره على منصة اكس أنه “لا توجد إمكانية لحزبنا «القوه اليهودية» وحده لإفشال الصفقة، لكن يمكننا التوجه معاً إلى رئيس الحكومة وإعلامه أنه إذا تم تمرير الصفقة فسوف ننسحب من الحكومة، وفي نفس الوقت أؤكد أنه حتى لو أصبحنا في المعارضة، لن نسقط نتنياهو، لكن بتعاوننا سوية سنتمكن من منع صفقة الخنوع، هذه الصفقة السيئة، وإن دم مئات الجنود لم يذهب هدراً”. ويملك بن غفير وسموتريتش معاً 14 مقعدا في الكنيست وهي كافية لإسقاط الحكومة حال اتفاقهما، في حين أن بن غفير لديه فقط 6 مقاعد وهي غير كافية لإسقاطها.
ولمنع المضي بهذا القرار، يحاول نتنياهو مدفوعاً بمباركة ترامب، منع استقالتهما ولملمة “معارضة الصفقة” بهدف انجازها. ولأجل ذلك، عرض نتنياهو على سموتريتش وبن غفير توسعة الاستيطان في الضفة الغربية وتعزيز الدفاع على طول خط التماس. من جهته، قال مراسل القناة 13، ألموغ بوكير، أن سموتريتش لن يصوت لصالح الصفقة، لكنه لن يستقيل من الحكومة ويحاول الحصول على تعهدات من نتنياهو بالحفاظ على أهداف الحرب حتى في اليوم التالي.
تمارس إدارة دونالد ترامب ضغوطاً متزايدة ومختلفة لاتمام خطته، غير المحصورة بوقف إطلاق النار في غزة، بل هي جزء من مشروع كامل لا يصل إلى خواتيمه إلا بها. اذ أن ترامب الذي يود الترشح لجائزة نوبل للسلام، يحاول التوصل إلى انهاء الحرب في اوكرانيا وكذلك إعادة الأسرى الاسرائيليين من غزة ووقف الحرب فيها، لنيلها.
وتقول صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن “في حقيبة هدايا” ترامب أيضاً، إلغاء قوائم العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين وعناصر اليمين المتطرف، الذين عانوا كثيراً من هذه الخطوة، بعد اقتناع الرئيس المنتهية ولايته بأن إسرائيل ليس لديها نية لتطبيقها القانون عليهم”.
كما أن هناك مؤشرات على أن ترامب ينوي شن حرب استنزاف ضد محكمة العدل الدولية في لاهاي وضد مذكرات الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، وضد الإجراءات الإضافية التي قد تكون اتخذت بالفعل هناك ضد مسؤولين كبار آخرين.
* الخنادق