كل ما يجري من حولك

اتهاماتٌ لـ”الإدارة” بتعميم الفوضى عقبَ “مجزرة” وليمة الجامع الأموي

21

متابعات..| تقرير*:

غصّت الساحتان الداخلية والخارجية للجامع الأموي في دمشق بآلاف الأشخاص الراغبين في الحصول على وجبة طعام مجانية، ضمن فعالية أعلن عنها الشيف السوري أبو عمر الدمشقي عبر حسابه في “فيسبوك”، قبل أن يتحوّل الأمر إلى حادثة مأساوية بتسجيل أربع وفيات و16 إصابة كلهم من النساء والأطفال بسبب التدافع للحصول على الوجبة.
وليست فعاليات توزيع الطعام جديدة على المجتمع السوري، حيث تُقام سنوياً فعاليات مشابهة خلال شهر رمضان بتنظيم مشترك بين المحافظة وعدد من الجمعيات الأهلية ومتطوعين شباب، لكنها المرة الأولى التي يُسجّل فيها سقوط ضحايا، ما أثار موجة من الغضب الشعبي على منصات التواصل الاجتماعي، تخلّلها توزيع اتهامات على من يتحمّل نتائج الفوضى التي رافقت الفعالية. فعلى الرغم من تزايد نسب الفقر في سوريا خلال السنوات الأخيرة حتى وصلت إلى تسجيل الأمم المتحدة أن 9 من كل 10 سوريين يعيشون تحت خط الفقر، إلا أن الحادثة دفعت البعض إلى التحذير من “ثورة جياع” قريبة في حال عدم تقديم حلول اقتصادية سريعة تقي الناس شر السعي لإيجاد “لقمة” تسدّ رمق عائلاتهم.
وحمّل بعض الحسابات “الإدارة السورية الجديدة” مسؤولية الحادثة بسبب تساهلها مع حالات الفوضى والتصرّفات الفردية، من دون مرجعيات وآليات قانونية. وحول ذلك، كتب أحد الناشطين: “طبيعي تعمل وليمة بالجامع لمّا تكون مشغول بأن تصلي في ساحة الجامعة، وترفع الأذان بصالة المطار، وتحوّل المسرح الثقافي إلى جامع”، فيما أشار آخرون إلى أن الحادثة نتيجة طبيعية للسياسات الاقتصادية التي تنتهجها السلطات الجديدة، والتي أفضت إلى إصدار قرارات بتسريح عدد كبير من الموظفين بشكل تعسفي، إضافة إلى تأخر صرف رواتب الموظفين العاملين في المؤسسات الرسمية السورية، والتي تشكّل الكتلة الأكبر من الرواتب في سوريا ومصدر دخل رئيساً لعدد كبير من العائلات.
في المقابل، اعتبر ناشطون آخرون أن منظّم الفعالية الشيف أبو عمر الدمشقي يتحمّل المسؤولية مع محافظة دمشق، نظراً إلى تركيز الاهتمام على تنفيذ فعاليات تحقّق التفاعل والشهرة على حساب التنظيم وحماية أرواح الناس، وهو ما ردّ عليه محافظ دمشق الجديد، ماهر مروان، باعترافه بـ”تحمل المحافظة مسؤولية ما حدث”، واعداً بـ”محاسبة المقصّرين وعدم تكرار هذه الحوادث في أماكن عامة” حسب بيان تناقلته وسائل إعلام، خاصة مع تواصل الفعاليات الشعبية، وسط غياب كامل لأجهزة الشرطة وتجميد عمل الكثير من مديريات المحافظات ومكاتبها.
ويرتبط هذا التدهور المعيشي الذي يعيشه السوريون، والذي دفع بأعداد كبيرة منهم إلى التجمع من أجل الحصول على وجبة مجانية، بانهيار شامل تعاني منه مؤسسات البلاد بعد سقوط النظام السابق وسنوات طويلة من الحرب، جفّت فيها منابع الاقتصاد والإنتاج، وهو ما بدأت تظهر انعكاساته على الحياة العامة.

إنسرت: تحذير من “ثورة جياع” قريبة في حال عدم تقديم حلول اقتصادية سريعة

* الأخبار البيروتية

You might also like