كل ما يجري من حولك

قلبُ موازين المعركة من قلبِ ميدان السبعين.. بين شجاعة صنعاء وملاجئ المستوطنين

67

متابعات..| تقرير*:

شكل ظهور العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري في صنعاء، أثناء الغارات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، حدثًا لافتًا عكس قدرة قيادات صنعاء على استثمار اللحظات الحرجة لإرسال رسائل سياسية وعسكرية متعددة، فيما رآه محللون بأنه ظهور استثنائي في توقيت حرج.

أما اختيار مكان الظهور في ميدان السبعين، وسط العاصمة التي استهدفت محيطها الغارات، يعكس ثقة القيادة في قدرتها على التحدي وإظهار السيادة، رغم القصف المستمر.

رسالة التحدي وإفشال التضليل الإعلامي

وكان توقيت ومكان الظهور للعميد سريع بمثابة رسالة تحدٍ للخصوم، تهدف إلى تقويض الروايات الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية التي حاولت تضخيم تأثير الغارات، فظهور سريع وسط التوتر العسكري يثبت عدم تأثر القيادات في صنعاء بالضغوط، ويوضح أن الغارات فشلت في تحقيق أهدافها الرئيسية سواء من الناحية الميدانية أو المعنوية.

كسر الهيبة الأمريكية والإسرائيلية

كما مثل بيان العميد سريع عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وإجبارها على الفرار، إضافة إلى علان الهجمات على مواقع حساسة داخل الأراضي المحتلة، شكلت ضربة قوية لصورة الهيبة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية التي حاولت إسرائيل وأمريكا تشكيلها في تلك اللحظة التي اعقبت الغارات على اليمن، فبهذا الهجوم المشترك أراد الاحتلال وأمريكا إظهار أنهم الطرف الأقوى في المعركة لكن ماحدث كان العكس فمتحدث قوات صنعاء تلى بيانه العسكري من ميدان السبعين الذي يقصف محيطه في نفس اللحظة والحشود المليونية اليمنية التي شاركت في مسيرة اليوم تضامناً مع غزة لم تتأثر أو تهرع للهروب والاختباء كما هو حال المستوطنين الصهاينة وقادتهم في كل هجوم يمني بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.

التأثير على معادلة الردع

كما أن بيان سريع خلال الغارات أظهر فارقًا كبيرًا في المعنويات والتعامل مع التهديدات. ففي الوقت الذي يظهر فيه القادة في صنعاء بثبات من وسط الميدان، تهرع ملايين المستوطنين في الكيان الإسرائيلي إلى الملاجئ عند سقوط صاروخ يمني. هذا التباين يعزز صورة المقاومة اليمنية كمصدر قلق استراتيجي للخصوم ويؤكد صعوبة كسر إرادتهم.

الرسالة السياسية في دعم فلسطين

ولعل الحدث بأكمله من تزامن ظهور سريع مع استمرار الهجمات على مواقع إسرائيلية وحضور فعاليات شعبية مؤيدة لغزة يعكس وحدة الجبهة السياسية والعسكرية والشعبية في صنعاء. وهذا التناغم يمثل تحديًا مضاعفًا للغارات التي فشلت في التأثير على الإرادة السياسية أو الشعبية لدعم القضية الفلسطينية، كما يعزز الروح المعنوية للمقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

دلالات الرد الإعلامي المباشر

تصريحات سريع في هذا السياق مثلت ردًا مباشرًا على التصعيد الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني. بدلاً من التأثر بالهجمات، بادرت صنعاء إلى نقل المعركة إعلاميًا وعسكريًا إلى ملعب الخصوم، مما زاد من إحباطهم وأفشل محاولاتهم لتحقيق أي مكاسب معنوية أو ميدانية.

يمثل ظهور العميد يحيى سريع أثناء الغارات تصعيدًا نوعيًا في مواجهة التحالف الأمريكي الإسرائيلي البريطاني. الرسائل التي حملها هذا الظهور عززت من صورة صنعاء كقوة صامدة تمتلك أدوات الردع الفعّالة والمواقف الثابتة. في المقابل، أظهرت هذه اللحظة ضعف خطط وارتباكهم في التعامل مع التهديدات اليمنية، مما يؤكد استمرار صعوبة المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية واليمن قيادة وشعباً سواء على المستوى العسكري أو السياسي.

* المساء برس

You might also like