معلومات تكشف التداعيات الاستراتيجية ودوافع استئناف حركة حماس إطلاق الصواريخ من قطاع غزة (تفاصيل)
متابعات /
موقع مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، يتحدّث في تقرير عن خلفيّات ودوافع استئناف حركة حماس، إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على “إسرائيل”، ويتطرّق إلى التداعيات الاستراتيجية لهذه الخطوة.
تحدّث موقع مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، في تقرير، عن خلفيّات ودوافع استئناف حركة حماس إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على “إسرائيل”.
استعادة القدرات العسكرية
وفي معرض حديثه عن هذه الخلفيّات، ذكر التقرير أنّ حماس تمكّنت من إعادة بناء بعض بنيتها التحتية العسكرية، بما في ذلك إنتاج الصواريخ، إذ “يشير استئناف إطلاق الصواريخ مؤخّراً، إلى تجديد جزئي لمخزون حماس واستمرار قدرتها العملياتية”.
ونقل الموقع عن مصادر أمنية إسرائيلية، أنّ “الجناح العسكري للمنظمة تعافى إلى حد ما، حيث تمكّن من إنتاج مئات الصواريخ الجديدة باستخدام مخارط تمّ تهريبها عبر الأنفاق التي لا تزال عاملة في غزة”.
ويأتي هذا الانتعاش في الإنتاج، وفق التقرير، “في الوقت الذي أعادت فيه قوات الجيش الإسرائيلي انتشارها من غزة إلى الجبهة الشمالية لمواجهة حزب الله في جنوب لبنان”، حيث “ساعد انخفاض الضغط على البنية التحتية لحماس على هذا التعافي”.
دوافع استئناف إطلاق الصواريخ
أمّا بالنسبة إلى دوافع استئناف إطلاق الصواريخ، فإنّ “قرار حماس باستئناف الهجمات الصاروخية مدفوع باعتبارات عملية وسياسية”.
ومن خلال إطلاق الصواريخ، “تسعى حماس إلى إظهار قدرتها على الصمود والعمليات، على الرغم من الهجوم الذي يشنّه الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة”، وفق التقرير.
وهذه الرسالة “موجّهة إلى سكان غزة والجمهور الإسرائيلي، وتؤكّد أنّ حماس تظل قوة مهمة حتى بعد تكبّدها خسائر فادحة”.
كما أنّ الصواريخ التي تُطلق من شمال غزة، “تهدف إلى إرسال رسالة مفادها أنّ إسرائيل لا تستطيع بسهولة احتلال هذه المنطقة، التي تشكّل حالياً نقطة محورية لعمليات الجيش الإسرائيلي”، بحسب الموقع، الذي أشار إلى أنّ “حماس تهدف إلى إظهار نفسها كمقاومة عنيدة، حتى لو تمكّن الجيش الإسرائيلي في نهاية المطاف من السيطرة عليها”.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ “إطلاق الصواريخ يشكّل أيضاً بياناً سياسياً، إذ تسعى حماس إلى إيصال رسالة مفادها أنّ العمليات الإسرائيلية في غزة لم تحقّق أهدافها”، ومن خلال مواصلة هجماتها، “تعمل حماس على تقويض رواية الحكومة الإسرائيلية عن التقدّم وتعزّز الروح المعنوية للشعب الفلسطيني”.
التداعيات الاستراتيجية
وفي هذا الإطار، تطرّق الموقع إلى التداعيات الاستراتيجية لاستئناف إطلاق الصواريخ، معتبراً أنّ ذلك “يعدّ خطوة تكتيكية في إطار استراتيجية حماس الأوسع نطاقاً، المتمثّلة في شنّ حرب استنزاف، مع التأثير على المفاوضات الجارية في الدوحة بشأن صفقة محتملة لإطلاق سراح الأسرى، واتفاق وقف إطلاق النار”.
ومن خلال الحفاظ على الضغط على “إسرائيل”، “تهدف حماس إلى انتزاع التنازلات وتشكيل شروط، أيّ تسوية محتملة”، بالإضافة إلى أنّ الهجمات الصاروخية تعمل على “الإضرار بالمعنويات العامّة الإسرائيلية، في مقابل رفع معنويات المقاومة الفلسطينية”.
وبحسب التقرير، فإنّ “قادة حماس يرون أنّ هذه الإجراءات ضرورية لإظهار أهميتهم وقوتهم المستمرة، سواء أمام ناخبيهم أو أمام إسرائيل”.
وبناءً على هذه المعطيات، خلص تقرير الموقع إلى أنّ “استئناف حماس لإطلاق الصواريخ يؤكّد تصميمها على الصمود في وجه العمليات العسكرية الإسرائيلية”، في وقت تعكس تصرّفات الحركة “مزيجاً من التعافي العملياتي والمقاومة الاستراتيجية والإشارات السياسية”.