محاولاتٌ لتجنيد جواسيس.. أمريكا و”إسرائيل” تستدركان العمى الاستخباري
متابعات..| تقرير*
في الوقت الذي تعمل فيه قوات صنعاء على تثبيت معادلة ردع عسكرية ضد الكيان الإسرائيلي، من خلال الرد على قصف إسرائيل محطات كهرباء العاصمة ومحافظة الحديدة، بقصف محطات طاقة في فلسطين المحتلة، تدفع الولايات المتحدة بالحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، نحو المزيد من التقارب مع العدو. وفي إطار المعادلة التي وضعتها صنعاء للرد على القصف الإسرائيلي بالمثل، استهدفت القوات المسلحة اليمنية، أمس، محطة الكهرباء «أوروت رابين» جنوب حيفا بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز «فلسطين 2»، وفقاً لتأكيد المتحدث باسم تلك القوات، العميد يحيى سريع.
وجاء الرد اليمني في وقت يدأب فيه العشرات من الناشطين الموالين للتحالف السعودي – الإماراتي، على محاولة شرعنة استهداف البنى التحتية اليمنية من قبل إسرائيل، بذريعة تدمير «اقتصاد الحوثيين». ولم يتوقّف الأمر عند التحريض فقط، بل تحدّثت الصحافة الإسرائيلية والغربية، أخيراً، عن فتح قنوات تواصل استخباراتية بين حكومة عدن وتل أبيب، وهو ما أكده مصدر أمني إسرائيلي رفيع في حديث نقلته صحيفة «التلغراف» البريطانية، أول من أمس، مؤكدة أن إسرائيل بدأت بجمع المعلومات عن حركة «أنصار الله» من الصفر بعدما تجاهلت الحركة لسنوات. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن «هناك قواسم مشتركة بين تل أبيب والحكومة الشرعية»، مشيراً إلى أن «الحكومة المناهضة للحوثيين تتعاون مع إسرائيل، ويمكنها أن تزوّد تل أبيب بمصادر ومعلومات مفيدة».
يأتي هذا وسط حديث عن حراك يجري في السفارة الأميركية في الرياض، مع ناشطين وقادة شبابيين كانوا يصفون أنفسهم بـ»قادة المقاومة» في منطقة نهم شرق صنعاء. ويندرج ذلك الحراك، وفقاً لمصادر استخباراتية في صنعاء، في إطار محاولات استقطاب الموالين للتحالف، والذين ينحدرون من مناطق خاضعة لسيطرة حكومة صنعاء، بهدف الحصول على معلومات استخباراتية منهم تمكّن أميركا وإسرائيل من تحديث بنك أهدافهما في تلك المناطق. وظهر عدد من الناشطين مع السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، في الرياض خلال الساعات الماضية، ووصفوا جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة بـ»الإرهابية»، داعين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم «المقاومة» ضد «أنصار الله» لتأمين الملاحة الدولية ووقف هجمات صنعاء ضد الكيان الإسرائيلي.
تل أبيب تعوّل على حكومة عدن لتزويدها بـ«مصادر ومعلومات مفيدة» عن «أنصار الله»
وكان قد وصل إلى الرياض، قبل أيام، فريق عسكري أميركي لدراسة خيارات مواجهة صنعاء وسبل تحييد جبهة الإسناد اليمنية، بعد فشل الخيارات التي استخدمتها واشنطن لوقف تلك الجبهة. وترى الأوساط السياسية في صنعاء أنّ أي حراك عسكري معادٍ يجري في الرياض تأكيداً لتورط السعودية في التخطيط لعدوان محتمل على اليمن، وهو ما أكده عضو «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، محمد الحوثي، في منشور على منصة «إكس»، نصح فيه المملكة بأن لا تتورط في التصعيد مع الأميركي والإسرائيلي.
في هذا الوقت، وفي سياق الاستعدادات العسكرية الجارية في مناطق سيطرة صنعاء منذ أكثر من أسبوع، أكدت المنطقة العسكرية الخامسة التي تسيطر على محافظات الحديدة وحجة، استعدادها لأي تصعيد من قبل العدو الأميركي والإسرائيلي وأدواتهما. وعقد قائد المنطقة الخامسة، اللواء يوسف المداني، اجتماعاً موسعاً مع قادةٍ عسكريين وأمنيّين ومحافظي أربع محافظات تقع في نطاق المنطقة التي يقودها. وأعلن خلال اللقاء «جاهزية منتسبي قواته وقوات التعبئة لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو وأدواته».
في المقابل، وصلت طائرة مجهولة، أول من أمس، إلى جزيرة ميون اليمنية الواقعة في مضيق باب المندب. وقالت مصادر عسكرية مطّلعة لـ»الأخبار»، إن الطائرة، وهي إماراتية من طراز «C-130H»، هبطت في مطار ميون وليس مطار المخا القريب، ما يؤكد أنها نقلت معدات عسكرية استخباراتية ورادارات لمراقبة الحركة الملاحية. ولفتت المصادر إلى أن الجزيرة تقع تحت حماية فصائل جنوبية تابعة لـ»المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، التي حوّلتها إلى قاعدة عسكرية مشتركة مع العدو منذ منتصف 2021.
* الأخبار البيروتية