اعترافٌ أمريكي جديدٌ بالفشل في البحر الأحمر والقلق يتصاعد
متابعات..|
في تصريحات لافتة، أقر قائد قوات الأسطول الأمريكي الخامس، الأدميرال داريل كودل، بتحديات غير مسبوقة تواجه البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، وسط تصاعد الهجمات اليمنية. ووصف كودل الوضع في الممر المائي الاستراتيجي بأنه “قصة لا تُصدق”، مؤكدًا أن البحرية الأمريكية لم تعد في وضع جيد لتحديث السفن وإنهاء الصيانة اللازمة بالوقت المطلوب.
وأكد كودل أن الأمر يتجاوز أن يكون “مجرد رتابة في كيفية دفاعِ البحرية عن سفنها وعملياتها في البيئات المتنازعِ عليها”.
وأشار الأدميرال إلى أن قواعد الاشتباك الأمريكية تحتاج إلى تحديث لتتجاوز رد الفعل إلى نهج استباقي، وقال: “قواعد الاشتباك لابد وأن تعكس هذا التحدي المتغير باستمرار حتى لا تكتفي البحريةُ بالرد على الهجمات، بل يجب أن تتصرف لمنعها وفقا لتوقيتنا وإيقاعنا”، وهو اعتراف ضمني بوجود فجوات كبيرة في الاستعداد العملياتي.
وأضاف كودل أن البحرية الأمريكية تدرس خيارات أقل تكلفة لاعتراض الهجمات اليمنية، بدلًا من الاعتماد على صواريخ باهظة الثمن تصل تكلفتها إلى ملايين الدولارات. ويعد هذا الموقف مؤشراً على القلق المتزايد من الكفاءة الاقتصادية في مواجهة التهديدات التصاعدية من اليمن، خاصة مع القدرات العسكرية اليمنية التي أثبتت فاعليتها وتحديها للتكنولوجيا المتقدمة.
وتُظهر هذه التصريحات اعترافًا أمريكيًا واضحًا بالفشل في التعامل مع القدرات العسكرية اليمنية، التي طورت أساليب مبتكرة أثرت على الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر، كما يعكس وصف كودل للوضع بأنه “غير رتيب” تغيرًا في طبيعة المواجهة، حيث تواجه البحرية الأمريكية تهديدات مركبة تتجاوز الردع التقليدي.
كما أن الاعتراف بعدم جاهزية السفن وضرورة البحث عن حلول اقتصادية يشير إلى أن الهجمات اليمنية وضعت البحرية الأمريكية في موقف حرج، يجبرها على مراجعة استراتيجياتها وتقنياتها.
ويكشف هذا التطور عن تحول في موازين القوى في البحر الأحمر، مع قدرة اليمنيين على تهديد أحد أقوى أساطيل العالم، فالاعتراف الأمريكي يُعد دليلاً على فشل المنظومة الدفاعية التقليدية أمام تطور القدرات العسكرية اليمنية، ولقد استطاع اليمنيون أن يضعوا واشنطن أمام تحديات جديدة أخلّت بهيمنتها الأمنية على البحر الأحمر.