العدو يصعّد مع «اقتراب» الصفقة: تسريع وتيرة التدمير شمالاً وجنوباً
متابعات..| تقرير*
تتضاعف الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة كلما تزايد الحديث عن قرب التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى تفضي إلى وقف لإطلاق النار، إذ تعرّضت مناطق القطاع المختلفة لغارات متواصلة استمرت من مساء أول أمس حتى الصباح التالي، ما أدّى إلى وقوع مجازر جماعية في الجنوب، بالتوازي مع تواصل جريمة الإبادة الجماعية في الشمال. وخلال ليل الأحد – الإثنين، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مركز الإيواء في مدرسة «عمر بن عبد العزيز» الذي يؤوي نازحين في محيط مستشفى «ناصر» في مدينة خانيونس جنوباً، ما تسبّب في سقوط 20 شهيداً وإصابة العشرات. كما صعّد جيش العدو عمليات استهداف الطواقم الخدماتية والطبية والصحافية، مرتكباً، الأحد، جريمة جديدة بحق طواقم الدفاع المدني في محافظة النصيرات وسط القطاع. وأسفر القصف، بحسب بيان للدفاع المدني، عن استشهاد أربعة أفراد من الطواقم وإصابة خمسة آخرين، بينهم ثلاثة في حالة خطرة. ومن بين الشهداء الناشط الاجتماعي، أبو ضياء نبهان، ومدير مركز النصيرات والبريج في الدفاع المدني، المقدّم نضال عليان أبو حجير، ومدير مركز الشيخ رضوان، الرائد علاء العبد النعيزي، إلى جانب المتطوّع خالد المقادمة والصحافي أحمد اللوح.
ضابط إسرائيلي كبير يقرّ بأن جيشه لن يستطيع القضاء على «حماس» ولو استمر القتال 20 عاماً
وفي الجنوب أيضاً، حيث يواصل جيش العدو نسف المئات من مباني مدينة رفح ومنازلها، كثّفت المنظومة الإعلامية لجيش الاحتلال من نشر مشاهد مصوّرة لعمليات التهشيم، علماً أن العدو استقدم شركات هدم مدنية لتسريع وتيرة الخراب، الذي تطابقت صوره بين رفح وجباليا. وفي شمال القطاع أيضاً، كثّف جيش الاحتلال من عمليات تدمير المباني والمربّعات السكنية، ونفّذ، خلال ليل الأحد – الإثنين، العشرات من عمليات التفجير في محيط مستشفى «كمال عدوان» ومربّع الخلفاء الراشدين ومنطقة أبو قمر في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، في حين تسبّب القصف بالقنابل المتفجّرة على مستشفى «كمال عدوان» بانقطاع التيار الكهربائي تماماً عن أقسامه. وقال مدير المستشفى، حسام أبو صفية، إن طائرة «كوادكابتر» أطلقت قنابل على مولّد الكهرباء الرئيسي، كما على الأهالي والطواقم الذين حاولوا انتشال الشهداء من محيط المستشفى ودفنهم. وحذّر أبو صفية من وصول المرضى والطواقم الطبية إلى مرحلة المجاعة، جراء منع العدو إدخال الطعام إلى «كمال عدوان» منذ 75 يوماً. كذلك، قصف جيش الاحتلال، صباح أمس، منزلاً لعائلة المزين في محيط المستشفى، ما أدّى إلى استشهاد 5 مواطنين، كما قصف تجمّعاً للمواطنين في حي الفالوجا غرب المخيم، ما تسبّب باستشهاد وإصابة العشرات.
في مقابل ذلك، تحدّثت مواقع إخبارية إسرائيلية عن وقوع «حدث أمني صعب» في مدينة رفح. ووفقاً للمعلومات الأولية، فإن الحديث يدور عن تمكّن المقاومة من استدراج قوة راجلة إلى مبنى مفخّخ ثم تفجيره بعدد كبير من الجنود، ما تسبّب بانهياره. وفي السياق نفسه، نشرت «سرايا القدس» مشاهد مصوّرة لعملية استحكام مدفعي نفّذها المقاومون في وسط مخيم جباليا. وأظهرت المشاهد عمليات رصد مسبقة وإطلاق قذائف في اتجاه جنود الاحتلال بشكل دقيق، ثم توثيق سقوطها وسط تجمعات الجنود. أيضاً، أعلنت «سرايا القدس» تمكّن مقاوميها من تفجير آلية عسكرية بقذيفة «تاندوم» في محيط مدرسة «أبو حسين» وسط مخيم جباليا.
ودفعت هذه الأحداث الأمنية المتكررة وما تُوقعه من خسائر بشرية في قوات العدو، رغم دخول الحرب على القطاع شهرها الخامس عشر، ضابطاً كبيراً في جيش الاحتلال نُقل كلامه في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى الإقرار بأن جيشه لم ولن يستطيع القضاء على حركة «حماس» ولو استمر القتال 20 عاماً، وأن الحركة لا تزال بالفعل تحكم قطاع غزة، لكنها لن تكون قادرة على تكرار عملية «طوفان الأقصى» مجدّداً، رغم أنها تستطيع إلحاق الأذى بالجيش عندما يتوغّل في داخل القطاع.
* الأخبار البيروتية