كل ما يجري من حولك

فيما الاحتلال الاسرائيلي يدمر سلاح سوريا الاستراتيجي ويتوغل في أراضيها محتلاً مناطق بأكملها .. النظام الجديد يحتفل بالنصر

55

متابعات /

كل الذين كانوا يدعون دعم فلسطين ويبدون رفضهم لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، كانوا فقط يسجلون مواقف ظاهرية للحصول على تأييد حواضنهم الشعبية، ولم يكونوا صادقين، فرغم علمهم بأن سوريا هي جسر الإمداد للمقاومة في فلسطين ولبنان إلا أنهم الآن يدعمون الجماعات المتطرفة، وكيلة الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي الجماعات التي تسيطر الآن على سوريا بعد رحيل الأسد.

الأمس واصل الطيران الإسرائيلي انتهاكه للأجواء السورية، مستهدفاً المطارات، حيث دمر أسراب الطائرات الحربية، وبطاريات الدفاع الجوي ومستودعات الأسلحة، ومراكز البحوث العلمية وألوية الصواريخ في مختلف المحافظات السورية، في عدوان غير مسبوق، واللافت أن هذا العدوان يقابله صمت تام من الجماعات المسلحة المتطرفة ووسائل إعلامها، في وقت تغطي شبكات الإعلام احتفالات بما تسميه النصر، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الاحتفال بالنصر في حين يتم تدمير سلاح البلاد الاستراتيجي ويتوغل العدو في أراضيها محتلاً مناطق بأكملها.

ويرى مراقبون أن ما يحدث يفسر كل تلك التناقضات، لكنه يثير الكثير من الأسئلة، خصوصاً عندما نعود بالذاكرة إلى عام 2015م، حيث كانت الظروف أشد وطأة مما هي الآن، لكن القوات السورية صمدت في مواجهة أدوات الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل، واستبسلت دمشق رغم تعرضها للضربات اليومية، فما الذي تغير حتى تسقط بدون قتال وينهار النظام بهذه السرعة؟

يظهر بوضوح دور إسرائيلي خبيث، فطيران الاحتلال يقصف الآن سوريا ويفلت من العقاب، بل إن إسرائيل تتوجه الآن إلى ما هو أبعد من الجولان، تحت غطاء ضمان أمنها، ويتم ذلك بدعم كامل من مؤيديها، وعلى رأسهم إردوغان، الذي ظهرت ازدواجيته بشكل فاضح، فهو يتظاهر بالدفاع عن الفلسطينيين لكنه في الحقيقية واحد من داعمي إسرائيل السريين، ويلعب على كل الأطراف سعياً وراء تحقيق أوهام الخلافة العثمانية، وأنه سيكون خليفة المسلمين وهذا ما يفسر دعمه للجماعات المتطرفة منذ سنوات كثيرة.

لطالما كانت سوريا هدفاً عمل اليهود على إسقاطه لمدة خمسين عاماً، في سبيل تحقيق حلمهم القديم المتجدد في السيطرة الكاملة على المنطقة العربية، والقصف الإسرائيلي المتواصل الآن لسوريا ولكل قطعة من سلاحها الاستراتيجي في وقت تختبئ الجماعات المسلحة المسيطرة على البلاد وكأن الأمر لا يعنيها، يكشف بوضوح الهدف من تمكين تلك الجماعات من اجتياح البلاد، ويظل الهدف الأوضح هو خنق المقاومة في فلسطين ولبنان خدمةً لإسرائيل وحماية لها، بل ومنحها الحرية في احتلال المزيد من الأراضي السورية، في وقت يختبئ من يسمون أنفسهم بالثوار وكأن الأمر لا يعنيهم، وربما يتعين الآن على حركات المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان أن تكون أكثر اتحاداً وتماسكاً، وأن تواصل نهوضها كقوة واحدة بعيداً عن الأنظمة العربية المتواطئة والمؤيدة لكل ما يحدث.

You might also like