كل ما يجري من حولك

بدعم أمريكي متصاعد .. الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ عام ونصف (تفاصيل)

50

متابعات /

دخلت حرب “الإبادة الجماعيّة” التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي بدعم أمريكي على قطاع غزة شهرها الـ15 تواليًا وسط صمت دولي، مرتكبةً كافة أساليب القتل والتدمير والتهجير، ومخلفًة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين.

 

ولليوم الـ46 على التوالي، ما يزال الدفاع المدني مُعطلا قسراً في كافة مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الصهيوني المُستمر، وبات آلاف المواطنين الفلسطينيين هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.

وفي الخامس من أكتوبر الماضي، بدأ جيش العدو عدواناً عسكريا واسعا شمال قطاع غزة، وأسفر منذ ذلك الحين عن استشهاد أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني وتهجير عشرات الآلاف وتدمير أحياء سكنية برمتها.

وبدعم أمريكي يشن العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 حرب إبادة على غزة، خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وأعلنت وزارة الصحة بغزة، اليوم، أن قوات العدو الصهيوني ارتكبت أربع مجازر، أسفرت عن استشهاد 44 مواطنا، وإصابة 74 آخرين، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان على قطاع غزة، اليوم، إلى 44,708 شهيداً و106,050 مصاباً أغلبهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.

وواصلت طائرات العدو قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم ال429 من العدوان مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، إضافة إلى تدمير البنى التحتية في القطاع المحاصر، في أسوىء أزمة إنسانية يشهدها العالم.

واستشهد 25 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وأصيب عشرات آخرون مساء اليوم الأحد، إثر قصف للعدو استهدف مدينة غزة ومخيم البريج وسط القطاع.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد عشرة مواطنين واصابة آخرين، في قصف صهيوني استهدف مجموعة من المواطنين بشارع عمر المختار بالقرب من منتزه البلدية بمدينة غزة.

كما استشهد 15 مواطنا بينهم أطفال ونساء وجرح آخرون، إثر قصف صهيوني استهدف منزلًا لعائلة “أبو حسنين” خلف المقبرة في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وفي وقت سابق من مساء اليوم، استشهد أيضا، خمسة مواطنين في قصف صهيوني مماثل لمجموعة من المواطنين شمال رفح جنوب قطاع غزة.

ويواصل العدو الصهيوني مجازره متجاهلاً مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر الماضي، بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

ويرى خبراء وباحثون أن الرأي العام العربي شهد تحولات جديرة بالدراسة بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، وحرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على غزة منذ ذلك التاريخ، حيث بات هذا الرأي قادراً بشكل واضح على وصف مشاكله ورسم أولوياته.

واعتبر الخبراء المشاركون في جلسة، (الرأي العام العربي المتغير وحرب غزة)، المقامة ضمن جلسات منتدى الدوحة الذي انطلق أمس في الدوحة، أن الرأي العام ورأي الشارع العربي خاصة لا قيمة له عند الحكومات والحكام العرب منذ منتصف القرن الماضي وبداية تشكل الدول العربية بشكلها الحديث.

وشرح مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية الدكتور طارق يوسف، مدى تأثير الرأي العام العربي على صناع القرار في المنطقة، وذلك من خلال التأثير على المشهد المتغير الذي يعرف تحولا كبيرا في منطقة الصراع في الشرق الأوسط حاليا.

وأشار في الجلسة التي نقل تفاصيلها موقع “الجزيرة نت”، إلى أن الولايات المتحدة ترعى مسار تطبيع العلاقات بين كيان العدو الصهيوني والدول العربية، “وهو تحول جيوسياسي كبير سيؤدي في حال وقوعه إلى تجاوز القضية الفلسطينية.

وفي مواجهة ذلك يرى يوسف أن لدى العرب والفلسطينيين خيارات محدودة لمنع تصفية القضية وحسم الصراع لمصلحة كيان العدو الصهيوني، والتصدي لمسار دمج العدو في المنطقة.

وأشار إلى أن هذا لن يحدث من خلال المقاومة العسكرية فقط، بل المقاومة بالرأي في الشارع والمقاهي والجامعات والمدراس، ومنصات التواصل الاجتماعي، فهذه كلها مجتمعة تستطيع تشكيل رأي عام أكثر شفافية بعيدا عن السلطة.

من جهتها، رأت عميد كلية السياسة العامة والشؤون الدولية في جامعة برينستون الدكتورة أماني جمال، أن حرب غزة فتحت أعين العرب لمعرفة قيمة الشارع في لندن وواشنطن وباريس، وقدرة التأثير على الحكام وصناع القرار، ضاربة مثالا على ذلك بالقول إن مظاهرات طلاب الجامعات في أمريكا وأوروبا دفعت حكوماتهم إلى اتخاذ خطوات حقيقية لإدانة قوات العدو على جرائمها في غزة.

وبينت أماني جمال أن المتابع اليوم لتفاعل الشارع العالمي مع العدوان الغاشم على أهل غزة، سيكتشف ظهور خطابات جديدة، قد تشكل رؤية أوضح وأكثر شفافية عما تعودنا عليه داخل المجتمعات الغربية فيما يخص التعاطي مع القضية الفلسطينية، إضافة إلى ذلك فإن السابع من أكتوبر غير الرأي السائد بأن القضية الفلسطينية انتهت.

وترى أن المواقف السابقة في الغرب تجاه فلسطين كانت تتأرجح بين من لا يكترث بما يجري ومن يدعم كيان العدو الصهيوني دعما واضحا غير مشروط، أما اليوم فقد بدأنا نسجل ظهور أصوات داخل الرأي العام الغربي، “تندد بوحشية الصهاينة، وتستنكر تواطؤ أنظمتهم وحكوماتهم مع الكيان الغاصب”.

ولم يبتعد المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربية نديم حوري عن رؤية سابقيه من المتحدثين، إلا أنه قدم رؤية اعتبرها الحاضرون نوعية من حيث المنطلق والتنفيذ.

ويرى حوري أن صناع القرار في الغرب يعتبرون كثيرا من العرب أنهم ليسوا شركاء لهم في التنمية والتطور التكنولوجي والاقتصادي، وذلك لعدة أسباب منها: تهميش الحكومات العربية للرأي العام الشعبي في دولها، وعدم مشاركة الشعوب في تحديد مصيرها والدكتاتورية في رسم الخطط والإستراتيجيات والميزانيات الحكومية، والاعتقال والتنكيل بأصحاب الرأي.

واختتم حوري حديثه بالقول: “من المهم استغلال ما أحدثه السابع من أكتوبر من تغيير جذري في الرأي العام العالمي، الذي اكتشف أننا شعوب مسالمة ندافع عن حقوقنا ومطالبنا بكل الوسائل ونستحق حريتنا ممن يحتل الأرض ويسفك الدم”.

You might also like