عراقجي يستكملُ جولتَه الإقليمية: حذارِ استحـالةَ سوريا «قاعدةً للإرهاب»
متابعات..| تقرير*:
استضافت العاصمة العراقیة، بغداد، أمس، مشاورات إقليمية حول سوريا، ضمّت وزراء خارجية كلّ من إيران عباس عراقجي، وسوريا بسام الصباغ، والعراق فؤاد حسين، وذلك بهدف التنسيق على الصعيدَين السياسي والدبلوماسي في ضوء التطورات السورية. وشدّد المسؤولون العراقيون، الذين يخشون من جهتهم عودة «شبح الإرهاب» إلى بلادهم، في اجتماعات منفصلة مع وزيرَي خارجية إيران وسوريا، على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ومواصلة المشاورات لمنع تكرار تجارب الماضي.
وأكّد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن «ما يحدث في سوريا لا ينفصل عمّا شهده قطاع غزة ولبنان من أحداث تسبّبت بتهديد أمن المنطقة وزعزعة استقرارها». وجدّد السوداني، خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني، أمس، موقف بلاده الثابت من وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، مشيراً إلى أن بغداد ستواصل بذل الجهود الدبلوماسية الحثيثة في سبيل احتواء الأزمة في سوريا، لتأثيرها الصريح على الأمن العراقي. كذلك، أفادت وزارة الخارجية العراقية بأن الوزير فؤاد حسين بحث مع الصباغ التطوّرات الأمنية في سوريا، وسبل التعاون المشترك. ونقلت عن حسين قوله إن «بغداد تتابع المستجدات في سوريا باهتمام كبير لِما لها من تأثير مباشر على أمن المنطقة واستقرارها».
وفي السياق نفسه، شدّد الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، على «ضرورة تكثيف الجهود والتنسيق المشترك للوصول إلى حالة الأمن والاستقرار في المنطقة، وحفظ وحدة وسيادة سوريا وسلامة أبنائها». وأكّد رشيد، خلال استقباله عراقجي والوفد المرافق له، موقف العراق الداعم لترسيخ الاستقرار في المنطقة، وجهوده الرامية إلى منع توسّع دائرة الصراع، مشدّداً على ضرورة وضْع خطة مدروسة لمنع تداعيات الأحداث المتسارعة في المنطقة. وأشار إلى أن تطوّرات الأحداث في سوريا وانعكاساتها على المنطقة ككلّ، هي موضع اهتمام شديد، مبيّناً دور العراق الثابت في تعزيز السلم والأمن الدوليَّين. ومن جهته، أكّد رئيس هيئة «الحشد الشعبي» في العراق، فالح الفياض، في تصریح أمس، أنه «لا يمكن لنا غضّ الطرف عندما تتحكّم بسوريا الجماعات الإرهابية المدعومة بأجندات خارجية وتدخّلات غربية، والترويج لعصابات داعش». وأضاف أن «العراق، وإن لم يكن طرفاً في الأزمة، فإن عليه الوقاية في ظلّ ما يجري في دولة مجاورة له، وسوريا تمثّل مجالنا الأمني الحيوي الذي لا يمكن فصله عن العراق، وكل مَن يقول غير ذلك واهم».
الفياض: «سوريا تمثّل مجالنا الأمني الحيوي الذي لا يمكن فصله عن العراق»
أما عراقجي، الذي زار العراق أمس، استكمالاً لجولته التي شملت إلى الآن كلّاً من دمشق وأنقرة، فأشار إلى ضرورة مواصلة المشاورات من أجل التوصّل إلى حلّ. وقال الوزير الإيراني، قبيل انطلاق الاجتماع الثلاثي مع نظيرَيه العراقي والسوري في بغداد، للصحافيين، إن «الوضع في المنطقة، وخاصة في سوريا، حسّاس للغاية، وهذا يتطلّب التشاور والتنسيق بين كل الدول المعنية». وأضاف أن «الغرض من هذه الاجتماعات هو خلق منصّة لاتخاذ قرار مشترك لحلّ الأزمات». کما حذّر عراقجي، خلال لقائه رئیس الوزراء العراقي، من أن «عدم اهتمام دول المنطقة بمحاربة الإرهاب واستئصال جذوره في سوريا، سيجعل هذا البلد قاعدة للجماعات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة»، مؤكداً أن «دعم كل دول المنطقة لسوريا والعراق أمر ضروري وحيوي لمحاربة الإرهابيين وهزیمتهم». كذلك، أشار بعد لقائه الرئيس العراقي إلى أن «إيران مستعدّة لدعم سوريا حكومة وشعباً وجيشاً بالقدر اللازم».
ومن المقرّر أن يزور وزير الخارجية الإيراني الدوحة وموسكو خلال الأيام المقبلة، في حين يرى مراقبون أن اجتماع الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا، سيكون له دور مهمّ في تطوّرات مستقبل سوريا.
* الأخبار اللبنانية