العمليات المشتركة بين اليمن – العراق إلى الواجهة: وحدةُ الساحات باقية
متابعات..| تقرير*:
عادت العمليات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية و”المقاومة الإسلامية في العراق” إلى الواجهة من جديد، لتؤكد استمرار وحدة الساحات، وفاعليتها في تنفيذ عمليات في عمق الكيان الإسرائيلي إسناداً لقطاع غزة. وأعلنت قوات صنعاء، على لسان متحدثها الرسمي، العميد يحيى سريع، أنها نفّذت، خلال الساعات الـ 48 الماضية، بالاشتراك مع المقاومة العراقية، ثلاث هجمات عسكرية ضد العدو الإسرائيلي، منها عمليتان ضد هدفين للعدو في شمال فلسطين المحتلة بعدد من الطائرات المسيّرة، وثالثة طاولت هدفاً حيوياً في منطقة إيلات جنوب فلسطين المحتلة أيضاً بعدد من الطائرات المسيّرة. وأشار سريع إلى أن “العمليات العسكرية المشتركة ستتواصل في الرد على جرائم العدو الإسرائيلي، حتى توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار عنه”.
وتزامن الإعلان عن هذه الهجمات التي تعدّ الأولى منذ عدة أشهر، مع أنباء عن إسقاط الدفاعات الجوية لقوات صنعاء طائرة مسيرة أميركية من نوع “أم كيو – 9″، أثناء قيامها بأعمال عدائية في سماء محافظة مأرب.
واعتبر الخبير العسكري المقرب من وزارة الدفاع في صنعاء، العقيد مجيب شمسان، أن الكشف عن العمليات الثلاث بمثابة إعلان عن تدشين مرحلة تصعيد جديدة من قبل جبهتَي الإسناد اليمنية والعراقية. وأكد في حديث إلى “الأخبار”، أن” عودة العمليات المشتركة حملت أكثر من رسالة إلى العدوان الإسرائيلي والأميركي، الأولى أكدت أن جبهات الإسناد لغزة لا تزال فى حالة تماسك، وأن مستوى التنسيق العملياتي بين كل هذه الجبهات في مستوى عال، والثانية أن ثمة تكتيكات عسكرية جديدة تنفّذها قوات صنعاء بالاشتراك مع المقاومة العراقية، وتهدف إلى تنفيذ عمليات واسعة وشديدة التأثير ضد الكيان”.
واشنطن تمارس ضغوطاً على دول أوروبية وغربية لوسم “أنصار الله” بالإرهاب
إلى ذلك، وردّاً على اتهامات أميركية وبريطانية جديدة لصنعاء بتهديد الملاحة الدولية، في أعقاب استهدافها بارجتين أميركيتين وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأميركي أثناء عبورها في خليج عدن والبحر العربي، قبل أيام، قال عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، حسين العزي، إن “صنعاء، الأكثر صدقاً في حرصها على أمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، لا تنوي الإضرار بأحد، بقدر ما تريد ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس إزاء العدوان القائم على الشعب اليمني ووقف الإبادة في غزة”. واتهم العزي في منشور على منصة “إكس”، الولايات المتحدة وبريطانيا “بترويج قناعات مغلوطة حول الموقف اليمني المناهض للإبادة الجماعية وتقديم صنعاء كمهدد للملاحة”. وأشار إلى “تورطهما في الإبادة المستمرة بحق المدنيين في غزة، وأنهما تتواجدان ككلب حراسة لتجارة السفّاح نتنياهو وللعدوان على اليمن، وبالتالي كل ترويجهما هو محاولة مفضوحة للإلهاء عن دورهما المثير للعار”.
وفي الإطار نفسه، قالت مصادر سياسية مطّلعة في صنعاء، لـ”الأخبار”، إن “الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على عدد من الدول الأوروبية والغربية لوسم أنصار الله بالإرهاب”. وأشارت إلى أن “هذا التوجه جاء في أعقاب فشل كل خيارات واشنطن العسكرية في وقف الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر منذ أكثر من عام”، مضيفة أن “هذه الضغوط التي استجابت لها حتى الآن أستراليا ونيوزيلندا وكندا، تصاعدت في أعقاب فشل الولايات المتحدة في تمرير مشروع عقوبات ضد صنعاء في مجلس الأمن منتصف الشهر الجاري”.
وكانت واشنطن تسعى لتعديل قرار العقوبات الرقم 2140، بهدف تحويل العقوبات المفروضة على أفراد في “أنصار الله” إلى عقوبات عامة تتيح لها هامشاً واسعاً لتنفيذ ضغوط قاسية ضد صنعاء. كما أعلنت كندا، الإثنين الماضي، تصنيف حركة “أنصار الله” “كياناً إرهابياً”. وقال وزير الأمن العام الكندي، دومينيك ليبلانك، إن “إدراج حركة الحوثيين في قائمة الإرهاب يسهم في جهودنا لمكافحة الإرهاب على مستوى العالم ومواءمة كندا مع حلفائها”، وذكر أن التصنيف جاء “بموجب القانون الجنائي الكندي”.
* الأخبار البيروتية