العدوُّ يكثّف أعمالَ الإبادة شمالي غزة وتراجعُ «فتحاوي» عن تفاهمات القاهرة
متابعات..| تقرير*:
فيما تستمر الإبادة الجماعية في شمال قطاع غزة وجنوبه، وتناهز أعداد الشهداء والمصابين من جرائها الـ150 ألفاً، لا يبدو أن المستوى السياسي الفلسطيني يقيم أي حساب للوقت، وهو العامل الذي تحتاج إليه إسرائيل لتدمير ما تبقّى من الكتلة العمرانية في شمال القطاع، وصولاً إلى إتمام مخططات التهجير القسري. ولم يدم تفاؤل الفلسطينيين طويلاً، حتى خرج رئيس «اللجنة الأولمبية الفلسطينية» وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، جبريل الرجوب، معلناً رفض حركته ومن خلفها السلطة الفلسطينية التوقيع على ورقة التفاهم لتأسيس «لجنة المساندة المجتمعية» لإدارة القطاع. وقال الرجوب الذي لم يُنقل عنه أي تصريح منذ بداية الحرب، إن «مجرد مناقشة تشكيل اللجنة من شأنه أن يعمّق الانقسام، وإنه من المفروض أن تسلّم حركة حماس قطاع غزة للسلطة الفلسطينية لتقوم بمهامها من دون أي شروط».
ووفقاً لمصادر «فتحاوية» مطّلعة، فإن كلاً من حركتي «فتح» و»حماس» لم توقّعا على أي تفاهمات في القاهرة، إنما حمل الوفدان ما تمّ التوافق عليه وعادا به إلى قيادتيهما للتشاور. ولم تكن عودة التفاهمات بين الفرقاء إلى نقطة الصفر هي عامل الإحباط الوحيد فقط، بل إن تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والتي هدّد فيها حركة «حماس» بـ»جهنم» ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق الأسرى في غزة قبل تسلّمه منصبه في 20 كانون الثاني المقبل، أثارت موجة من التشاؤم، ولا سيما أن الأخير قدّم استعراضاً مفرطاً للبلطجة، وألقى باللائمة في عرقلة مفاوضات الصفقة على «حماس» وحدها.
بالتوازي مع كل تلك المستجدات، كثّف جيش العدو الإسرائيلي من جرائمه، وقالت مصادر طبية إن عمليات نسف المنازل ومسح الأحياء السكنية تواصلت في محافظة شمال غزة المحاصرة للشهر الثالث على التوالي، فيما نشرت القناة «14» العبرية صورة تظهر حجم الدمار الذي حلّ بحي مشروع بيت لاهيا، عبر مقارنة ما كان عليه قبل العملية البرية المستمرة بما أصبح عليه بعدها، حيث تبدو المنطقة المكتظّة بآلاف المنازل وكأنها ضُربت بزلزال. وأكّدت مصادر محلية أن جيش العدو نفّذ أربع عمليات نسف كبرى باستخدام الروبوتات المفخّخة في بيت لاهيا، في حين أغارت الطائرات الحربية ووسائط المدفعية بالعشرات من القنابل والقذائف على أحياء تل الزعتر وشرق مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا.
الرجوب: على «حماس» تسليم القطاع للسلطة من دون شروط
وتسبّبت غارات متفرّقة في محيط مربع مدارس «أبو تمام» التي تؤوي نازحين في مدينة بيت لاهيا باستشهاد ثمانية نازحين وإصابة آخرين. وفي ساعات النهار، قصف جيش العدو مدرسة «الفلاح» التي تؤوي نازحين أيضاً في حي الزيتون، ما أدى إلى استشهاد ستة منهم. كما أغارت طائرات الاستطلاع على تجمع للمواطنين بالقرب من مركز إيواء «الماجدة وسيلة»، ما تسبّب في استشهاد مواطنين، وشنّت الطائرات الحربية غارات على مربع سكني في حي المغربي في مدينة غزة، متسببةً باستشهاد ثمانية مواطنين وإصابة 30 آخرين. كذلك، قصف جيش العدو بالعشرات من القذائف أحياء الصفطاوي وجباليا النزلة والشيخ رضوان، وألقت طائرات الـ»كوادكابتر» عدداً من القنابل المتفجّرة على مستشفيي «العودة» و»كمال عدوان» في المناطق المحاصرة.
في مقابل ذلك، أعلنت «كتائب القسام» قنص جندي إسرائيلي في منطقة زمو شرق مخيم جباليا، كما نشرت مقطعاً مصوّراً أظهر تنفيذ المقاومين كميناً في حي الجنينة في مدينة رفح حمل اسم «انتصاراً للسنوار». وبدورها، نشرت «سرايا القدس» مقطعاً مصوّراً أظهر قيام مقاوميها باستهداف حاجز «نتساريم» بقذائف الهاون، فيما أبلغ جيش الاحتلال عن سقوط مقذوفات صاروخية أُطلقت من المناطق المحاصرة في شمال القطاع، في اتجاه موقع «إيرز» العسكري شمال مدينة بيت حانون شمال غزة.
* الأخبار البيروتية