كل ما يجري من حولك

الغزّيون (لا) يقطعون الأمل بوقف الحرب.. 3700 شهيد ومفقود في «عملية الشمال»

36

متابعات..| تقرير*

رغم أن الوقائع الميدانية لا تبشّر بأن ثمة اتفاقاً لوقف إطلاق النار، أو هدنة في قطاع غزة تلوح في الأفق، فإن الغزيين لا يمتلكون سوى التفاؤل بأن يقود الحراك الدبلوماسي الإقليمي، المدعوم بكثافة التصريحات الأميركية والدولية عن ضرورة وقف الحرب، إلى انفراجة. إذ يتابع الأهالي الذين تسكنهم هموم وأحزان متشابهة في المجمل، باهتمام، ما يدور من نقاشات حول مستقبل إدارة غزة في اليوم التالي للحرب. ويقول أبو نضال، وهو نازح من مخيم جباليا ويسكن في خيمة وسط ملعب اليرموك للنازحين: «لشدة ما طالت الحرب، صار توقّفها بهدنة أو بوقف كامل حلماً كبيراً ننام ونستيقظ على أمل تحقّقه. هل تتخيّل أكثر من 420 يوماً من القتل والمجازر والنزوح، ولا تعليم للأطفال، والناس مشتّتون بين شمال وجنوب، وجوع وحياة معدمة تماماً؟». ويتابع الرجل الخمسيني، في حديثه إلى «الأخبار»، أنه «لا يوجد في غزة كلها من هو مستعد لإبداء الرأي بمن يحكمنا. فلتقف الحرب أولاً، ويقف شلال الدم والموت المستمر، ولكل حادث حديث».
أما أم العبد الكحلوت التي نزحت أخيراً من حي تل الزعتر، فهي متفائلة على غير العادة. وتقول، لـ«الأخبار»، إن «التفاؤل سببه الإحساس وليس الأحداث، ونحن جميعاً نعيش على الأمل. أما إسرائيل فلا تظهر أيّ حسن نية. القتل والتوغّل البري في جباليا مستمران، وكذلك التجويع وهدم المنازل. لكن نقول لعلّ وعسى».
وفي الميدان، تواصلت العملية البرية في مخيم جباليا وشمال القطاع لليوم الـ 60 على التوالي، كما تواصل التوغّل في حيّ الزيتون لليوم الـ 101، فيما وتيرة الغارات والقصف المدفعي وإطلاق النار العشوائي على الأهالي في الشوارع والمناطق المكتظّة، لم تتراجع. ووفقاً لآخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة، فإن أكثر من 200 مواطن قضوا في استهداف منازل مأهولة في المناطق المحاصرة شمال القطاع، ولم تُنتشل جثامينهم من المنازل المقصوفة. كذلك، أكدت مصادر رسمية أن حصيلة العملية المستمرة في محافظة الشمال، تجاوزت 3700 شهيد ومفقود، و10 آلاف مصاب، و1750 أسيراً، فضلاً عن مسح أحياء بأكملها في مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا.
أما في جنوب القطاع، فقد زادت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» الطين بِلّة، بإعلانها وقف تسليم المساعدات بسبب الصعوبات المتعلّقة بتأمينها من السرقات، وعطّلت بهذه الخطوة ما أعلنته من برنامج طوارئ لتدارك المجاعة، حيث كان من المفترض أن يجري توزيع كيس طحين واحد لكل عائلة يتجاوز عدد أفرادها الـ 10. وتقاطعت تلك الخطوة مع إعلان «المطبخ العالمي» وقف عملياته في جنوب القطاع، عقب استهداف سيارة تقل عدداً من موظفيه، ما تسبب باستشهاد خمسة مواطنين. وعلى إثر ذلك، ارتفعت أسعار الطحين إلى مستويات قياسية، حيث يباع كيس الطحين في حال توفره في الأسواق بأكثر من 300 دولار، كما تشهد الأسواق شحّاً وغلاءً في السلع الأساسية كافة.

* الأخبار

You might also like