رفضٌ يمني لعروضِ أمريكا: مع غزة بأي ثمن
متابعات..| تقرير*
كشف رئيس حكومة صنعاء، أحمد غالب الرهوي، عن تلقي بلاده عرضاً من الولايات المتحدة، عبر السعودية والإمارات، للاعتراف بحركة «أنصار الله» سلطة حصرية في اليمن مقابل شرط واحد، هو وقف جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة والعمليات ضد السفن الإسرائيلية وتلك المرتبطة بإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي. وقال الرهوي، في مقابلة تلفزيونية، إن «واشنطن سبق أن عرضت على صنعاء التفاهم لتحقيق المصالح في المنطقة وقوبل ذلك بالرفض». وتشدّد صنعاء على وقف الحرب الإجرامية التي يشنّها الكيان الإسرائيلي بدعم أميركي على قطاع غزة ورفع الحصار عن القطاع، كشرط أساسي لوقف عملياتها.
وفي هذا الإطار، أكد وزير الدفاع في صنعاء، اللواء محمد العاطفي، جهوزية قواته الكاملة لصد أي عدوان أميركي – إسرائيلي على اليمن. وأشار، خلال اجتماع عقده رئيس «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم، مهدي المشاط، مساء أول من أمس، مع حكومة «البناء والتغيير» وقادة القوات المسلّحة، إلى امتلاك الأخيرة قدرات وإمكانات عالية تؤهلها للدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله، مؤكداً «أننا سنواصل إسنادنا العسكري لقطاع غزة وكل فلسطين والمجاهدين في لبنان»، وأن «عملياتنا سوف تتّجه نحو التصعيد، وأن موقف اليمن حكومة وشعباً وقوات مسلحة مرتبط بوقف العدوان على غزة».
جدّدت مسيرات مليونية التفويض للحوثي بمواصلة معركة الإسناد
وفي الاجتماع الذي نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» التابعة لصنعاء تفاصيله، بارك المشاط «للشعب اللبناني ومجاهدي حزب الله الانتصار الكبير الذي تحقّق بإفشال مخطّطات العدو الإسرائيلي، وبدء عودة الآلاف من النازحين إلى بيوتهم، بفضل الصمود والتضحيات الكبيرة والدماء الزكية التي ارتقت على طريق القدس من قياداته وعلى رأسهم شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله». وأشار إلى أن «حزب الله ومجاهديه حطّموا أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وقدموا لكل أبناء الأمة العربية والإسلامية دروساً في الشجاعة والاستبسال والثبات والصمود، وحقق الله على أيديهم كسر شوكة العدو وإفشال أهدافه المعلنة، وردوه خائباً خاسراً»، مشدّداً على أهمية «استمرار أعمال الحشد والتعبئة في إطار المعركة المقدسة التي يخوضها الشعب اليمني في مواجهة العدو الأميركي والبريطاني والصهيوني وأدواته المحلية والإقليمية»، وجدّد «موقف اليمن الثابت المناصر للشعب الفلسطيني والداعم لمقاومته البطلة والمساند لمجاهديه، حتى إيقاف العدوان على غزة ودحر الكيان الغاصب من الأراضي العربية المحتلة».
وفي ظل التوجّه إلى رفع مستوى التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة، شهدت صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة حركة «أنصار الله»، مسيرات مليونية دعا إليها قائد الحركة، السيد عبد الملك الحوثي، دعماً لغزة ولعمليات جبهة الإسناد اليمنية ومباركة للبنان. وفي المسيرات التي جرت في ميدان السبعين، كبرى ميادين العاصمة، و300 ميدان وساحة حددتها «لجنة نصرة الأقصى»، بارك المشاركون «النصر الكبير الذي حقّقه حزب الله والشعب اللبناني على العدو الصهيوني المجرم، وإفشال مخطّطات الكيان ومؤامراته العدوانية في استهداف تماسك وصمود الجبهة الداخلية ووحدة صف اللبنانيين ومقاومتهم الباسلة». وجدد المشاركون، وفقاً لبيان صادر عنهم، العهد للمقاومة في غزة وفلسطين بأن «الشعب اليمني لن يتركهم وحدهم، وأنه معهم مهما كانت التحديات والتضحيات حتى يحقق الله للأمة نصره الموعود». كما جدّدوا تفويضهم المطلق للحوثي، بالاستمرار في التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي.