“ذا ماركر” العبرية: بعد فشل الغارات الجوية والتدخل الغربي “إسرائيل” تبحَثُ لمواجهة الحوثيين هذه البدائل
متابعات..|
قالت صحيفة “ذا ماركر” العبرية إن إسرائيل تبحث عن بدائل لمواجهة قوات صنعاء بعد أن أدركت فشل الضربات الجوية، وفي ظل عجز الولايات المتحدة وبريطانيا عن وقف الهجمات اليمنية، مشيرة إلى أن أحد هذه البدائل يتمثل في إقامة قاعدة عسكرية على إقليم أرض الصومال القريب من اليمن.
ونشرت الصحيفة، منتصف هذا الأسبوع، تقريراً جاء فيه أنه “في ليلة 19 يوليو الماضي، ظهرت طائرة بدون طيار على شواطئ تل أبيب وقتلت الإسرائيلي يفغيني بيردر أثناء نومه، بالقرب من مبنى سفارة الولايات المتحدة، وانكشفت هشاشة نظام الأمن الإسرائيلي، حَيثُ لم يعتقد أحد أن طائرة صغيرة وبطيئة تنطلق من اليمن على بعد أكثر من 2000 كيلومتر، ستتمكّن من الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، والتحليق داخل تل أبيب، وقتل شخص، وإصابة عشرة آخرين وبث الذعر”.
واعتبرت الصحيفة أن “الهجوم لم يوضح فقط القدرات العملياتية للحوثيين من اليمن” بل “أجبر المؤسّسة الأمنية، التي كانت حتى ذلك الحين على وشك الانهيار واعتمدت على الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى لتقديم الدعم العسكري، على فهم أن إسرائيل يجب أن تجد حلولها الخَاصَّة للقضاء على التهديد القادم من اليمن”.
وَأَضَـافَ التقرير أن “إسرائيل أدركت أَيْـضاً أنها لن تكون قادرة على إطلاق طائراتها لتنفيذ ضربات طويلة ومكلفة في اليمن في كُـلّ مرة تنفجر فيها طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين بقيمة 20 ألف دولار على أراضيها، خَاصَّة وأن الحوثيين يمتلكون مخزوناً من الطائرات بدون طيار يعتبر من أكبر المخزونات في العالم”.
وأوضح أن إسرائيل “اتجهت للبحث عن بدائل أكثر فعالية”، لافتاً إلى أن “أحد هذه البدائل هذه الأيّام يكمن في دولة صغيرة نائية وغير معترف بها دوليًّا، والتي أصبحت في العام الماضي مسرحاً لصراع إقليمي متفجر محفوف بالمصالح الجيوسياسية، وهي أرض الصومال، التي انفصلت عن الدولة الأم الصومال عام 1991 وأعلنت استقلالها بدون ضمانات دولية، ومنذ ذلك الحين وهي تحاول، بدون جدوى، كسب اعتراف دول العالم، بينما تضع نفسها في مواجهة تهديدات دول المنطقة، وفي مقدمتها الصومال، التي تطمح إلى استعادة السيطرة على الإقليم”.
وذكر التقرير أنه “في 17 أُكتوبر، نشر موقع (ميدل إيست مونيتور) الإخباري الموالي لقطر قصة مفادها أن إسرائيل اقتربت سراً من أرض الصومال، التي تقع قبالة اليمن على شواطئ خليج عدن، مع اقتراح من شأنه أن يخدم كلا الجانبين، حَيثُ ستقيم إسرائيل قاعدة عسكرية في أرض الصومال؛ مما سيسمح لها بمهاجمة وردع أهداف الحوثيين، وفي المقابل ستمنح البلاد الاعتراف الرسمي والقيام باستثمارات مالية فيها”.
ووفقاً للتقرير فقد “أفادت مصادر دبلوماسية بأن الإمارات تتوسط بين البلدين، ولم تكتفِ بإقناع أرض الصومال السماح بإنشاء القاعدة العسكرية، بل بتمويلها أيضاً”، مُشيراً إلى أن “لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي وقعت اتّفاقيات إبراهيم مع إسرائيل عام 2020، مصلحة واضحة في مثل هذه الصفقة، حَيثُ أصبح الحوثيون يشكلون تهديداً أمنيًّا لها أَيْـضاً، ومن المؤكّـد أن القوات العسكرية الإسرائيلية في أرض الصومال ستسهل الأمر”.
وَأَضَـافَ أن “أرض الصومال سمحت في السنوات الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام ميناء بربرة ومطارها كقاعدة لعملياتها العسكرية في اليمن، مقابل استثمار إماراتي بقيمة 440 مليون دولار في ميناء بربرة، بحسب منشورات أجنبية”.
وأوضح التقرير أن “موقع أرض الصومال في القرن الإفريقي يمنحها أهميّة استراتيجية إلى جانب جاذبيتها الاقتصادية، فهي قريبة من مدخل مضيق باب المندب، الذي يمر عبره نحو ثلث الشحن البحري العالمي، كما أن خطها الساحلي الطويل على طول الخليج (740 كم) يوفر لها منفذاً بحرياً متنوعاً إلى شرق أفريقيا والشرق الأوسط وبحر العرب ومن هناك إلى المحيط الهندي”، معتبرًا أن “أهم محور في هذا النسيج البحري هو منطقة البحر الأحمر، التي أصبحت في العام الماضي بؤرة توتر عالمي؛ بسَببِ هجمات الحوثيين”.