متابعات..|

كان على الآلاف من الأسر التي أُجبرت على النزوح من منازلها في محافظة شمال قطاع غزة، أن تقضي يوماً ربما هو «الأقسى» في حياتها. «لا وجع يشبه أن تُجبر على الخروج من بيتك»، تقول الحاجة أم عمران، وهي نازحة من مدينة بيت لاهيا، وتسكن إحدى الخيام في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة. وتتابع، في حديث إلى «الأخبار»: «شفنا الموت بكل الألوان، الليلة إلي عشناها تحت المطر والبرد، وخارج البيت، هذه أصعب من كل موت، اليوم بس فهمت إنو الذي قضى تحت سقف بيته، شاف أحلى خاتمة».

في مخيم اليرموك، رفض الآلاف من النازحين الذين غافلوا الموت طوال عام وشهر كامل، إخلاء منازلهم إلى جنوب القطاع، وتحمّلوا ستة أشهر من القصف الجوي والتوغل البري الذي تركّز في مناطقهم، وعايشوا المجاعة شهوراً طويلة، إلى حدّ أكل حشائش الأرض وجمع مياه المطر للشرب. إلا أنهم بعدما تجاوزوا كل تلك الأهوال كي لا يتركوا منازلهم، انتهى بهم الحال مطرودين في العراء. ويقول أبو فادي المصري، وهو أحد النازحين من مدينة بيت حانون أقصى شمال القطاع: «أنا آخر واحد طلعت من البلد، بعد ما حرقوا مركز الإيواء وإحنا بداخله، ولاحقتنا طائرة (الكواد كابتر) بالرصاص حتى وصلنا إلى طريق الإخلاء، إحنا فضلنا الموت 100 مرة على إنو نعيش معاناة النزوح، ورغم هيك رح نرجع بعون الله، وما رح نترك شمال القطاع».
على أن المطر ينجح دائماً في التسلل إلى خيام النازحين البسيطة، مبلّلاً أفرشتهم ومغرقاً الأطفال النيام. وحتى عند توقفه، لا ينال الأهالي ولو قسطاً قصيراً من الراحة، بسبب القصف المستمر، ولا سيما أنّ جيش العدو كثّف قصفه المدفعي بالتزامن مع المنخفض الجوي، لتعويض غياب طائرات الاستطلاع و«الكواد كابتر» عن الأجواء. وشهدت مناطق الفالوجا وجباليا البلد وبيت الصفطاوي والتوام، حزاماً نارياً من القذائف المدفعية استمر طوال فترة هطول الأمطار.

عاود جيش العدو استهداف «مستشفى كمال عدوان» للمرة الثامنة على التوالي

أما في المناطق المحاصرة، فقد عاود جيش العدو استهداف «مستشفى كمال عدوان» للمرة الثامنة على التوالي، متسبّباً بإصابة الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، بجروح متوسطة، فضلاً عن إصابة 12 ممرضاً وطبيباً. كما كرّرت قوات الاحتلال، للمرة الثانية، قصفها لمحطة الأوكسيجين ومولدات الكهرباء.
على الضفة المقابلة، نفّذت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عدداً من المهمات القتالية في مدينة رفح جنوبي القطاع؛ إذ أعلنت «كتائب القسام» تمكّنها من الاشتباك مع قوة راجلة مكوّنة من 10 جنود، في حي الجنينة، واستهداف جرافة «دي ناين» بقذيفة «الياسين 105»، جنباً إلى جنب استهداف قوة خاصة تحصّنت في إحدى الشقق السكنية بقذيفة «تي بي جي». أما في شمال القطاع، فقد أعلنت «القسام» قصف مراكز قيادة العدو في حي التوام بقذائف «الهاون»، فيما أعلنت «سرايا القدس» استهداف حاجز نتساريم بـ«صواريخ 107». وبدورها، أكّدت «ألوية الناصر صلاح الدين» استهداف مرابض مدفعية الاحتلال في موقع فجة العسكري بقذائف «الهاون».

* الأخبار