ليندركينغ: تهديدُ الحوثيين متطوُّرٌ ومتزايدٌ ونخشى تعامُلَ روسيا معهم
متابعات..|
في تصريح يعكس القلق المتزايد لدى الإدارة الأمريكية، وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، “تيم ليندركينغ”، الجيش اليمني بقيادة أنصار الله بأنه يمثل تهديداً متقدماً ومتطوراً في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن تصميم القوات اليمنية على استهداف السفن الحربية الغربية يعكس تطوراً في قدراتها العسكرية.
ليندركينغ، في مقابلة مع موقع “بيزنس إنسايدر“، رصدها وترجمها “المساء برس” قال: *”قيادتنا بأكملها تشعر بقلق بالغ من إصرار الحوثيين على مهاجمة السفن الأمريكية والأوروبية ظاهرياً، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على تحسين ما يفعلونه بشكل أفضل.”*
وأضاف أن واشنطن تعتبر هذه الهجمات جزءاً من حملة مستمرة تهدف إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية في واحد من أهم الممرات التجارية في العالم. كما أشار إلى القلق الأمريكي من إمكانية تدخل روسيا لدعم الحوثيين، واصفاً هذا الاحتمال بأنه “تطور شيطاني”.
قلق أمريكي يعكس مخاوف استراتيجية
تصريحات ليندركينغ تكشف عن عدة جوانب مهمة أبرزها ما يلي:
1. اعتراف ضمني بتطور القدرات العسكرية اليمنية: فالإشارة إلى “التصميم” و”التطور” في العمليات اليمنية، تعكس قلقاً حقيقياً لدى واشنطن من قدرة قوة عربية على تطوير تقنيات هجومية حديثة، تشمل الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة، رغم الحصار الأمريكي المفروض على هذا البلد العربي.
2. رعب من تهديد الملاحة الدولية: فالهجمات اليمنية، التي استهدفت سفن حربية وتجارية على حد سواء، أرغمت القوات الأمريكية والأوروبية على إعادة تقييم استراتيجياتها في المنطقة، وهو ما يشير إلى أن التحركات اليمنية أوجدت معضلة حقيقية للقوى الغربية.
3. إمكانية فقدان الهيمنة الإقليمية: فالتخوف من تدخل قوى دولية مثل روسيا لدعم اليمن يعكس قلقاً أمريكياً من تغيّر موازين القوى في البحر الأحمر لصالح خصوم واشنطن، مما قد يؤدي إلى تقويض الهيمنة الأمريكية التقليدية في الممرات البحرية الاستراتيجية.
4. دلالة رمزية وسياسية: كون حديث ليندركينغ عن “إصرار” الجيش اليمني على تنفيذ الهجمات يؤكد أن العمليات لم تعد مجرد ردود أفعال عشوائية كما كان يزعم الأمريكيون العسكريون خلال الأسابيع والأشهر الأولى لانطلاق جبهة الإسناد اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بل هي استراتيجية مدروسة تهدف إلى فرض واقع جديد، يتحدى الحصار العسكري والسياسي المفروض على اليمن من جهة ويتحدى الرغبة الأمريكية في إبقاء الاستفراد بأطراف محور المقاومة المناهض والمقاوم للاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الغربية على منطقتنا العربية كلاً على حده.
وبالمحصلة فإن تصريحات المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ لا تعكس فقط قلقاً ميدانياً أمريكياً على مستوى قيادة البنتاغون والـCIA ووزارة الخارجية، بل تحمل دلالات أعمق على اعتراف واشنطن بمحدودية خياراتها في مواجهة قوة عسكرية عربية مثل القوات المسلحة اليمنية بقيادة أنصار الله. فالتطور اللافت في القدرات العسكرية اليمنية يمثل تحدياً غير مسبوق، ويعيد تشكيل معادلات القوة في منطقة استراتيجية حيوية، مما يجعل المشهد في البحر الأحمر أكثر تعقيداً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.
* المساء برس