إسرائيل تبتزُّ «قمة العشرين»: لا لـ«الانحيازَ» إلى فلسطين
متابعات..| تقرير*:
على جري العادة، يحاول المسؤولون الإسرائيليون ابتزاز سائر الدول والمسؤولين حول العالم، وإجبارهم على تبني السردية الإسرائيلية التي تبرّر استمرار ارتكاب المجازر في غزة ولبنان. وقبيل انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في البرازيل، حيث تستمر اليوم وغداً، أعرب صنّاع السياسة الإسرائيليون عن امتعاضهم من مسوّدة بيان سيصدر في ختام القمة، بعدما اطّلعوا على نسخة منها، بذريعة أنّها غير «متوازنة» و«منحازة» إلى الجانب الفلسطيني.
وعلى الرغم من أنّ إسرائيل لا تشارك في القمة، باعتبار أنّها ليست من ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، السبت، إنه أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه المشاركين في القمة، دعاهم فيها إلى «عدم إصدار بيان منحاز ضد إسرائيل». وكتب الوزير الإسرائيلي، في منشور عبر «أكس»، أنه طالب نظراءه بضرورة أن يتضمن البيان الختامي التأكيد على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، والمطالبة بإطلاق سراح جميع «الرهائن» المحتجزين في غزة «في ظروف كارثية»، وإدانة حركة «حماس» و«حزب الله». وتابع ساعر أن أي بيان لا يتضمن مثل تلك النقاط «سيضر بالسلام والأمن، ولن يؤدي إلا إلى تشجيع إيران ووكلائها على مواصلة نشر عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط»، على حدّ زعمه.
وقبيل يوم من انعقاد القمة، شهدت شوارع العاصمة ريو دي جانيرو تظاهرات شارك فيها مئات الناشطين الداعمين لفلسطين، والذين لبسوا الكوفية وحملوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تندّد بالعدوان الإسرائيلي المستمر في الشرق الأوسط. كما طالب عدد من المشاركين بـ«قطع العلاقات البرازيلية – الإسرائيلية»، ودعوا حلفاء إسرائيل إلى وقف تمويل هجماتها على غزة ولبنان. وتوازياً مع ذلك، نُظمت تظاهرة أخرى للمطالبة بإيلاء المزيد من الاهتمام للتغيّر المناخي، وفرض ضرائب على كبار الأغنياء في البلاد.
شهدت شوارع ريو دي جانيرو تظاهرات داعمة لفلسطين
ومنذ يوم السبت، بدأت الانقسامات تظهر إلى الواجهة حول القضايا الثلاث المشار إليها، جنباً إلى جنب الحرب الدائرة في أوكرانيا، وكيفية «مقاربتها» في البيان الختامي المشترك. وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت إلى وكالة «رويترز»، فإنّ التوصل إلى اتفاق جامع حول مثل تلك القضايا سيزداد «صعوبة» مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، ولا سيما أنّ الأخير يخطط للانسحاب، مجدداً، من «اتفاقية باريس» للمناخ. وفي حين تثير عودة ترامب والسياسة التي قد تنتهجها إدارته شعوراً بـ«عدم اليقين» لدى العديد من الدول الأخرى، يرى مراقبون أنّ مثل تلك «التجمعات» تصبّ في مصلحة الصين، التي تكثف تعاونها مع دول العالم وتحديداً في القارة الجنوبية – حيث يجري افتتاح ميناء ضخم، بتمويل صيني، في بيرو، تزامناً مع انعقاد القمة -، وتحاول طرح نفسها كبديل «مستقر» بالنسبة إلى العديد من حلفاء واشنطن.
وإذ كانت الحرب الأوكرانية تشكّل قضية شائكة لأعضاء المجموعة، منذ عام 2022، فقد زادت الحرب الدائرة في غزة من الانقسام الجيوسياسي في أوساطها. وبعدما حاولت المجموعة، طوال العام الماضي، «تجنّب» التطرق إلى الحروب الدائرة، فمن المتوقّع، طبقاً لمصادر دبلوماسية تحدثت إلى «رويترز»، أن يقتصر تناول ذلك، هذه المرة، على فقرة «عامة» تستند إلى «مبادئ» الأمم المتحدة، وضرورة احترام السلام، تليها فقرة عن أوكرانيا وأخرى عن فلسطين. ومن جهتها، رفضت الأرجنتين، في اللحظة الأخيرة، التوقيع على إدراج اقتراح فرض ضرائب على الثروات المرتفعة، في البيان النهائي. ويأتي الرفض المشار إليه على ضوء زيارة الرئيس الأرجنتيني اليميني، خافيير ميلي، ترامب في منتجع «مار إيه لاغو» في فلوريدا، ليصبح أول زعيم أجنبي يزور الرئيس الجمهوري بعد فوزه في الانتخابات. وعليه، من المتوقّع أن يتم المرور سريعاً على تلك النقطة، في البيان، مع ملحوظة تشير إلى أنّ الأرجنتين رفضت الموافقة عليها.
* الأخبار