العدو يوسّع «نتساريم».. تشديدُ الحصار على شمال غزة
متابعات..| تقرير*:
تواصل مدفعية الجيش الإسرائيلي قصف مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، بشكل مكثّف، مستهدفةً المباني السكنية والمرافق الطبية وحتى الأنقاض التي يحتمي فيها السكان من برد الشتاء والقصف المستمرّ. ووفقاً لمصادر طبية، فإن الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 35 شهيداً و111 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية. وأفادت مصادر محلية باستشهاد ثلاثة أشخاص في قصف طاول منزل المواطن فضل سمارة في محيط مسجد السيد علي في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.
حصار مشدّد
وفي موازاة التصعيد الحاصل، تفرض قوات الاحتلال حصاراً مشدّداً تمنع بموجبه وصول الإمدادات الأساسية من طعام وماء ودواء إلى مناطق شمال القطاع، فيما تعرقل بشكل متعمّد عمل فرق الدفاع المدني، ما يحول دون قدرتها على إخلاء العائلات المحاصَرة، أو انتشال جثامين الشهداء المتناثرة في الشوارع، علماً أن عشرات العائلات ناشدت جهاز الدفاع المدني بضرورة إخلائها من الشمال. وأفاد الدفاع المدني، في بيان له أمس، بأن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف طواقمه والاستيلاء على مركباته، بعدما شرّد معظم عناصره إلى مناطق وسط وجنوب القطاع، واختطف 10 منهم. وناشد الدفاع المدني، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة “الاستجابة لنداءات واستغاثات ومعاناة آلاف المواطنين المحاصَرين في شمال قطاع غزة”.
ومع بلوغ عدد الشهداء ما يزيد على 43 ألفاً، وفق أرقام وزارة الصحة، حذّرت بلدية غزة من تداعيات كارثية جراء استمرار منع دخول غاز الطهو إلى غزة، ما فاقم الأزمة البيئية والصحية، وزاد من معاناة المواطنين. وأشارت البلدية، في بيان لها أمس، إلى أن منْع دخول غاز الطهو، “دفع العديد من العائلات إلى استخدام فروع الأشجار للطهو والتدفئة”.
لا تزال غالبية المخابز في جنوب القطاع مغلقة بسبب شح الدقيق
عمليات إعدام ميدانية
وفي السياق ذاته، وثّق “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” عشرات جرائم القتل العمد، والإعدامات الميدانية التي نفّذتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد عدد كبير من المدنيين شمال القطاع، في إطار عدوانها المتصاعد. وأوضح المرصد، في تقرير له نُشر أمس، أن “الجيش الإسرائيلي يواصل، منذ 43 يوماً، تنفيذ اقتحامه وهجومه العسكري الثالث ضد شمال قطاع غزة وسكانه، مرتكباً فظائع مشينة تشمل قتل المدنيين وترويعهم وطردهم من منازلهم بالقوّة، وتهجيرهم خارج محافظة شمال غزة قسراً، في إطار واحدة من أكبر عمليات التهجير القسري في العصر الحديث”، مجدّداً تأكيده أن “تلكؤ المنظومة الدولية عن اتخاذ قرارات حاسمة تجاه مجازر إسرائيل في قطاع غزة، وخاصة في شماله، يجعلها شريكة في تلك الجرائم، ويمثّل ضوءاً أخضر لإسرائيل للمضيّ قدماً في تصعيد جريمة الإبادة الجماعية، كما يعكس تجاهلاً صادماً لحياة الفلسطينيين وكرامتهم”.
توسيع محور نتساريم
وفي جنوب قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، هدم المزيد من المباني السكنية شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في إطار توسعة “محور نتساريم” العسكري الذي يقسم القطاع إلى نصفين، وبات يقتطع 56 كيلومتراً مربّعاً من مساحته البالغة 365 كيلومتراً مربعاً.
وفي ما يخص الوضع الإنساني، لا تزال غالبية المخابز في جنوب القطاع، مغلقة، بسبب شح الدقيق، فيما تكاد تخلو الأسواق من البضائع والمواد الغذائية الضرورية، بفعل منع الاحتلال إدخال شاحنات البضائع والمساعدات بكميات كافية إلى جنوب القطاع. وفي هذا الجانب، حذّرت بلدية خان يونس، أمس، من أن توقّف إمدادات الوقود يَحرم أكثر من مليون و200 ألف مواطن من الحصول على المياه في المدينة، موضحةً أن توقّف محطّات الصرف الصحي سيؤدي إلى تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع، ما ينذر بانتشار الكوارث البيئية والصحية وتفاقم الأوبئة والأمراض بين السكان.
على المستوى السياسي، أفاد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، باسم نعيم، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن حركته “مستعدّة للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”، داعياً الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى “الضغط” على إسرائيل. وقال: “حماس مستعدّة للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في حال قُدّم عرض يقضي بوقف إطلاق النار على أن تلتزم به إسرائيل”.
* الأخبار