متابعات..| تقرير*:

بعد أكثر من أربعين يوماً على بدء العملية العسكرية الكبرى في شمال قطاع غزة، وتبجّح جيش العدو بتهجير ما يزيد على 55 ألف نازح من مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا وبلدة بيت حانون، في ما عكس على نحو عملي تطبيق «خطة الجنرالات» القاضية بتهجير أهالي شمال القطاع إلى جنوبه، خرج موقع «يسرائيل هيوم»، أمس، بتصريحات نقلها عن النائب العام العسكري، يزعم فيها الأخير أنه منع خطوات الجيش المستندة إلى الخطّة، بدعوى أنها «تتناقض مع القانون الدولي الإنساني لأنها تتضمّن تجويع السكان، واعتبار مَن يرفض النزوح من المدنيين هدفاً».

ولكنّ التصريحات تلك، تتنافى مع ما هو واقع على الأرض من سلوكيات هدم واسع، وإبادة جماعية لمناطق شاسعة، فيما تأتي في وقت أُدرجت فيه «خطة الجنرالات» في إطار لائحة الدعوى القضائية التي تقدّمت بها دولة جنوب أفريقيا إلى «محكمة العدل الدولية». وفي هذا السياق، جاءت محاولة الإنكار، على رغم أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أشار في أحد تصريحاته التي سبقت العملية في شمال القطاع، إلى أنه سيناقش خطة التهجير.
على الأرض أيضاً، ثمّة ما يشير إلى أن رياح العملية لم تأتِ بما تشتهي دبابات العدو، خصوصاً أن عماد خطة التهجير أُفشل على مرحلتين: الأولى، عندما أخلى الأهالي المناطق الساخنة إلى الحيز الجغرافي ذاته في شمال القطاع، ولم ينزحوا إلى جنوبه وفق ما تمّ توجيههم إليه؛ أما الثانية، فعندما قرّر عشرات الآلاف الثبات في المناطق المحاصرة، حيث حافظت المؤسسات الصحية الثلاث، «العودة» و»الإندونيسي» و»كمال عدوان»، على عملها، على رغم تهديدات الاحتلال المستمرّة بإخلائها.

ثمّة ما يشير إلى أن رياح العملية لم تأتِ بما تشتهي دبابات العدو

ميدانياً، واصل جيش العدو غاراته على المناطق المحاصرة، حيث قصف بعشرات الغارات الجوية ووسائط المدفعية، منطقة شمال بيت لاهيا التي شهدت ساحة المواجهة الأبرز. وهناك، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة أنها خاضت اشتباكات ضارية مع جيش العدو؛ إذ قالت «كتائب القسام» إن مقاوميها استهدفوا دبابة من نوع «ميركافا 4» بقذيفة «الياسين 105» بجوار «جمعية تطوير بيت لاهيا». كما أعلنت قنص جندي في محيط دوار عباس كيلاني شمال المدينة، والإجهاز على ثلاثة جنود من مسافة صفر في المنطقة ذاتها. واستهدف مقاومو «القسام»، أيضاً، دبابة «ميركافا» وجرافة من نوع «دي 9» بقذائف «الياسين 105» قرب دوار تل الذهب ومحيط «جمعية تطوير بيت لاهيا»، و»ميركافا 4» أخرى بعبوة «شواظ» في شارع دواس غرب مخيم جباليا. وقصف مقاتلو «القسام»، كذلك، بمشاركة «كتائب الشهيد أحمد جبريل»، حاجز «نتساريم» بصواريخ 107.
بدورها، أعلنت «سرايا القدس» تدمير آلية عسكرية من نوع «ميركافا» بعبوة ثاقب شديدة الانفجار في شارع الشيماء شمال بيت لاهيا. كما قصفت بالاشتراك مع «كتائب المجاهدين» محور «نتساريم» برشقة صاروخية، وأيضاً مربض المدفعية في موقع فجة العسكرية. وقالت «كتائب شهداء الأقصى»، من جهتها، إنها استهدفت دبابة إسرائيلية في مدينة بيت لاهيا بقذيفة مضادة للدروع.
أما في صراع الصورة، فكرّر الإعلام العسكري التابع للمقاومة نشر مشاهد مسجّلة لعملياتها في المناطق المحاصرة. كما عرضت «سرايا القدس» رسائل مسجّلة لأحد المستوطنين الأسرى لديها، في ما يعكس سلامة الهيكلية القتالية للفصائل، وسلاسة الاتصال بين الميدان والجهاز الإعلامي من جهة، والمستوى القيادي من جهة أخرى.

* الأخبار