معاريف: إذا لم ينقذ ديكتاتورنا الدولةَ من الانهيار فسيفوتنا القطار
متابعات..|
تتزايد يومياً الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية وتضعف المناعة الاجتماعية للمجتمع الإسرائيلي، وتتدهور العلاقات الخارجية مع العالم، مع إصرار المستوى السياسي بالامتناع عن حل المعضلات المتعددة عن طريق الحلول السياسية. في هذا السياق نشرت صحيفة معآريف مقالاً ترجمه موقع الخنادق للكاتب إسحق بريك، ينتقد فيه القيادة السياسية الإسرائيلية ويصفهم بالحمقى، ويعتبر نتنياهو دكتاتور فقد السيطرة على الدفة ويقود إسرائيل إلى كارثة وطنية وطريق مسدود.
ويختم بالقول “من دون قيادة مناسبة وموثوقة وحقيقية تضع مصلحة البلاد في مقدمة تطلعها فلن تتمكن إسرائيل من البقاء لفترة طويلة في مواجهة أسراب الدبابير التي تتكاثر حولها”.
النص المترجم للمقال
في حال تمكنت اسرائيل هذه المرة من النجاة بجلدها من انهيار الاقتصاد، وانهيار الصمود الاجتماعي، وانهيار العلاقات مع العالم، والدمار في الشمال والجنوب، والتآكل الشديد، حتى فيما يتعلق بالأمن القومي، سيُطلب منا أن نشمر عن سواعدنا ونستعيد الاقتصاد والمناعة الاجتماعية والعلاقات مع العالم والأمن القومي واستعادة الجليل وغلاف غزة. وسيستغرق الأمر وقتا طويلاً جدًا، لكن إذا لم نتقدم فوراً بالاتفاق السياسي في كافة الجبهات، ونطلق سراح المحتجزين، ونعيد النازحين إلى منازلهم، وننقذ البلد من الانهيار في كافة المجالات، فقد يفوتنا القطار. فالتهديدات المحيطة بإسرائيل تتزايد بوتيرة مذهلة.
إن التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل ستكون أخطر عشرات المرات من الوضع الآن في وقت قصير بسبب مساعدة الروس والصينيين لإيران. وإذا لم نشد أحزمتنا ونعيد بناء الجيش من الألف إلى الياء بفريق جديد، فلن نتمكن بعد الآن من مواجهة تحديات الحروب المستقبلية.
يواصل المستوى السياسي توريطنا مع العالم العربي ودول العالم بشكل عام. ولكل الذين يضحكون ولم يطلقوا علينا آلاف الصواريخ كما كان متوقعاً لو أن حزب الله هاجمنا في نفس الوقت مع حماس في 23/7/2010، عليكم أن تفهموا: ما أنقذنا لم يكن استعداد الجيش للدفاع عن الشمال، بل حدثت معجزة هي أن حزب الله وإيران قررا الوقوف جانباً لاعتباراتهما الخاصة.
على الرغم أن حزب الله لا يطلق علينا آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار بعد أن استغلت طائراتنا الوضع ودمرت الكثير من قدراته، إلا أن لديه من القدرات ما يكفي لفترة طويلة جدًا لتسبب لنا أضرارًا فادحة جدًا في الممتلكات، وخسائر فادحة، وخسارة أرزاق ومنازل أكثر من مئة ألف شخص، والتسبب في استمرار تدهور البلاد. وهذا ما يفعلونه بنا بأكثر من مئة صاروخ وطائرة بدون طيار في المتوسط كل يوم تقريبًا من الحدود الشمالية إلى تل أبيب. ولم نتحدث بعد عن المواجهة المباشرة مع إيران التي قد تفقد السيطرة على اعصابها.
وجه العميد أوفير ليفيوس مؤخراً رسالة لجنود وقادة الجيش، اعترف فيها من بين أمور أخرى بآفة الغرور في القيادة العليا. وقال ليفيوس: “على مر السنوات الأخيرة، تطورت في الجيش ظواهر تتطلب تغييرًا ثقافيًا ونضالًا نشطاً للإصلاح: مركزية زائدة، الاهتمام بالمظهر بدل الجوهر، والخوف من التصرف وإبداء الرأي الجريء، حوار ساخر وغياب العمق الفكري، كلها أضرت بالقيادة العسكرية، وبهيكل القيادة في الجيش، وبالصمود، وبالتنوع والدافعية لاستمرار الخدمة في مختلف الوحدات. الأفكار الإدارية غير الملائمة لجيش محارب وللمستويات المختلفة، والحوار النفعي والمادي والمهني، عمقت هذه الظواهر وأضرت بأداءات مختلفة.7 أكتوبر هو الفشل الأكبر الذي واجهه الجيش منذ تأسيسه. أنا والكثيرون مثلي نقوم كل صباح وننظر إلى البقعة على مرآة حياتنا، ولن نستطيع إزالة هذه البقعة حتى يومنا الأخير. لقد أدت الحرب إلى أزمة ثقة عميقة: شروخ بين الشعب وجيشه وفي صفوف الجيش. علينا العمل على تعزيز الثقة بأن الجيش يمكنه ويجب أن ينمو ويتغير، وأن إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي سيجددان أيامهما. فالثقة في المؤسسات والأشخاص تضررت، وربما لا يمكن إصلاحها في بعض الحالات. علينا تعزيز الثقة بأن الأشخاص والأفكار التي تقوم عليها الدولة تستحق تضحيتنا وإخلاصنا إلى الأبد.
ويقول الضابط يوسي يهوشوع “في أي جيش يذهب اللواء ينيف عاسور إلى المنزل الآن بينما اللواء إليعازر تولدانو الذي كان قائداً للقيادة الجنوبية قبل ثلاثة أشهر من الكارثة، وكان أحد رواد الفكرة، لا يستمر فقط بل يمثل رئيس الأركان في الحكومة؛ لا تُستعاد ثقة الجمهور في الجيش بهذه الطريقة.
تحدث أحد الجنرالات الموقرين مع اللواء تولدانو وقال له: الشخص الذي وضع المعايير للدفاع كقائد فرقة غزة ومن ثم كقائد للقيادة الجنوبية حتى لحظة الفشل، هو أنت. وقد بدأ ضباط واقتصاديون ومسؤولو مالية مؤخرًا في طرح الأسئلة: أين الأموال؟: 600 مليار شيكل ميزانية الدفاع، و40 مليار دولار مساعدات في عشر سنوات. لا يتم التزويد بالمعدات، ولا يتم تجديد الذخيرة، ويتم تسريح الآلاف من جنود الاحتياط من الخدمة، لا يوجد تدريبات للجنود الاحتياط ولا للمجندين النظاميين، لا يتم استدعاء الاحتياط، فأين ذهبت الأموال؟
هذه هي الحكومة الأكثر تدميراً منذ تأسيس البلاد بسبب دكتاتور واحد يريد البقاء بأي ثمن. إنه كابتن فقد السيطرة على الدفة ويقود إسرائيل إلى كارثة وطنية وطريق مسدود، رئيس وزراء لا يوفر أي وسيلة لإنقاذ بقائه السياسي على حساب الوطن والمواطنين. ومن دون قيادة مناسبة وموثوقة وحقيقية تضع مصلحة البلاد في مقدمة تطلعها فلن تتمكن إسرائيل من البقاء لفترة طويلة في مواجهة أسراب الدبابير التي تتكاثر حولها. لقد حان الوقت لقطيع الحمقى أن يفهم الوضع ويخرج من الجمود العقلي والعملي الذي يعيشونه على الرغم من كل ما يحدث في البلاد والعالم أجمع…
المصدر: معاريف