كل ما يجري من حولك

واشنطن بوست تكشفُ ما يطلبه المبعوث الأمريكي لليمن من المصريين والسعوديين بشأن البحر الأحمر

104

متابعات..|

قال تقرير نشرته “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر وقطع الملاحة على الاحتلال الإسرائيلي أثرت على اقتصادات الدول في الشرق الأوسط، ومع ذلك لم يُدن الحكّام العرب المتأثرة بلدانهم بهذا الحصار هجمات القوات اليمنية، مشيراً إلى أن الحكام العرب يريدون “إدانة الحوثيين” لكنهم يخافون أن يُنظر إليهم لدى شعوبهم كمتحالفين مع إسرائيل وأمريكا.

ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، أنه مارس ضغوطاً على الحكام العرب خاصة على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووجه إليهم في الفترة الأخيرة رسائل بضرورة اتخاذ موقف معادي ضد اليمن بسبب جبهة الإسناد لغزة ولبنان في البحر الأحمر.

وقال ليندركينغ، حسب ما نشرت الصحيفة “لقد أخبرتهم جميعاً أنهم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد”.

وأضافت الصحيفة: “إن ما يعنيه ليندركينغ هو أن شركاء واشنطن العرب بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة رواية البطل الحوثي في ​​الشرق الأوسط”.

وأكدت الواشنطن بوست أنه ورغم التحالف العسكري الأمريكي ضد اليمن لمنعهم من مواصلة فرض الحظر على الملاحة الإسرائيلية من البحر الأحمر، إلا أن هذه الحملة لم تردعهم وزادت من عملياتهم وقدراتهم العسكرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء والمسؤولين ينجذبون إلى الاقتناع بأن حكومة بايدن التي ستغادر السلطة قريباً تطعن الدولة اليهودية لأنها لم تساعدها في التخلص من الحصار اليمني. فيما الحقيقة هي أن حكومة بايدن فعلت كل ما بوسعها لمساعدة الاحتلال الإسرائيلي وتحييد جبهة الإسناد اليمنية لكنها فشلت فشلاً ذريعاً أمام الإمكانيات البسيطة التي يعتمد عليها الجيش اليمني وأمام تكتيكاته الحربية المتطورة والجديدة كلياً على التكتيكات التقليدية المتبعة لدى الدول الغربية في الحروب البحرية.

وحسب الصحيفة يريد ليندركينغ من القوى الإقليمية أن تعمل أكثر على الترويج للرواية الأمريكية التي زعمت منذ اليوم الأول للعمليات اليمنية البحرية ضد الاحتلال الإسرائيلي أن ما يفعله اليمن غير مرتبط بما يحدث في غزة، مشيرة إلى أن القوى الإقليمية هي بالأساس مقتنعة بأنه من الصعب كثيراً كسر ارتباط ما يفعله اليمن في البحر الأحمر بما يحدث في غزة.

مع ذلك لم تألوا السعودية والإمارات ومصر على المستوى شبه الرسمي وتحديداً الإعلامي، لم تألوا جهداً في تبني وترويج الرواية الأمريكية على مدى العام المنصرم لكنها فشلت في إقناع الرأي العام الذي انجذب بقوة إلى الموقف اليمني حتى صار مضرب المثل في البطولة والشجاعة والإقدام والحميّة والغيرة على الدم الفلسطيني وكان سبباً في تعرية مواقف الدول العربية الأخرى المتخاذلة والمتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي في الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة ولبنان، خاصة وأن الموقف اليمني جاء ليبدد ذريعة البعد الجغرافي الذي كان يستخدم كمبرر لتنصل بعض الدول العربية عن مساندة المقاومة الفلسطينية.

وفي الآونة الأخيرة، بدأت دول المنطقة الحليفة للاحتلال الإسرائيلي في تصعيد نبرتها الهجومية ضد الجمهورية اليمنية بسبب موقفها المساند لغزة عن طريق فرض الحصار البحري على الاحتلال من البحر الأحمر رغم كونها في بداية الأمر فضلت التزام الصمت وفي أفضل الأحوال الربط على استحياء بين التحرك اليمني وبين ما يحدث في غزة لكن ذلك لم يستمر طويلاً فبعد موجة الاغتيالات التي طالت قيادات المقاومة في فلسطين ولبنان وبعد شعور الاحتلال بنشوة التقدم الوهمي في المعركة بدأت هذه الدول في فتح نيرانها تدريجياً ضد صنعاء من ذلك تصريحات بعض المسؤولين الخليجيين وأولهم السعوديين بأن العمليات اليمنية في البحر الأحمر تؤثر سلباً على دول المنطقة وتضر باليمن، وما تلى ذلك من تصريحات للمسؤولين المصريين من أن اليمن تسبب بخسارة هيئة قناة السويس 6 مليارات دولار (علماً أن واشنطن بوست في تقريرها قالت إن الخسائر بلغت 2 مليار دولار) متناسية عن عمد أن من تسبب بخسارة الخزينة المصرية لهذا المبلغ (إن كان حقيقياً) هي الولايات المتحدة بعسكرتها للبحر الأحمر وإرهابها في بادئ الأمر لشركات الشحن العالمية بخطورة العبور من البحر الأحمر في خطوة أرادت واشنطن منها تحشيد المجتمع الدولي ضد صنعاء وهي خطوة انقلبت رأساً على عقب وارتدت بأثرها السلبي على الولايات المتحدة وأوروبا اقتصادياً لأن هذه الشركات استمرت بالفعل في الامتناع عن الإبحار من البحر الأحمر بينما كانت التحذيرات اليمنية واضحة والعقوبات التي فرضتها صنعاء معلنة وكانت تستهدف فقط السفن التابعة لإسرائيل بشكل أو بآخر أو تلك التي تخدم إسرائيل ومرتبطة بموانئ الاحتلال فيما لم تمنع صنعاء بقية سفن العالم من العبور من المضيق والبحر الأحمر، إضافة إلى ذلك فإن المسؤولين المصريين أنفسهم ومنذ الأسابيع الأولى لتشكيل التحالف العسكري البحري الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر قد حذروا من أن هذا الأمر يعتبر عسكرة للبحر الأحمر وسيتسبب بهروب شركات الشحن من العبور من هذه المنطقة المتوترة والساخنة، فما الذي تغيّر في الأمر ولماذا بدّلت مصر موقفها وقناعتها السابقة المنطقية؟.

You might also like