كل ما يجري من حولك

معلومات تكشف ما حاول الاحتلال أن يخفيه خلف عدوانه الهزيل على إيران (تفاصيل مثيرة)

88

متابعات /

الضربة الإسرائيلية فجر السبت، ليس فقط لم تفرِض الردع الإسرائيلي، بل لم تمحُ آثار الضربة الإيرانية أيضاً.

“أريد نتائج قاتلة تجلب الأمن لعقود مقبلة” هذا ما قاله رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرئيس أركان “الجيش”، خلال واحدة من عشرات المشاورات الأمنيّة بخصوص “الرد” على إيران.

تصريحات نتنياهو ومسؤولي القرار في “تل أبيب”، أوحت برغبة إسرائيلية في ردع شامل وحاسم ضد إيران، إلا أنّها اصطدمت بعرض الحائط بشكل “الرد” الإسرائيلي على الرد الإيراني.

وفي كيان الاحتلال، اعتبر مسؤولون أنّ “إسرائيل لم تهاجم بالقوة ولا الأهمية الكافية”، مقارنةً بحجم “الوعد الصادق 2″، الذي حقّق أهدافه بنسبة 90%، إذ ضربت الصواريخ الإيرانية منشآت عسكرية، مخترقةً الدفاعات الجوية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة.

جولة الردود المتبادلة استؤنفت في اليوم الأول من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بعد الجولة التي حصلت في نيسان/أبريل الماضي، وذلك بالردّ على اغتيال الشهداء، الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، والقيادي في حرس الثورة، اللواء عباس نيلفوروشان، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

وقال حرس الثورة الإيراني في حينها، إنّه أطلق 200 صاروخ بالستي نجحت بالوصول إلى أهدافها في القواعد العسكرية “تل نوف”، “نيفاتيم” ومقر الموساد في “تل أبيب” بنسبة 90%، لكنّ سرعان ما فُرضت الرقابة الإسرائيلية، التي لم تنجح بالكامل، حيث سُرّبت على مواقع التواصل فيديوهات تظهر تساقط الصواريخ.

في البداية قلّلت “إسرائيل” والولايات المتحدة من أهمية الهجوم، وبينما ادّعى كيان الاحتلال اعتراض دفاعاته الجويّة للعديد منها، مع مشاركة مدمّرتين أميركيتين في ذلك، فإن جيفري لويس، الأستاذ في معهد “ميدلبري” للدراسات الدولية في مونتيري لـ “منصّة NPR”، كان أكد أن الصور والمشاهد توحي بأنّ محاولات التصدّي باءت بالفشل، حيث “نرى أكثر من 30 حفرة ومباني متضررة، مما يشير إلى أن أكثر من 30 صاروخاً ضربت قاعدة نيفاتيم وحدها”.

وفيما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن التقييم الإسرائيلي الأولي للهجوم والذي زعم وجود أضرار طفيفة في القواعد العسكرية، مثل قاعدة “نيفاتيم” الجوية في صحراء النقب، حيث وضعت “إسرائيل” بعض طائرات “أف-35 المقاتلة”، فإنها تحدّثت عن خلفيات رفض “الجيش” الإسرائيلي التعليق على مدى الضرر الذي لحق بالقاعدة الجوية، زاعماً أنّه إذا أعطى معلومات، فإنّ ذلك سيساعد طهران في فهم مقدار الضرر الذي تسبّب فيه هجومها.

الأسباب الحقيقية التي حاول الاحتلال الإسرائيلي إخفاءها أظهرتها صور أخرى التقطتها الأقمار الصناعية ونشرتها “تايمز أوف إسرائيل” لقاعدة جوية عسكرية إسرائيلية رئيسية يُعتقد أنّها قاعدة “نيفاتيم”، إذ كشفت وجود ثقب كبير في سقف حظيرة طائرات بالقرب من المدرج، مما يشير إلى الأضرار التي سبّبتها الصواريخ التي أطلقتها إيران في حينها.

أيضاً، لم تستطع الرقابة العسكريّة، إخفاء الخسائر المادية التي لحقت بالمستوطنات بفعل قوّة الصواريخ البالستية المستخدمة، كما حاولت فعل ذلك في القواعد العسكرية، بحيث ظهر الأمر في 2500 طلب تمّ تقديمها بشأن الأضرار التي لحقت بالشقق والشركات بالقرب من شمال “تل أبيب”، كما كان لمستوطنة “هود هشارون” النصيب الأكبر بحيث تضرر فيها أكثر من 1000 منزل وفق ما حصلت عليه “جيروزاليم بوست” من معلومات عن طلبات التأمين.

وتشير بيانات “سلطة الضرائب الإسرائيلية” إلى أنّ الهجوم الإيراني هو الأكثر تكلفة منذ بداية الحرب، بحيث تقدّر قيمة الأضرار بين 150 ملياراً إلى 200 مليار شيكل (40 مليوناً إلى 53 مليون دولار) في الممتلكات الخاصة.

وفي حديث مع الصحافيين، اعترف المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية، اللواء بات رايدر، بحجم الرد الإيراني الذي كان أكبر من الرد في نيسان/أبريل، بحيث كانت الضربة “أكبر بنحو مرتين” من حيث عدد الصواريخ الباليستية المستخدمة. في حين قال محللون لصحيفة “واشنطن بوست”، إن الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني على “إسرائيل”، كان مميّزاً بسبب نطاقه الكبير.

هذا كلّه أثار تساؤلات ليس فقط بشأن حدود ترسانة الدفاعات الجويّة الإسرائيلية إلى جانب الدعم الأميركي والغربي العسكري والإستخباراتي، ومدى نجاحها في التصدّي للصواريخ الإيرانية التي “استُعملت للمرّة الأولى وتميّزت بسرعتها الفائقة”، بل أيضاً حول جدوى التهديدات الإسرائيلية في القيام برد مماثل أو منع إيران من الرد مرة أخرى.

أمّا بالنظر إلى الهجوم الإسرائيلي، فيمكن ملاحظة أن محدوديته بانت إشاراتها الأولى من الرد والهجوم الإيراني في بداية الشهر، بحيث أن الاحتلال الإسرائيلي لمس خطورة القيام بأي خطوة غير محسوبة مما يمكن أن تقوم به إيران كردّ على ذلك ويفوق “الوعد الصادق 1″ و”الوعد الصادق 2”.

الأمر لم يقف هنا، فحتى وجود أي رغبة إسرائيلية بشن هجوم واسع على إيران، فإن التصدي الذي قامت به الدفاعات الجوية الإيرانية، وما تم إثباته في هذا الشأن من خلال الصور والأحداث في ساعات الهجوم الإسرائيلي، يكبّل الاحتلال الإسرائيلي أكثر ويضعه بين فكّي كماشة مخافة رد الفعل الإيراني، وعدم القدرة بسبب إفشال طهران للهجوم الأخير.

طوال 25 يوماً، تعهّدت “إسرائيل” بـ”الرد على الرد الإيراني”، الذي وصفه نتنياهو بأنه “خطأ كبير”، إن كان ذلك عبر تسريبات أو مواقف رسميّة زادت حدّتها بعد استهداف مكان سكن نتنياهو في قيسارية،  واتهام إيران بذلك، ووصلت التسريبات إلى حد التهديد باستهداف منشآت طاقة، ومراكز قوّة في ايران، واغتيالات لمسؤولين، حتى وصل التهديد بأنّ الهجوم الإيراني سيغيّر وجه النظام الحالي في إيران تزامناً مع تسريب الوثائق الاميركية أن “إسرائيل” تعدّ رداً هائلاً على إيران.

لكن وكما ظهر، فإن الضربة الإسرائيلية فجر السبت، ليس فقط لم تفرِض الردع الإسرائيلي بل لم تمحُ آثار الضربة الإيرانية، ولم تحقّق أهدافها أيضاً، حتى الإعلاميّة منها. وكما بدا واضحاً  ومن خلال البثّ المباشر، فإن الرد الإيراني بداية الشهر الحالي، تفوّق على العدوان الإسرائيلي، في الشكل والمضمون والهدف.

You might also like