حماس تنشرُ تفاصيلَ دقيقةً لأول مرة عن “طوفان الأقصى”
متابعات..|
کشفت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن تفاصيل دقيقة عن مراحل ما قبل وبعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر ومفاوضات وقف اطلاق النار ومستقبل الصراع مع کيان الاحتلال.
جاء ذلك في لقاء متلفز للقيادي في حرکة حماس أسامة حمدان مع قناة “العالم” حيث تحدث عن جملة من التفاصيل تعرض لأول مرة على لسان قيادي رفيع في الحركة.
وعن اسباب انطلاق عملية طوفان الأقصى قال حمدان إن أهم الأسباب التي أدت للقيام بعملية 7 أكتوبر بدء العدو الصهيوني تنفيذ خطة تقضي بالاستيلاء على المقدسات الإسلامية في القدس والسيطرة التامة على جميع أراضي فلسطين، والقضاء على حركات المقاومة ثم بناء تحالف اقليمي يساعد في تصفية القضية الفلسطينية ومواجهة قوی المقاومة والقوی الحرة في المنطقة.
وعن تقييمه لعام من المقاومة بعد انطلاق عملية طوفان الاقصی قال اسامة حمدان:”بعد عام من انطلاقها، نجد ان هذه العملية رغم بطش العدوان ورغم شراسة استهداف المدنيين من أبناء شعبنا الا انها نجحت في تعطيل المشروع الاسرائيلي، ونجحت في اعادة الصراع الی مربعه الاساس، انها قضية تحرر وطني ويجب ان يزول الاحتلال وبدأنا نسمع صوتاً يخرج حتی في الغرب الذي دعم الاحتلال دائماً يتحدث ليس عن دولة فلسطينية بل عن تحرير فلسطين من البحر الی النهر.
كما أشار حمدان إلى المؤامرات التي حيكت من قبل تحالفات إقليمية لتصفية القضية الفلسطينية، حيث كانت الادارة الأميركية تتحدث بوضوح عن تأهيل الکيان الصهيوني ليصبح کياناً طبيعياً في المنطقة.
وعن مواجهة التطبيع قال حمدان: أکبر من مواجهة التطبيع، نحن نريد ان نواجه بقاء هذا الکيان في المنطقة.
وعن توقيت عملية طوفان الاقصی قال حمدان: التوقيت لم يکن صدفة، فقد حددته قيادة المقاومة، وتحديد التوقيت کان له أسباب تتعلق بطبيعة وضع الکيان الصهيوني يوم السابع من أکتوبر کان هو يوم رأس السنة العبرية.
وحول ما إذا حماس تتوقع هذا الرد الهيستيري من کيان الاحتلال أکد اسامه حمدان ان عملية طوفان الاقصی، ليست اول معرکة تخوضها المقاومة ضد الاحتلال، موضحاً ان هناک معارك خاضتها المقاومة في فلسطين وهناک معارک خاضتها المقاومة في لبنان، فما الذي فعله الاسرائيلي في تموز عام 2006، وماذا فعل عند عدوانه عام 2008 علی غزة، وماذا فعل عند عدوانه عام 2014 خلال 51 من الاستهداف لغزة وتدميرها ومحاولة التخلص من المقاومة.
وأضاف حمدان: ان المعرکة بدأت يوم 15 أيار عام 1948 مع الکيان الصهيوني وقبلها بثلاثين سنة مع الاحتلال البريطاني. علی مدی کل هذا التاريخ، اذا قتلت يقتلک العدو، واذا لم تقاتل يقتلک العدو، الضفة علی سبيل المثال تحکمها السلطة وتسيطر عليها اجراءات التنسيق الامني، في العام الذي سبق طوفان الاقصی، کان هناک 500 شهيد في الضفة بمعنی انهم قدموا کل يوم شهيدين.
وعن وفد التفاوض مع الاحتلال، أوضح القيادي في حرکة حماس ان هناک تفاهم داخل قوی المقاومة خاصة بين الاخوة في الجهاد الاسلامي وحماس والجبهة الشعبية، علی ان الوفد المفاوض، يفاوض بالنيابة عن الجميع وحاولت بعض الاطراف ان تثير شيئاً من هذا فسمعوا کلاماً واضحاً من قيادة الجهاد، الاخ المجاهد أبو طارق زياد نخالة حفظه الله وايضاً نائب الامين العام للجبهة الشعبية، ان هذا الوفد مفوض عنا جميعاً.
عن مقترح الخروج الامن لقيادة حماس من قطاع غزة اعتبر حمدان هذا المقترح موضوعاً طُرِح فقط في الاعلام الاسرائيلي، مؤکداً ان لا أحد يجرؤ ان يتحدث معنا بهذا الکلام، فأولاً هؤلاء يعرفون ان قيادة المقاومة لو کانت تطلب السلامة لنفسها لما انخرطت اصلاً في المقاومة ولو کانت تطلب السلامة لنفسها لما نفذت عملية بهذا الحجم وهم يفهمون ايضاً ان ابناء المقاومة ورجالها مستعدون للشهادة الف مرة علی ارض فلسطين.
اما عن مقترحات مرحلة ما بعد العدوان علی غزة منها عودة السلطة الفلسطينية الی غزة، او نشر قوات أممية او عربية فيها؛ قال حمدان: نحن لدينا موقف واضح وثابت منذ البدايات. اولاً مصطلح “اليوم التالي” هو مصطلح مخادع حاولت الادارة الأمريكية ان تسوقه علی قاعدة ان المقاومة ستهزم سريعاً ومع الأسف ابتلع البعض هذا الطعم وصار يتعامل وکأن المقاومة ستهزم. لكن “اليوم التالي” هو يوم فلسطيني وقد دعونا لتشکيل حکومة وحدة وطنية، وکل محاولاتنا للمصالحة کانت ترتكز الی قاعدة تشكيل حکومة وحدة وطنية لكن علی قاعدة مشروع مقاوم.
أما عن مستقبل المقاومة في الضفة الغربية قال عضو المکتب السياسي لحرکة حماس، ان الکيان الاسرائيلي بذل جهوداً کبيرة منذ عام 2007 واستقدم جنرالات امريکيين علی رأسهم الجنرال دايتون ووضع مشروعاً لتطبيع المواطن الفلسطيني وتهجين الموقف الفلسطيني واخضاعه ليصبح خاضعاً للاحتلال قابلاً به. هذا الکلام، کان في عام 2007، نحن اليوم في عام 2024 ونحن نتکلم عن مرور 17 عاما من هذا المشروع. اليوم الذي يقاتل الاسرائيلي، هم الشباب الذين أعمارهم 18، و19، و20 سنة الذين عاشوا في ظل مشروع دايتون، هذا أبلغ رد علی کل من يظن ان الشعب الفلسطيني ممکن ان يستسلم.