متابعات| تقرير*:

بعدما أعلن جيش الاحتلال البدء بنقل قواته إلى الجبهة الشمالية، على اعتبار أنه اختتم الجزء الأكبر من عملياته في قطاع غزة، كثّفت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عملياتها ضد تلك القوات، وتحديداً في مدينة رفح جنوبي القطاع، ولا سيما في حي تل السلطان، على رغم أن العدو أعلن تفكيك كامل الألوية والكتائب هناك قبل بضعة أيام. وكان ملاحظاً أنه مع تصاعد الحدث الميداني في الداخل اللبناني وعلى الجبهة الشمالية، فإن المقاومة قرّرت التقاط الفرصة وزيادة تكلفة البقاء في غزة على الاحتلال. وأعلنت «كتائب القسام»، أمس، أن مقاتليها استهدفوا دبابة «ميركافا» بعبوة «شواظ» في منطقة الشوكة شرق رفح، كما استهدفوا قوة راجلة بعبوة مضادة للأفراد، مؤكدة إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. كذلك، تحدّثت الكتائب عن استهداف قوة راجلة ثانية في المنطقة ذاتها بعبوة أفراد «تلفزيونية»، ما تسبّب في إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. وأفادت أيضاً بأن مقاتليها استهدفوا في اليوم السابق جرافة عسكرية من نوع «دي ناين» بقذيفة «تاندوم» شرق مدينة رفح. وأقرّ جيش الاحتلال، .في المقابل، بوقوع عدد من الجنود جرحى في معارك جنوبي القطاع.

ودفعت هذه العمليات بأكثر من محلّل عسكري وضابط احتياط سابق إلى المطالبة بالبحث عن صيغة لوقف إطلاق النار في غزة، كي لا يضطر جيش الاحتلال لدفع أثمان على جبهتين، إذ اعتبر الكاتب الإسرائيلي، يوسي هدار، في مقاله في جريدة «معاريف»، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، «خسر الحرب أمام حركة حماس في قطاع غزة، ويجرّنا منذ عام إلى حرب استنزاف لا نهاية لها، من دون أن يترجم قدرات الجيش الإسرائيلي إلى حسم استراتيجي، ويطيل أمد الحرب للحصول على مزيد من راحة البال الشخصية».

السيطرة على عربة عسكرية مفخّخة توفّر للمقاومة أطناناً من المتفجرات

غير أن الحدث اللافت الذي سيطر على جدل قنوات المستوطنين عبر «تلغرام» لساعات، هو تمكّن «كتائب القسام» من السيطرة على عربة عسكرية مفخّخة تحتوي على ما بين 4 و5 أطنان من المواد المتفجرة العالية الأداء. وبثّ «الإعلام العسكري» التابع للكتائب مشاهد لأحد المقاومين وهو يعمل على تفكيك الآلية، للاستفادة من كمية المواد المتفجّرة الكبيرة التي كانت في داخلها. وعلّق أحد المستوطنين على الصور التي نشرتها «القسّام» بقوله: «لقد منحناهم 4000 قذيفة آر بي جي وندّعي أننا ننشر قواتنا على محور فيلادلفيا لمنع التهريب».
جدير بالذكر أن الروبوتات المفخّخة، هي أحد الأسلحة الحديثة والفتاكة، التي استُخدمت للمرة الأولى في العملية البرية الثانية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة مطلع أيار الماضي، وتشبه في تصميمها ناقلة الجند «m113»، وقد لعبت دوراً فارقاً في عمليات التدمير والتمهيد الناري في المناطق الضيقة التي تسبق عملية الدخول البري. وتقدّر المقاومة أن هذه العربة تحتوي على مواد متفجرة عالية التأثير، تعني السيطرة عليها في هذا التوقيت، إعادة إنتاج كميات كبيرة جداً من العبوات الناسفة الشديدة الفاعلية، والتي قد يكون المقاومون في أمسّ الحاجة إليها.

* الأخبار البيروتية