في ذكرى العقدِ الأول لـ «ثورة سبتمبر»: اليمنُ تستعدُّ لقتالٍ عابرٍ للحدود
متابعات| رصد:
بعد عشر سنوات على ثورة 21 أيلول/ سبتمبر 2014، تحولت حركة «أنصار الله» في اليمن إلى قوة عسكرية لها ثقلها على المستوى الإقليمي. وتحتفل صنعاء بالذكرى العاشرة للثورة، بالمزيد من العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي، متوعّدة باستمرار هجماتها وتصاعدها واتساع نطاقها خلال الأيام المقبلة. وفي هذا الإطار، أفادت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية»، مساء أمس، بأن سفينة تجارية تعرّضت لعملية هجومية من قبل قوات صنعاء في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر. وتعدّ هذه العملية واحدة من عدة عمليات نُفذت خلال الأيام الماضية، واستهدفت سفناً في البحر الأحمر وخليج عدن بصواريخ بحرية وطائرات مسيّرة، وفق ما قالت مصادر في صنعاء لـ«الأخبار».يأتي ذلك فيما تستعد صنعاء لمعركة إقليمية في حال اتساع نطاق العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتؤكد اعتزامها الدخول في مواجهة برّية مع الكيان، وهو ما تحدّث عنه عدد من المراقبين إلى «الأخبار». وأوضح هؤلاء أن وعود حركة «أنصار الله» بمواجهة برية مع الكيان لن تترجَم في الداخل اليمني في حال فتح حرب بالوكالة من قبل الميليشيات الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي فحسب، بل إن الحركة ستشارك أيضاً في جبهات عربية في إطار «وحدة الساحات». وفي الوقت الذي تتّجه فيه صنعاء إلى رفع معدل عملياتها، بالتزامن مع توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، تحدّثت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أخيراً، عن وصول مقاتلين يمنيين إلى سوريا، في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة، قبل أسابيع. وقالت الوكالة إن قوات صنعاء أرسلت لواءً عسكرياً إلى سوريا، على شكل مجموعات صغيرة عبر الأردن، بتنسيق استخباراتي سوري – لبناني رفيع. وأكدت أن القوة اليمنية التي وصلت إلى سوريا، تعدّ من أقوى التشكيلات القتالية لـ«أنصار الله» وأكثرها إعداداً وتجهيزاً، وأنه تم خلال الأشهر الماضية تدريبها على مهاجمة أهداف تحاكي مستوطنات وقواعد عسكرية تابعة للكيان.
«أنصار الله» ستشارك في جبهات عربية في إطار «وحدة الساحات»
في هذا الوقت، واحتفالاً بذكرى الثورة، تشهد صنعاء اليوم عروضاً عسكرية، تُظهر فيها «أنصار الله» مدى تنامي قدراتها العسكرية خلال عشر سنوات من الحرب والحصار، وتؤكد أيضاً فشل كل محاولات إجهاض الثورة التي أسقطت حكم السفارات الأجنبية وأنهت عصر الوصاية. كما تُستحضر اليوم ذكرى «اتفاق السلم والشراكة» الذي وقّعته الحركة، آنذاك، مع القوى الحزبية الأخرى برعاية الأمم المتحدة، وأكدت فيه الحركة رغبتها في إنهاء الاختلالات الاقتصادية، وقيادة مرحلة إصلاحات شاملة تنهي معاناة اليمنيين الناتجة من تفشّي الفساد وتعثّر مسار التنمية خلال العقود الماضية، وفشل الدولة في استخراج مواردها الطبيعية بفعل الضغوط الخارجية. وعلى رغم تأييد الأمم المتحدة ومجلس الأمن للاتفاق المذكور، إلا أن وصول «أنصار الله» إلى العاصمة وفرضها سيطرتها عليها، أثارا انزعاج الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما دفع واشنطن إلى تحريك أدواتها في اليمن للمطالبة بانسحاب عناصر الحركة وتسليم سلاحها، بعدما هاجم قائدها، عبد الملك الحوثي، واشنطن وحلفاءها في المنطقة، وتوعّد في أول خطاب له بعد نجاح الثورة، بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والتمسك بالقضية المركزية العادلة للأمّة والمضيّ على طريق القدس.
ولم يكن ذلك الخطاب، الذي وصفه البعض بخطاب النصر، الوحيد الذي أغضب أميركا وأثار مخاوف إسرائيل، بل سبق أن ألقى الحوثي عدة خطابات، موجّهة إلى الداخل والخارج، كشف فيها عن ملامح مستقبل اليمن والحركة معاً. وحينذاك، كان مسار الحرب مع دول الجوار أمراً مستبعداً، فانخرطت الحركة في إطار حكومة شراكة من كل الأطراف، داعية إلى مباشرة مرحلة الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، وفقاً لبرنامج حكومي مجدول. إلا أن السعودية عمدت إلى شن حرب عسكرية على اليمن استمرت عشر سنوات، تمكّنت خلالها من إفشال المشروع التنموي الذي وعدت الحركة بتنفيذه مع الشركاء، إلا أنها دفعت «أنصار الله» إلى التوجه نحو التصنيع العسكري والإنتاج الحربي، وهو ما حدث خلال سنوات العدوان والحصار الماضية، حيث تمكّنت الحركة من التغلّب على الفارق الكبير في السلاح والإمكانات، ومضت بدعم شعبي نحو مواجهة شاملة مع الكيان الإسرائيلي وحليفه الأميركي، منذ إعلانها الدخول في معركة «طوفان الأقصى» أواخر تشرين الأول الماضي.
* الأخبار