بغداد متفائلةٌ بالزيارة: المصالحُ المشتركةُ أكبر
والبلدان معنيان بشكل كبير ومباشر بتلك الحرب، إذ يمثّل العراق إحدى جبهات المساندة، وربما الأكثر إشكالية بينها نتيجة الاحتلال الأمريكي، في حين تقود إيران المحور الذي يدعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وكان بزشكيان أكّـد أنه يريد إعطاء الأهميّة لتوطيد العلاقات مع دول المنطقة، ولا سيما العراق، وذلك استكمالاً لدور الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، في ملف العلاقات الخارجية.
كما أعلن السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق، في نهاية آب الماضي، أن بزشكيان سيفتتح زياراته الخارجية بالعراق.
وقال إن مذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها في هذه الزيارة بخصوص الأمن والاقتصاد والطاقة، كان من المقرّر أن يوقّعها البلدان خلال زيارة كان من المفترض أن يقوم بها رئيسي، مُضيفاً أن الرئيس سيزور محافظة البصرة وأربيل إذَا توافرت الظروف، بعد زيارة المراقد الشيعية المقدسة في كربلاء والنجف وبغداد. وبعد العراق، سيتوجّـه بزشكيان إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتلتزم بغداد وطهران باتّفاقات وتفاهمات أمنية وسياسية واقتصادية مشتركة، كما تتشاركان الاهتمام بملفات عدّة أبرزها الوضع الإقليمي غير المستقر، وَأَيْـضاً الأحزاب الكردية المعارضة لإيران في شمال البلاد ومسألة تأمين الحدود.
وفي هذا الصدد، يقول مصدر حكومي عراقي، لـ«الأخبار»، إنّ «الزيارة فيها ملفات مهمة للبلدين، وخَاصَّة في الجانبين الاقتصادي والأمني، وغالبيتها تم الاتّفاق عليها في زمن رئيسي قبل رحيله»، مُضيفاً أن «هناك 30 اتّفاقية ومذكرة تفاهم ستكون على طاولة السوداني وبزشكيان، في ما يتعلق بالاقتصاد والأمن والتجارة والمياه والغاز والكهرباء، وهذا ما يعزز إيجابية العلاقة بين العراق والدول المجاورة له».
وفي ما يرتبط بالفصائل المسلّحة، يشير المصدر الحكومي إلى أن «الحكومة العراقية لديها أولوية في حماية البلد من الصراعات وعدم جرّه إلى أي خطر يهدّد أمنه، وذلك بالاتّفاق مع جميع الأطراف، بما فيها إيران التي طلب منها السوداني تهدئة الفصائل المتحالفة معها في العراق».
الحكومة العراقية لديها أولوية في حماية البلد وعدم جرّه إلى أي خطر يهدّد أمنه
وفي السياق نفسه، ترى مصادر سياسية في بغداد أن اختيار الرئيس الإيراني، العراق، كأولى المحطات الخارجية، «يؤكّـد أن إيران حريصة بالدرجة الأولى على أمن أراضيها، ولا سيما من جهة إقليم كردستان؛ إذ لا زالت تشعر بالخطر من المعارضة الكردية الإيرانية المستقرة في أربيل».
وتشير المصادر، في تصريحات إلى «الأخبار»، إلى أن «ملفات الأمن ستكون أولوية في الزيارة، وتعدّ بمثابة مراجعة للملفات الأمنية بين البلدين».
ويلفت عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، عامر الفايز، بدوره، إلى أن الرئيس الإيراني الجديد «يجد في العراق، الصديق الأقرب بالنسبة إلى إيران، لاعتبارات كثيرة، كما أن الهموم والتطلّعات مشتركة، ولدى العراق علاقات سياسية واقتصادية وأمنية ممتازة مع طهران، وفي الوقت الذي تريد فيه إيران أن تضمن أمنها وتضبط الحدود، فإن العراق هو الآخر يبحث عن استقراره».
ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «زيارة بزشكيان للعراق تمثل طفرة إيجابية مهمة في العلاقة بين البلدين»، معبّراً عن اعتقاده بأن «الزيارة ستحقّق نجاحاً للطرفين».
* الأخبار اللبنانية