كل ما يجري من حولك

الاحتلالُ يحاربُ حملاتِ التطعيم: ممنوعٌ إغاثةُ شماليَّ غزة

55

متابعات| تقرير*:

لا تعكس مشاهد حملة التطعيم ضدّ مرض شلل الأطفال، والتي بدأت في شمال قطاع غزة، أمس، إلّا صورةً منقوصة لواقع الحال؛ إذ لم يبدِ جيش الاحتلال أي تساهل إزاءها، في وقت يواصل فيه منع دخول الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات في الشمال.

وهو عاد، أمس، إلى اختلاق الأكاذيب والمزاعم حول وجود عدد من المسلحين في سيارات تابعة للمنظمات الدولية، لعرقلة السماح بعبور شاحنات الوقود عبر حاجز «نتساريم».

ووفقاً لمصادر مطّلعة، فقد ترك جيش العدوّ قافلة الأمم المتحدة تنتظر الدخول لأكثر من خمس ساعات، بعدما كان قد أعادها عدّة مرات.

وحين سمح بدخولها، ادّعى أن إحدى السيارات تقلّ مسلحين، واختلق حدثاً لعرقلة طريقها. وفيما كان الأطفال في 177 مركزاً طبياً يتلقّون اللقاح، عقدت مستشفيات شمال وادي غزة مؤتمراً صحافياً، دقّت فيه ناقوس الخطر، محذّرةً من أن استمرار عرقلة إدخَال الوقود سيهدّد حياة مئات الجرحى الذين تزدحم بهم أقسام المستشفيات وغرف العناية المركّزة.

وبحسب المدير العام لوزارة الصحة، الدكتور منير البرش، فإن الاحتلال منع دخول قافلة الأمم المتحدة و«منظمة الصحة العالمية» المحمَّلة بالوقود والأدوية، للمرّة الخامسة خلال أسبوع واحد.

وقال البرش، في تصريحات صحافية: «سيعيق استمرار منع دخول الوقود حملة التطعيم في شمال القطاع، هذه مأساة، ومهزلة حقيقية يمارسها الاحتلال».

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي من سياسة الاحتلال الرامية إلى تخريب حملة التطعيم

وحين بدأت الأُمهات في التوافد، صباحَ أمس، إلى مراكز التطعيم، شرعت الطائرات الحربية في قصف مكثّـف استهدف عدة مناطق كان من المقرّر أنها تدخل في نطاق الهدوء النسبي الذي سيترافق مع حملة التطعيم؛ إذ قصفت الطائرات الحربية مطعماً شعبيًّا في ساحة الشوا في حي التفاح في البلدة القديمة في غزة، ما تسبّب باستشهاد ستة مواطنين.

كما قصفت تجمّعاً للمواطنين في شارع المنصورة في حي الشجاعية بالقرب من أحد مراكز التطعيم، فضلاً عن أكثر من خمس غارات نفّذها العدوّ على مناطق متفرّقة من القطاع، من دون أي اكتراث لِما اتّفق عليه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع المؤسّسات الدولية، لناحية توفير وقت مستقطع بين عمليات القصف إلى حين تمرير حملة التلقيح.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد حذّر من سياسة الاحتلال الرامية إلى تخريب حملة التطعيم من خلال قطع الوقود، مؤكّـداً، في بيان صحافي، أن الحملة التي ستستمرّ طوال ثلاثة أَيَّـام، بين العاشر والـ13 من الجاري، ويشارك فيها 230 فريقاً طبياً، و177 مركزاً ثابتاً، و31 مركزاً حكومياً، بالإضافة إلى 81 مركزاً كَبيراً يعملون داخل مراكز الإيواء، و53 فريقاً متنقلاً، من المقرّر أن يعملوا على تطعيم 14 ألف طفل في محافظتَي غزة والشمال.

لكن تلك الفرق ستكون بحاجة إلى إدخَال الوقود لتشغيل السيارات اللازمة لنقل الفرق الصحية إلى نقاط التطعيم، كما أن هذه الفرق بحاجة إلى الهدوء الميداني الذي لا يلتزم به جيش الاحتلال.

وجدير بالذكر أن وباء شلل الأطفال كان قد غاب عن القطاع لمدة 25 عاماً، وأعيد تسجيل أولى حالاته في وسط غزة أخيرًا، ما استدعى تدخّل المنظمات الدولية لتنفيذ حملة التطعيم.

* الأخبار اللبنانية

You might also like