كل ما يجري من حولك

هكذا نجحت أمريكا بتجنيد وزراء ووكلاء وزارات في اليمن وهذه هي المهام الموكلة إليهم

308

متابعات| رصد:

اعترافات صادمة.. كيف نجحت أمريكا بتجنيد وزارء ووكلاء وزارات في اليمن وما هي المهام الموكلة إليهم؟..

كشفت اعترافات جديدة لخلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية بثتها الأجهزة الأمنية مساء اليوم، عن حجم الاستهداف الأمريكي للتعليم في الجمهورية اليمنية. الاستهداف الأمريكي للتعليم (فترة الثمانينات):

حيث أوضح الجاسوس عامر الأغبري، أن الجانب الأمريكي بدأ منذ مطلع الثمانينات في استقطاب عدد كبير من الوزراء والوكلاء بالذات وكلاء التعليم والتدريب وقطاع المرأة والإشراف التربوي والمناهج، وقاموا بإرسال أشخاص ليس لديهم لغة إنجليزية إلى أمريكا للحصول على الماجستير والدكتوراه في تطوير وقياس وجودة المناهج في الأشياء التي يريدوها هم.

وأشَارَ إلى أنهم تمكّنوا من تأهيل عدد كبير جِـدًّا إلى جانب عدد كبير من الطلاب في كلية التربية، وعملوا إدارة للوكالة الأمريكية في الكلية لاختيار الطلاب الخريجين وإرسالهم إلى أمريكا ومصر والأردن ليأخذوا الماجستير والدكتوراه وكان العدد الأكبر الذي يذهب إلى أمريكا، وعند عودتهم تولوا قيادات في التربية وكلية التربية بجامعة صنعاء ووزارة التربية والتعليم.

فيما أوضح الجاسوس محمد المخلافي أنه في العام 1982 تم ترشيحه لمنحة في أمريكا وأنهم رتبوا له أن يأخذ أولا دورة في اللغة في معهد يالي التابع للأمديست.. وقال” طرحت وقتها أن هناك منح للجامعة عن طريق مصر وأنا تخصصي لغة عربية، كيف أذهب أدرس لغة عربية في أمريكا، لكنهم أقنعوني أن هناك علم اللغة متقدم وأنت ستستفيد منهم كيف يعلموا لغتهم وَأَيْـضاً في إمْكَانية للدراسة في أمريكا تخصص رئيسي وفرعي وبالتالي تستطيع أن تجمع بين اللغتين ورتب لي لقاء مع ديفيد أوست”.

وأشَارَ إلى أنه سافر مع الدفعة الأولى التي تضم أشخاص من الجامعة ومن المعاهد العليا الذين درسوا الماجستير في إسترمتشجن لكن برنامجهم مختلف، وتم استقبالهم من قبل مندوب الأمديست.. مبينًا أنه تمكّن خلال سنتين من تحضير الماجستير واللغة وبدأ برنامج الدكتوراه في سبتمبر 1984.

ولفت إلى أنه كان يتواصل مع المشرف عليه للحديث حول موضوع الرسالة، وطلب منه ترشيح ثلاث مواضيع، وأنه رشّح له موضوع تطوير مقياس لتقدير مستوى مقروئية كتب القراءة المدرسية في المرحلة الابتدائية في اليمن من الصف الأول إلى الصف السادس.

فيما كشف الجاسوس مجيب المخلافي في اعترافاته أنه وفي إطار وزارة التربية في قطاع التدريب والتأهيل تم تسفير عدد من الكوادر لحضور برامج تدريبية لمدة سنة أَو سنتين وبعد عودتهم كان لهم دور كبير في إطار الأنشطة والبرامج التي تنفذ داخل الوزارة.

في حين أوضح الجاسوس شايف الهمداني أنه كان يتم استقطاب كبار الشخصيات والتأثير عليها وبناء العلاقات معها من خلال المشاركة في برامج تبادل الزيارات والحفلات الخَاصَّة بالعيد القومي لأمريكا وإرسالهم في دورات تدريبية كانت تعقدها السفارة وكان الغطاء بأن الوكالة الأمريكية للتنمية وشركائها يقومون بالتنسيق مع الحكومة اليمنية مع أعلى مستوى في وزارة التربية والتعليم وتم إقامة علاقات وثيقة مع شخصيات في قيادة وزارة التربية والتعليم.

الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن 1990م – 2000م:

وفي إطار الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن خلال هذه الفترة أوضح الجاسوس محمد المخلافي، أنه في العام 90م تم إبلاغه بوجود لقاء لمبتعثي الوكالة في السفارة الأمريكية وأن أحد الأمريكان ذكر له أن الوكالة الأمريكية لديها دعم لتأليف كتب موحدة للصفوف الثلاثة الأولى في ثلاث مواد من ضمنها مادة اللغة العربية التي هي تخصصه.

وذكر أن عملية تأليف الكتب من (1 – 3) كان المنفذ الـ EDC في الأردن، ومنظمة الـ EDC هي أمريكية ومتعاملة مع المخابرات الأمريكية، وَأَيْـضاً خليل عليان الذي كان يمثلها هو أَيْـضاً من ضمن المتعاونين مع المخابرات الأمريكية.

وقال” وفي العام 1991 تعرفت على عبد الحميد العجمي والذي كان يتابع مع خليل عليان سير عمليات التأليف وإعطاء التوجيهات في كيفية سير العمل في هذه الكتب”.. مبينًا أن العجمي هو الذي صارحه بالعمل مع المخابرات الأمريكية وأنه يعمل لصالحها وأن المعلومات التي سيقدمها له سيقدمها للمخابرات الأمريكية.

ولفت الجاسوس المخلافي إلى أنه عندما بدأنا أول مشروع لتأليف الكتب من (1 – 3) كان الهدف مساعدة الوزارة على تأليف كتب موحدة لكن الأهداف الخفية أن هذه الكتب التي ستؤلف ستكون بطريقة لا تؤدي إلى تمكّن المتعلمين من إتقان عملية القراءة، وأدى هذا إلى إيجاد كتاب اعتمد بدرجة أَسَاسية على أخذ موضوعات من الكتب التي كانت مستخدمة في الشمال أَو في الجنوب أَو من الدول العربية لكن لم تكن منظمة وفق بنية منهجية.

وأكّـد أن النتيجة كانت مُجَـرّد توليف موضوعات ليس فيها بنية ترابطية صحيحة تؤدي إلى تعلم صحيح وجيد.. وقال” هذه أبرز الأضرار في هذا الكتاب أنه لم يكن بنية مترابطة، ما اضطر الفريق لاعتماد الطريقة التي كانت مستخدمة في الكتابين في الشمال والجنوب والكتاب الذي في الشمال ألّفه خبير مصري والوكالة كان لها دور في إرسال هذا الخبير وتأليف هذا الكتاب حتى تسير الأمور وفق ما يريدون وهو إيجاد جيل لا يتمكّن من تعلم القراءة”.

وبين الجاسوس المخلافي، أن ضمن الأضرار في الكتب التي أُلفت أنه البيئة الثقافية وبالذات مثلاً في سوريا وفي مصر وفي الأردن مختلفة عن البيئة الثقافية في اليمن والعادات والتقاليد مختلفة وتكييف بعض الدروس من كتب هذه الدول لا يخدم البيئة ولا يتناسب معها وهذا أَيْـضاً ضرر آخر من تأليف هذه الكتب.

مشروع استثمار التعليم:

وبحسب الاعترافات فإن الهدف من مشروع استثمار التعليم، هو تمكين الموارد البشرية المتمثلة في طلبة التعليم العام في المدارس وتمكينهم أن يكونوا مؤهلين للإسهام في تنمية مجتمعهم أما الأهداف الخفية فأبرزها:

– إضلال من يستمع إلى عنوان المشروع باستثمار التعليم بينما في الواقع مكونات هذا المشروع لا تختلف عن مكونات مشاريع البنك الدولي الأُخرى.

– الهدف الثاني إغراق البلد بمزيد من القروض.

– الثالث تضمين مكونات أثناء إعداد المشروع تخدم الممولين الرئيسيين البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية.

– الهدف الآخر من الأهداف الخفية هو جمع معلومات استخباراتية من خلال ممثلي التنفيذ.

وأشَارَت إلى أن هذا المكون الذي كان متأخر هو مكون المناهج الذي تضمن إعداد مناهج العلوم والرياضيات واللغة العربية للصفوف من (4 – 6) وإعداد المناهج يتمثل بالكتب مع الأدلة وكذا إعداد أدلة لكتب الصفوف (1 – 3) لأنه في المشروع الأول لم تعد هذه الأدلة وكذلك أَيْـضاً إعداد وثيقة المناهج للصفوف من (1 – 12) وثيقة متكاملة للمواد الثلاث.

وفي هذا السياق أوضح الجاسوس عامر الأغبري، أنهم بدأوا في القرائية وكان هناك تركيز كبير كيف يغيروا القراءة من أول، وتم نقل كامل لتطوير المناهج بالذات القرائية الذي تمت في الأردن وهي نموذج إسرائيلي بحت تم تطبيقه في الأردن ونقله إلى اليمن.

فيما أشار الجاسوس محمد المخلافي، إلى أن أبرز الأضرار من هذا المشروع الآثار المترتبة على الأهداف الخفية، وكذا برامج التدريب التي كانت ضحلة، والجانب العملي فيها غير واضح ومتابعة أثر التدريب منعدم ولا تؤدي الأهداف المتوخاة من عملية التدريب سواءً كان التدريب للموجهين أَو للمعلمين.

وبحسب الاعترافات فإن الأضرار في جانب المناهج كثيرة وأبرزها، تسريب مواقف وموضوعات وصور متعلقة بما يسمى من قبل الأمريكان “نشر ثقافة السلام ومحاربة التطرف والإرهاب”، والحساسية من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي يمكن أن تضمن في المناهج فيكون هناك توجيه من خلال الخبراء على استبعاد مثل هذه الآيات التي تحث على الجهاد، وَأَيْـضاً من ضمن المفاهيم التي حرصوا عليها تسريب مواقف تؤيدها هي مسألة فصل الدين عن الدولة، بالإضافة إلى نشر مبادئ النوع الاجتماعي.

ولفت الجاسوس المخلافي، إلى أن الأمريكان يتدرجوا في هذا الجانب خطوة بخطوة بالذات في مبادئ النوع الاجتماعي حتى يصلوا إلى أهدافهم، ولو كان هناك مقاومة يسمحوا بعدم قبول الفرق المحلية لما يطرحه الخبراء الأجانب ويتجاوبوا في بعض المواقف لكن في النهاية هناك أشياء يطعموها ويعتبروا هذه مرحلة وفي مرحلة لاحقة سيكون تأثيرهم أكبر.

وقال” كان المنفذ لهذا المكون هو الـ EDC وهي منظمة أمريكية والعاملين فيها مرتبطين بالمخابرات الأمريكية فوثيقة المناهج التي شارك في إعدادها أحد الدكاترة والدكتورة سميرة حرفوش وهي من العاملين في مكتب الـ EDC في أمريكا وهي تعمل في المخابرات ودكاترة آخرين، وهذه الوثيقة لم تتح فرصة للوزارة لمناقشتها وإبداء الملاحظات عليها وإنما سُلمت لهم كوثيقة نهائية بدون مراجعتها”.

الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن 2000م – 2010م:

وكشفت اعترافات أعضاء خلية التجسس جانبا من مشاريع التآمر على المعاهد العليا للمعلمين، حَيثُ أوضح الجاسوس مجيب المخلافي، أنه تم إعداد مقرّرات ومناهج للمعاهد العليا التي بدأت تشتغل وكان مخرجاتها بشكل جيد الدفع الأولى، حَيثُ كانت المقرّرات الموجودة في المعاهد العليا أفضل من مخرجات كلية التربية.

وأشَارَ إلى أنه تم نسف هذا المنجز وإيقاف الدعم عنه من قبل الوكالة الأمريكية والانتقال إلى أنشطة وبرامج تدريبية قصيرة لمدة أسبوع إلى أسبوعين وهذا أضر بسمعة المعاهد العليا لأنه توقف الدعم عنها والكادر تم تشتيته والانتقال إلى إدارات التدريب في مراكز المحافظات.

وبحسب الجاسوس المخلافي، عندما اشترطوا إنشاء قطاع التدريب والتأهيل وقطاع تعليم الفتاة في الوزارة هم دخلوا في البناء المؤسّسي للهيكل وحصل اختلال في العملية التعليمية أثّر على مستوى الطالب نفسه لأنه كانت الإدارة العامة للتدريب والإدارة العامة للتوجيه ضمن قطاع المناهج والتوجيه وكان عملهما يتم بشكل متوازي.

ولفت إلى أن الوكالة الأمريكية والمانحين عندما بدأوا يدّفقوا بالأموال إلى وحدة مشروع تطوير التعليم الأَسَاسي حصلت الفجوة والخلل الكبير داخل الوزارة، حيثُ إنه تم فصل التدريب عن التوجيه، وفُصل قطاع التعليم الذي هو الركيزة الأَسَاسية في الوزارة وشُتت مهامه إلى مهام تعليم الفتاة ومهام للتعليم العام، وبالتالي بدأ يحصل صراع ما بين القطاعين والعمل أصبح مزاجي وبدأ الضعف يحصل في مهام قطاع التعليم ونفس الشيء مهام قطاع تعليم الفتاة.

وذكر أنه اشترك في العام 2005 في الإشراف على برنامج معلمين الصفوف (1 – 3) الذي نفذ في محافظة حضرموت بتمويل من الوكالة الأمريكية عبر مشروع تطوير التعليم الأَسَاسي، والذي تم خلاله تدريب المعلمين، مُشيراً إلى أن البرنامج نفذ لمدة أسبوع ومخرجاته لم تكن كافية للمعلمين وانقطعت مسألة المتابعة لمتابعة آثار التدريب.

وأوضح الجاسوس المخلافي، أن النشاط الذي اشتغله قطاع التدريب والتأهيل مع الوكالة الأمريكية للتنمية في 2007 كان ضمن معلمي التخصصات من (4 – 6).. مبينًا أن دوره كان مشرف على تنفيذ النشاط لتدريب المعلمين في المحافظات.

وأكّـد أن هذا النشاط هو نفس النشاط الأول الذي دعمته الوكالة الأمريكية بحيث تضمن تدريب المعلمين ولم يكن هناك خطط للمتابعة.

مشاريع تحسين التعليم الأَسَاسي:

وفي هذا السياق ذكر الجاسوس عامر الأغبري، أنه في العام 2004 تم التنسيق له من قبل المخابرات الأمريكية لتوظيفه في مشروع تحسين التعليم الأَسَاسي التابع والممول من الوكالة الأمريكية، ويشرف عليه ضابط الاستخبارات الأمريكي “جون رالي”.

وقال” بدأوا بلقاء مع السفير ومدير المشروع الأمريكي “جون رالي” وفريق الوكالة الأمريكية وفريق من وزارة التربية والتعليم من قطاع المناهج ومن قيادة الوزارة لمراجعة الاستراتيجية السابقة، وتم استدعاء السفراء الألماني والبريطاني، والهولندي، وطلبوا أن يأتوا أَيْـضاً بالخبراء اليمنيين في هذا المجال، حَيثُ حضروا تقريبًا ستة إلى جانب خمسة سفراء والسفير السعوديّ، وفعلا طرحت الاستراتيجية مكتوبة باللغة الإنجليزية من قبل الأمريكان كيف نطور التعليم”.

وتطوير التعليم يتم كالتالي:

– أولا بتغيير المناهج بشكل عام بحسب الاستراتيجية المقدمة.

– والاستراتيجية تقول إضعاف التعليم من قبل الكادر المحلي.

– إضعاف التدريب.

– إضعاف الإشراف التربوي.

– إيجاد بيئة طاردة للطالب.

– إدخَال المصطلحات الجنسية في المناهج.

– إدخَال الرموز الأجنبية والأعياد والمناسبات الخارجية على أَسَاس تكون كرموز قادة.

– إلى جانب خلق مناهج تصعب على الطالب فهمها في المراحل الأولى.

– عمل مراجعة شاملة للمواد الدينية وخَاصَّة في التوحيد والقرآن على أَسَاس إزالة الآيات القرآنية التي تعمل على حسب ما يقولون على “إثارة النزاعات الدينية”.

– إلى جانب تطوير المصطلحات الجغرافية وعدم ربط الطالب اليمني بالأحداث التي تربطه في السير وبالذات عدم ذكر الغزوات التي كانت تحصل ضد اليهود.

– إلى جانب أَيْـضاً تغيير الاستراتيجية في عملية المواد العلمية والقرائية.

وعلى ضوئها بدأت عملية التطوير الكامل للمناهج بشكل عام من (1 – 12) وزارة التربية والتعليم تتعاقد مع خبير الذي هو عنصر أمريكي تم تأهيله في الولايات المتحدة في قياس المناهج أَو في تطوير المناهج أَو في القياس والرصد وهو يعمل على تغيير المناهج، ويشكل فريق من عنده، ويأخذ بعض العناصر المطعمة من وزارة التربية والتعليم، وفريق آخر من خارج التربية ويظل يعمل أربعة إلى خمسة أشهر في تغيير المادة بالكامل.

بدوره أوضح الجاسوس محمد المخلافي، أن كتاب القراءة للصف الثاني من التعليم الأَسَاسي الجزء الثاني طبعة عام 1428 تم إدخَال مواقف وتسريبات متعلقة بالثلاثة المفاهيم التي يسعى الأمريكي لغرسها في مناهج الدول العربية والإسلامية والمتمثلة في نشر ما يسمى ثقافة السلام والمقصود به الاستسلام، ومحاربة التطرف والإرهاب ويقصد به إبعاد روح الجهاد ومحاربة الجهاد وكل ما يتصل بالجهاد ومقاومة الأعداء، والمفهوم الثالث المتعلق بمراعاة مبادئ النوع الاجتماعي.

وذكر أنه وفي إطار هذه المفاهيم الثلاثة تم إدخَال صور ليست من البيئة اليمنية بل تدعو إلى الاختلاط والتبرج، حَيثُ تم عرض صور لبنات ونساء غير ملتزمات باللباس الشرعي وشعرهن ظاهر.

وقال” تم كذلك في الجانب الإيماني تسريب عبارات تدعو للإلحاد مثل يسقط المطر وعبارة هدية السماء فالإشارة إلى أن المطر يسقط من نفسه هذه عبارة إلحادية تدعو للإلحاد، وعدم الإشارة إلى أن الله هو الذي ينزل المطر، كذلك هدية السماء إلى جانب أنها عبارة إلحادية وكأن المطر نزل من السماء فيه عبارة إلحادية وفيه أَيْـضاً تسريب وتعميم لثقافة النصارى لأن النصارى هم الذين يعدون المطر هدية السماء”.

وأضاف” قمنا كفريق بتسريب أَو بإدخَال صورة الصليب في عربة الحصان وفي السفينة ولبيان الجهات الأربع على الرغم أن الجهات الأربع لم ترد في النص الرئيسي، وإنما وردت في التدريبات لتوضح ذلك، والمفترض أن التدريبات تكون مرتبطة بالدرس الرئيسي ولكن تم إقحامها في التدريبات”.

وبين أن من ضمن التدرج في التهيئة للتطبيع مع العدوّ الإسرائيلي ورد في كتاب القراءة للصف الثاني الجزء الثاني طبعة عام 1428 أن المسجد الأقصى تحت سيطرة اليهود وليس تحت احتلالهم وذكرت كلمة اليهود بدون الإشارة إلى أنهم أعداء كما ورد في القرآن الكريم وأكّـد على ذلك، وذكرت عبارة محاولة إحراق المسجد الأقصى وهذا تخفيف لاعتداء اليهود الذين أحرقوا المسجد الأقصى فعلاً، وهذه كلها من التدرج في التهيئة للتطبيع.. مؤكّـداً أن إدخَال هذه المفاهيم تم وفق توجيهات المخابرات الأمريكية من خلال فرق الإعداد.

جمع معلومات استخباراتية:

وكشف الجاسوس شايف الهمداني، أن من ضمن الأهداف الأَسَاسية التي عمل عليها قطاع التعليم في اليمن بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تحت غطاء ترميم بعض المدارس الحكومية هو جمع قاعدة بيانات عن التربويين والمدارس، والطلاب، والجانب التعليمي، والمجتمعي، وكل المعلومات الاستخباراتية التي تريدها الوكالات الأمريكية على المستوى الجغرافي.. مبينًا أنه كان يتم جمع تلك المعلومات عن طريق الشركاء المنفذين لمشاريع التعليم، كما كان يتم قياس الرأي العام وجمع التقييمات لمعرفة التوجّـهات السياسية والاجتماعية للكيانات الموجودة في تلك المناطق التي يسعون من خلالها إلى تغذية الصراعات والتأثير على تلك المناطق سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا تحت مبرّر وغطاء هذه المشاريع.

ولفت إلى أن الشركاء المنفذين لقطاع التعليم بالوكالة الأمريكية، عملوا على إنشاء ما يسمى بمجالس الآباء في المدارس في المناطق المستهدفة حتى يتم التأثير على كافة شرائح المجتمع وجمع المعلومات الضرورية بشكل كامل في تلك المناطق.

بدوره أوضح الجاسوس عامر الأغبري أنه قام بزيارة ميدانية إلى محافظة صعدة ومعه وجون رالي مدير المشروع وتم التنسيق مع رجل قيادي في مشروع تحسين التعليم الأَسَاسي التابع للوكالة الأمريكية وله دور كبير في العمل في هذا المشروع وعمل قبلها على نقل عنصرين من المارينز أَو البحرية الأمريكية بصفة إنهم مهندسين لبناء المدارس، وفعلاً قاموا بترميم مدرسة في حيدان وتوزيع حقائب ترفع الشعار الأمريكي ولكن حصل بعض التنبه من مواطني صعدة فقاموا بعمل مظاهرة ضد الأمريكان والمارينز ومحمد الصافي واضطروا للهروب إلى صنعاء.

وذكر أن من ضمن الأنشطة التي نفذوها بطلب من الاستخبارات الأمريكية هي إحداث اختلاط بين الشباب والشابات في المدارس المستهدفة بالإضافة إلى عمل بعض الرسومات التي تدخل فيها إبراز الأعضاء الجنسية في الرسومات في الاحياء.

وبين أنه وبعد فترة بدأ البنك الدولي بتصميم مشروع متكامل يسمى مشروع تحسين التعليم الأَسَاسي والثانوي بمبلغ 350 مليون دولار وكان أهداف هذا المشروع مستوعبة 100 % للاستراتيجية الأمريكية في خلخلة التعليم، حَيثُ عملوا على إضعاف الإشراف التربوي لأن المشروع كان يشمل جميع المحافظات ويدار من قبل كادر محلي، وكان مديرة شخص يعتبر ابن الوكالة الأمريكية وذهب لتحضير الماجستير على حسابها في باكستان.. مُشيراً إلى أن من أهداف المشروع أَيْـضاً تطوير المناهج التعليمية بالكامل بحسب الاستراتيجية الأمريكية التي وضعت.

استهداف مناهج العلوم والرياضيات:

وفي إطار استهداف المناهج أشار الجاسوس مجيب المخلافي، إلى أن مشروع “تيمس” هو مشروع دولي تدعمه بشكل أَسَاسي الوكالة الأمريكية للتنمية، وسعت لإدخَال هذا النشاط إلى اليمن.. مبينًا أن تم إجراء اختبارات تيمس لعيّنة من الطلاب اشتركوا في المسابقة الدولية للعلوم والرياضيات، وكان مستوى اليمن في هذه الاختبارات متدني.

ولفت إلى أنه ومن خلال نتائج الدراسات التي تتم على هذه الاختبارات تم إرسال فرق من الوزارة إلى الأردن على أَسَاس أنه بدأت مرحلة تطوير مواد العلوم والرياضيات بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية عبر مشروع تطوير التعليم الأَسَاسي.. مبينًا أنه تم إعداد مناهج تعتمد على الجانب التطبيقي بمعنى منهج العلوم بحاجة إلى معمل بحيث يستطيع الطالب أن يلاحظ التفاعلات التي تتم ما بين المواد والخروج بمادة أُخرى.

وأشَارَ الجاسوس المخلافي، إلى أن المدارس في اليمن غير متوفر فيها هذه المعامل لذلك عندما نزلت المناهج الجديدة حصلت ضجة كبيرة من المعلمين كونهم لم يستطيعوا التعامل معها، ومن أولياء الأمور كونهم لم يستطيعوا أن يقدموا الدعم لأبنائهم في هذا الجانب.

وقال” تم تطوير هذه المناهج التي تسمى المناهج التطبيقية في العلوم والرياضيات والتي تعتمد في الأصل على أن المدرسة لا بد أن يكون فيها معمل، ونحن معنا بحدود 17000 أَو 18000 مدرسة في الجمهورية اليمنية و99 بالمِئة من هذه المدارس لا يوجد فيها معامل ولا يوجد معنا ورش مركزية أَو محلية لإنتاج المواد ومتطلبات المعامل”.. مُشيراً إلى أن الأثر انعكس على الطالب وعلى ولي الأمر وعلى المعلم.

وأكّـد أن الهدف الذي سعت إليه الوكالة الأمريكية من خلال تطوير المناهج المدرسية بطريقة غير متوازنة هو إخراج جيل غير ملم أَو غير قادر على أن يطور البلاد على المدى البعيد لأن مادة العلوم ومادة الرياضيات هي الأَسَاس الذي على أَسَاسه تُبنى العلوم والتكنولوجيا والمؤسّسات التقنية والمصانع في البلاد وهي التي تنمي الابتكار والاختراع لدى الأطفال.

وفي السياق أوضح الجاسوس عامر الأغبري، أنهم شكلوا كتلة التعليم المحلية التي تشمل الوكالة الأمريكية، منظمة الجي أي زد الألمانية، الديفيد البريطانية، سيف شيلدرين، اليونيسف، الغذاء العالمي، الصندوق الاجتماعي للتنمية، وهدفها الرئيس المصادقة على أي تطوير للمناهج أَو حذف أَو إدخَال معلومات جديدة فيها، وفي التدريب وكل المجالات.

الاستهداف الأمريكي للتعليم العالي في اليمن 2000م – 2010م:

وبحسب اعترافات الأغبري فإن مشروع تطوير التعليم له مكونين الأول من البنك الدولي والثاني من المنحة الهولندية، ومكون البنك الدولي كان الجزء الأَسَاسي فيه إعداد استراتيجية للتعليم العالي وعمل دراسة لإنشاء مركز للاعتماد الأكاديمي.

وذكر أنه كان هناك تنسيق ما بين الجانب الأمريكي ممثلاً بجون رالي من السفارة وهاني بلوم الخبير الهولندي الخاص بالمكون الهولندي وشخص كان يعمل مساعداً لمنسق المكون الهولندي وهو من عملاء المخابرات الأمريكية.

وقال الجاسوس الأغبري” أنه بعد اجتماع جون رالي وهاني بلوم تم توجيهه لعمل عقود مع خمسة من الخبراء اليمنيين لجمع معلومات تفيد في إعداد استراتيجية التعليم العالي وإرسالها بعد ذلك للخبير الأجنبي لإعداد المسودة الأولى للاستراتيجية”.

وأضاف” كان تركيز الأمريكي على الجامعات واضحًا من خلال إعداد الكوادر مثلا المجموعة التي سافرت معهم كنا خمسة عشر شخص من الجامعة للماجستير والدكتوراه فيتم استقطاب هذا العدد وكان في كُـلّ سنة معهم مجموعة، ومن قبلنا سافر أشخاص ومن بعدنا”.

وأشَارَ إلى أنه” عندما يسافر هؤلاء على حساب الأمريكان هناك مندوب الأمديست يتابع المشرفين هناك؛ مِن أجلِ اختيار الموضوعات، وأنا واحد من الذين تابعوني في هذا الجانب وحتى في موضوع الرسالة، يعني من خلال موضوع الرسالة هذه من خلال ما كان الوظيفة التي عرضوها عليّ أنه سأسافر لأي بلد يكون فيه في التعليم يبدو كانوا يريدون أن يوظفوني لتوظيفها ليس فقط في اليمن وإلا كنت مخرباً ليس في اليمن فقط ولكن في دول أُخرى”.

وأوضح أنهم كانوا يحرصوا أَيْـضاً على اختيار المتميزين من خلال المعيدين والذين عينوا يكونوا هم من المتميزين.. وقال” تم طلب في إطار مشروع مكون الجامعة مشروع البنك الدولي التعليم الأَسَاسي وتدريب معلمي المرحلة الثانوية إعداد قائمة بمن لهم الأولوية في الحصول على منح وأُعدت هذه القائمة لكن كان إخراجها على أَسَاس أنه فيه خلل في الحصول على المنح كان هذا الإخراج الذي طلع من قبل إدارة المشروع وبالتالي احنا نريد أن نعمل هذه القائمة وتكون بيد الطلبة حتى يعرف كُـلّ طالب أين دوره فتم إعداد هذه القائمة وأنا كنت رئيس للجنة التي أعدتها واستفاد منها الأمريكان من خلال معرفة الأسماء هذه وبعد ذلك يستطيع أن يتواصل معهم ويختار منهم من يريد للدراسات للمنح”.

وأضاف” أنه من ضمن أنشطة مشروع مكون الجامعة إعداد قائمة بأولويات البحوث التربوية، هذه القائمة أَيْـضاً أُعدت وأنا كنت في اللجنة التي أعدتها، لكن المخرج الذي طُلب مننا أَو الهدف المُعلن الذي طلب مننا أنه؛ مِن أجلِ أن يعين الطلبة سواء كانوا مبتعثين تبع الجامعة أَو كانوا من المسجلين في الداخل أن يعرفوا ما هي أولويات البحوث التربوية وهذه أَيْـضاً أُعدت وجُعلت للاستخدام العام لجميع الطلبة، الأمريكي أَيْـضاً استفاد منها مع الذين يُعطون المنح ويقول لهم هذا الموضوع يعني هو يختار منها البحوث التي يريد التي تحقّق أهدافه ويوجه الطلبة الذين يعطيهم المنح من ضمن قائمة البحوث التي أقرتها كلية التربية وربما في كليات أُخرى استخدموا نفس الأُسلُـوب ذاته”.

وأوضح أنه في استراتيجية التعليم العالي كان هناك دور للأمريكي بحكم أنه مساهم في التمويل مع البنك الدولي وكان هذا التأثير من خلال اختياره للخبير الدولي الذي تم اختياره من قبل البنك الدولي الذي ينسق مع الأمريكان بطريقة خلفية.. مبينًا أنه تم في إطار مشروع التعليم إعداد حوالي 11 برنامجا للجامعات اليمنية، بعض الجامعات تم تطوير برنامجين وبعضها برنامج واحد وهذه البرامج فيها ما فيها.

وأشَارَ الجاسوس الأغبري إلى أنه تم إعداد مشروع أَو تصور أولي لمجلس الاعتماد الأكاديمي، وأنه تم توجيهه من قبل أحد الدكاترة للتواصل مع أحد الجواسيس وشخص آخر وهو الذي كتب التصور الأولي لإعداد هذا المجلس وبعد أن عاد من الإمارات رأس هذا المجلس.

وأضاف” بالنسبة للمكون الهولندي في إطار مشروع تطوير التعليم العالي كان من ضمن ما دعموه هو إنشاء مركز للمعلومات لوزارة التعليم العالي وكان الهدف المعلن هو مساعدة الوزارة لجمع معلومات عن التعليم العالي وبالذات فيما يتعلق بمتابعة الطلاب منذ التسجيل حتى يتخرجوا، أما الأهداف الخفية فمنها معرفة التخصصات التي يرتكز فيها الطلبة، ومعرفة المتميزين من خلال تتبع نتائجهم أولا بأول، وبعد ذلك معرفة خططهم المستقبلية التي يريدون تنفيذها، ويتدخلون بحيثُ إنه ممكن تحصل عملية استقطاب للطلبة المتميزين، ويوجهوا أَيْـضاً الجامعات نحو التركيز على البرامج النظرية وليس البرامج العملية التي تخدم التنمية في المجتمع”.

وذكر أن شركة هولندية هي التي نفذت هذا المركز وكان هذا من شروط منحة المكون الهولندي.. لافتاً إلى أنه لا يستبعد أن هذه الشركة الهولندية عندما أعدت البرنامج أخذت نسخة منه وعملت رابط للمعلومات بحيث تصل إليهم المعلومات أولا بأول حتى يقوموا بعد ذلك بتحليلها والاستفادة منها في تحقيق أهدافهم الخفية في تخريب التعليم العالي في اليمن.

وأكّـد الجاسوس الأغبري أن الأهداف الأمريكية من تخريب التعليم العالي هو أن يظل مركزاً على الجوانب النظرية بحيث لا يخرج كوادر تفيد المجتمع وتنمية المجتمع ولكن تظل لديها معلومات نظرية ليست مرتبطة بالواقع فهذا أحد أهدافهم وكان هذا واضح من خلال الدعم الذي يقدمونه سواءً من خلال تدريب معلمي المرحلة الثانوية بتخصيص جزء لجامعة صنعاء وبعد ذلك عُمم لبقية الجامعات فيما يتصل بكلية التربية، أَو كان من خلال مشروع تطوير التعليم العالي والبرامج التي دعموها سواءً كانت للجديدة أَو استراتيجية التعليم العالي التي لم تقدم نوع من التحول الحقيقي في التعليم الجامعي بحيث يكون مرتبط باحتياجات المجتمع ويلبي احتياجاته التنموية.

You might also like